تسعى الإمارات لتعزيز ترسانتها الاستطلاعية بشراء طائرات من دون طيار من طراز بريدايتور المتطورة، إلى جانب ما تنتجه وطنيًا من طائرات مماثلة متطورة وقادرة على حمل الصواريخ.
لندن: خلال فاعليات معرض الدفاع والطيران أيديكس 2013 الذي تم أخيرًا في أبو ظبي، وقعت الإمارات عقودًا مع شركة جنرال أتوميكس الأميركية، لتشتري منها طائرات من دون طيار من طراز بريدايتور أكس بي، تبلغ قيمتها 197 مليون دولار، من دون معرفة عدد الطائرات التي تشملها هذه العقود. وقد تمت هذه العقود في ضوء سماح الولايات المتحدة بتصدير طائرات من دون طيار إلى بعض الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكانت هذه الشركة قد زوّدت القوات الإماراتية بطائرة من هذا النوع في شهر شباط (فبراير) 2011، بفعل مذكرة تفاهم مع شركة انترناشيونال غولد غروب.
والطائرة هذه للاستطلاع، لكنها متعددة الأغراض، إذ زوّدتها جنرال أتوميكس بأنظمة متطورة للمراقبة والاستطلاع، تتألف من أجهزة استشعار بصرية وكهربائية وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وتصل سرعة هذه الطائرة إلى 217 كيلومترا في الساعة، وهي قادرة على قطع مسافة 740 كيلومترًا.
الأولى خارج الناتو
الامارات هي أول دولة خارج نطاق حلف شمال الأطلسي (ناتو) تحصل على هذا النوع المتطور من الطائرات. لا تزال هذه الصفقة تنتظر موافقة الكونغرس الأميركي، بسبب فرض قيود اتحادية على الصفقات الكبيرة لاي طائرات من دون طيار.
لم يطمئن
طمأنت شركة جنرال أتوميكس الجميع أنها صممت نسخة جديدة غير مسلحة من بريدايتور أكس بي، يمكن تصديرها إلى دول خارج الحلف الأطلسي، إذ يمكن استخدامها لتنفيذ مهام الإستخباراتية وللمراقبة والاستطلاع فقط لا غير، من دون أن تكون مجهزة بالأسلحة.
غير أن داريل كيمبال، المدير التنفيذي لهيئة مراقبة الأسلحة، لم يقتنع كثيرًا بما ساقته الشركة، إذ يتخوف من أن تنجح الحكومات في الشرق الأوسط في تحوير هذه الطائرة، ما يجعلها قادرة على حمل الصواريخ وإطلاقها.
يقول: quot;لهذه الصفقة تداعيات مستقبلية على السياسة التي ستعتمدها الولايات المتحدة في مسألة تصدير تقنية الطائرات من دون طيار في الأعوام القادمة، خصوصًا أن تطورات كبيرة تسجل في هذا الميدانquot;.
ويؤكد كيمبال مسؤولية الكونغرس في هذا الشأن، quot;إذ عليه مناقشة المخاطر طويلة الأمد على البلاد وعلى حلفائنا في العالم، والتي يمكن أن يسببها انتشار هذه الطائرات، علمًا أن الأرباح المادية لا تعوض الخسائر الوطنيةquot;.
الإمارات المصنّعة
تشتري الامارات طائرات من دون طيار، وتصنعها في الوقت نفسه. فقد عرضت شركة أدكوم للأنظمة الإماراتية، في معرض أيديكس 2013 الأخير تصاميمها من هذه الطائرات، مثل يبهون يونايتد 40، التي أطلقت في العام الماضي بمناسبة اليوم الوطني الأربعين للامارات، ويبهون سمارت آي 1 ويبهون آر 2 ويبهون آر ويبهون آر إكس ويبهون اتش ويبهون سمارت آي.
ويؤكد علي الظاهري، المدير التنفيذي العام للشركة، في حديث صحافي أن أدكوم تصمم وتصنع طائرات يبهون الاتحاد 40 بالكامل في الامارات، quot;وصارت هذه الطائرة محط أنظار العالم لتطورها التقني، وتحظى باهتمام الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية مختلفة، إضافة إلى الدول العربية والخليجيةquot;. وتنفرد هذه الطائرة بسمات جديدة في ميدان الطائرات من دون طيار، إذ قادرة على حمل 12 صاروخًا من نوع يبهود نمرود الذي تصنعه الشركة، ويصيب هدفه على بعد 60 كيلومترًا بدقة كاملة.
وقدمت الشركة هذا العام صائدة الطائرات يبهون يو أيه في هنتر، وهي الوحيدة التي تم تصميمها وبناؤها في أدكوم. تطير هذه الطائرة بسرعة 900 كيلومتر في الساعة، وتحلق على ارتفاع 35 ألف قدم، على مسافات تصل إلى 800 كيلومتر، وتتميز بالقدرة على اكتشاف أهدافها في الفضاء، وتدميرها باستخدام تقنية التتبع الصوري، التي تستخدم للمرة الأولى في العالم.
التعليقات