اختتم ممثلو الدول الكبرى وإيران في كازاخستان اليوم مفاوضاتهم بشأن الملف النووي. وقدمت مجموعة 5+1 الثلاثاء عرضًا جديدًا لطهران يعد بتخفيف عدد من العقوبات مقابل وقف التخصيب إلى نسبة 20% وإغلاق موقع فوردو، إلا أنّ إيران شددت على رفضها إغلاق الموقع.


طهران: أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الاربعاء أن مجموعة 5+1 وإيران اتفقتا على عقد لقاء خبراء في 17 و18 اذار (مارس) في اسطنبول يليه لقاء سياسي في الخامس والسادس من نيسان (ابريل) في الماتي.

وصرح جليلي في مؤتمر صحافي في أعقاب مفاوضات استمرت يومين في الماتي بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا و فرنسا والمانيا)وايران: quot;اتفقنا على عقد لقاء على مستوى الخبراء في اسطنبول في 17 و18 اذار/مارس يليه اجتماع لمجموعة 5+1 وإيران في 5 و6 نيسان (ابريل) في الماتيquot; في كازاخستان.

واضاف أن quot;بعض مواقف مجموعة 5+1 اكثر ايجابية من المواقف السابقةquot;، معتبرًا أنهم quot;قرروا تقريب مواقفهم من مواقف إيران في بعض النقاط ونعتبر ذلك ايجابيًاquot;. وشدد على رفض إيران اغلاق موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم المبني في جوف جبل ويصعب بالتالي تدميره في هجوم عسكري.

وقال جليلي إن quot;موقع فوردو موقع شرعي ويخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا منطق على الاطلاق في اغلاقهquot;. وأوضح أن quot;تخصيب اليورانيوم بنسبتي 5 في المئة أو 20 في المئة هو حق لإيران. اننا نخصب بحسب حاجاتناquot;. وتابع أنه في اجتماع اسطنبول المقبل quot;سيبحث خبراء الطرفين كيف ينبغي صياغة المبادرات المتبادلة كي تتحلى بالتوازنquot;.

من جانبها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي أنها تأمل في quot;رد ايجابيquot; إيراني على مقترح هذه الدول. وقالت كاثرين اشتون في مؤتمر صحافي بعد المفاوضات quot;آمل في أن ينظر الجانب الإيراني ايجابًا الى المقترح الذي قدمناهquot;، موضحة أن quot;الاقتراح يرمي الى اعادة الثقة والسماح لنا بالتقدمquot; للتوصل الى حل دبلوماسي لأزمة ملف إيران النووي.

واختتمت مجموعة 5+1 وإيران مفاوضاتهما حول البرنامج النووي الإيراني على ما صرحت مصادر إيرانية وغربية. فبعد يوم اول من المفاوضات التي استغرقت حوالي ثلاث ساعات الثلاثاء التقى الطرفان الاربعاء في اجتماع جديد استغرق اكثر من ساعة. وأجرى جليلي ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون المكلفة التواصل مع إيران اجتماعًا منفردًا قبل نصف ساعة على استئناف المحادثات بحسب مصدر إيراني.

والثلاثاء قدمت مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، والمانيا) quot;عرضًاquot; جديدًا لإيران في اجتماع استغرق حوالي 3 ساعات. وصرح المتحدث باسم اشتون، مايكل مان مساء الثلاثاء quot;نأمل أن يأتي الإيرانيون (الاربعاء) مبديين مرونة وارادة في التسوية. الكرة فعلاً في ملعبهمquot;.

وكان مصدر من ممثلي الدول الكبرى افاد أن المجموعة تعد في عرضها المحدث بـ quot;تخفيف عدد من العقوبات على تجارة الذهب وعلى الصناعة البتروكيميائية وبعض العقوبات المصرفيةquot;.

غير أن العرض الجديد يكرر المطلب المعلن في لقاء بغداد في مطلع 2012 ومفاده quot;وقف التخصيب إلى نسبة 20% واغلاق موقع فوردو (المبني في جوف جبل ويصعب تدميره) وارسال مخزون اليورانيوم المخصب إلى 20%quot; إلى الخارج، بحسب المصدر.

من جهتها، أعلنت طهران أن إيران ستقدم عرضًا جديدًا لمجموعة 5+1 بشأن برنامجها النووي، مشددة على رفضها اغلاق موقع فوردو وارسال مخزون اليورانيوم المخصب إلى 20% إلى الخارج.

ويأتي الاجتماع الذي يعقد في مدينة الماتي في كازاخستان في الوقت الذي تشتد فيه حدة تداعيات العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية، وفيما ترفض اسرائيل استبعاد الخيار العسكري في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء في برلين عن امله في أن تتوصل القوى الكبرى وإيران إلى حل دبلوماسي حول برنامج طهران النووي. وقال عقب اجتماع مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي في برلين: quot;يوجد مسار دبلوماسيquot; لحل الازمة، معربًا عن أمله في أن quot;تختار إيران التقدم على طريق الحل الدبلوماسيquot;.

وقال كيري quot;سيكون من الخطأ أن اقول شيئًا عن ديناميكية تلك المحادثات بينما هي جاريةquot;. واضاف quot;اريد أن تتاح الفرصة امام هذه المحادثات، أن تنجح قبل أن اعلق عليهاquot;. الا أنه دعا إيران إلى قبول عرض الدول الغربية الذي قال إنه يشمل quot;اجراءات متبادلة تشجع إيران على اتخاذ خطوات ملموسة للبدء في تبديد مخاوف المجتمع الدوليquot;.

وفرضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي في 2012 سلسلة عقوبات من طرف واحد على قطاعي الطاقة والمصارف الإيرانيين، ما خفض عائدات طهران النفطية بنسبة 40% ومنع عنها جميع المبادلات المصرفية مع العالم الخارجي.

وتعود جولة المفاوضات الاخيرة إلى حزيران (يونيو) 2012 في موسكو عندما قدمت إيران مقترحاتها الخاصة مطالبة بالاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم.

وتشدد طهران على أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة يستخدم لانتاج الوقود لمفاعلها للأبحاث في طهران الذي ينتج نظائر مشعة، بينما تتهم الدول الغربية واسرائيل إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.

وسبق ان انتجت إيران 280 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من بينها اكثر من 110 كلغ تم تحويلها إلى وقود لمفاعل طهران للابحاث. وصرح دبلوماسي غربي في الماتي quot;هذا امر ايجابي لأن الخبراء يشيرون إلى أن اليورانيوم المحول إلى وقود لا يمكن استخدامه لأغراض عسكريةquot;.