بكين: تثير محاكمة نادرة لرجل متهم بالقتل في الفظائع التي سجلت خلال الثورة الثقافية الماوية الخميس انتقادات حادة في الصين لا سيما بشأن مدة الجلسة والجانب التعسفي من الملاحقات.

وحوكم الرجل المقيم في شرق البلاد، في منزله في جلسة لم تستمر اكثر من يوم واحد بتهمة قتل طبيب بتهمة التجسس في 1967، كما ذكرت الصحف الصينية.

ومحاكمة متهم بجريمة ارتكبت خلال الثورة الثقافية (1966-1976) التي قتل خلالها ملايين من الاشخاص في اجواء من الفوضى، امر نادر اليوم. وهي تجري بعد اكثر من 45 عاما على الوقائع.

واستنكر المدون ليو تشايوان رجل القانون المعروف بنشاطه من اجل اقامة دولة قانون في الصين المحاكمة، معتبرا ان quot;اكبر مجرم في الثورة الثقافية لم يحاكم بينما يوجه الاتهام الى مرتكب جريمة للحق العام بعد عقودquot;.

والرجل الذي يحكم يدعى تشيو ومتهم بانه خنق بحبل طبيبا اسمه هونغ ثم بتر ساقيه قبل ان يدفنه.

وذكرت الصحف الصينية ان تشيو اختبأ ثلاثين عاما قبل ان يتم توقيفه في تموز/يوليو 2012، ما يفسر محاكمته المتأخرة.

الا ان عددا كبيرا من الصينيين انتقدوا على الانترنت quot;تعسفquot; القضاء الصيني.

وكتب احدهم quot;بقي 99,9999 بالمئة من الناس الذين لم يحاكمواquot;، بينما حمل آخر على السلطات لتقصيرها في ملاحقة المسؤولين الصينيين في عهد الثورة الثقافية.

وكانت هذه quot;الثورة البروليتارية الثقافية الكبرىquot; التي اطلقها ماو تسي تونغ سمحت له بالقضاء على كل اشكال المعارضة وتكثيف مبدأ عبادة الشخصية الذي احاط به وتعزيز سلطاته الشخصية.

واتسمت تلك المرحلة التي كانت حربا اهلية حقيقية، بتعبئة كبيرة للشباب في الحرس الاحمر الذي كلف القضاء على كل نزعة الى البرجوازية وquot;اعادة تأهيلquot; مثقفين نقلوا الى الارياف وفوضى ادت الى اعمال عنف على نطاق واسع وتراجع اقتصادي للبلاد.