أسماء عديدة قيد التداول لخلافة البابا المستقيل، أبرزها اسم الكاردينال الأميركي شون أومالي، الذي ذاع صيته أسقفًا اعتمد سياسة صفر تسامح في معالجته مسألة الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية.


يمكن القول إن أي راهبة لن ترسم قريبًا في السدة الباباوية، لكننا قد نشهد تغييرات جذرية في دور المرأة في الكنيسة، حتى من دون أي تعديلات في القانون الكنسي المعمول به حاليًا. فليس في هذا القانون ما يمنع ارتقاء النساء إلى مرتبة الكرادلة الذين ينتخبون البابا، على الرغم من عدم رسامتهن للعمل قسيسات. وبالتالي، فإن البابا الجديد يمكن بكل سهولة أن يعين كرادلة نساء لإيصال رسالة مؤداها أن للمرأة دورًا قياديًا مهمًا في الكنيسة.
وفي الواقع، حدثت تغييرات في الآونة الأخيرة عندما أجاز اساقفة ألمان بحظر استخدام حبوب إجهاض الحمل في حالات الاغتصاب، لكن نبأ استقالة البابا طغى على هذا التطور بالغ الدلالة.

نموذج للمباح
ويمكن القول أيضًا إن البابا القادم لن يكون الكاردينال الاميركي تيموثي دولان، اسقف نيويورك الذي كثر الكلام عنه مرشحًا لخلافة بنديكتوس السادس عشر في كرسي البابوية.
وقال دولان مازحًا في مقابلة مع شبكة سي أن أن، إن اسمه كان دائمًا على قائمة والدته للمرشحين لمنصب البابا، ثم أضاف أنه أميركي أصيل بحيث لا يمكن اختياره لوظيفة مثل وظيفة الحبر الأعظم.
وحين يجتمع الكرادلة في روما لانتخاب بابا جديد، فإن السؤال الأهم الذي سيواجههم هو ما إذا كانوا سينجحون في تجاوز آثار فضائح الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، التي ظل شبحها يطاردهم زمنًا طويلا.
ولكن السبب الأهم في استبعاد الكاردينال دولان ورد على لسانه هو، حين قال: quot;كانت الكنيسة الكاثوليكية في السابق نموذجًا للممنوع، وهي الآن نموذجٌ للمباحquot;، في إشارة إلى فضائح الاعتداءات الجنسية.
وكان روبرت وليام فن، اسقف مدينة كنساس، أُدين في ايلول (سبتمبر) الماضي بعدم الابلاغ عن قس مشتبه باعتدائه على طفل، والعثور على صور اطفال اباحية في حاسوبه. وجُمد عمل الأسقفلعامين، يخضع خلالهما للمراقبة.

أميركي آخر
المعروف عن الكاردينال الاميركي روجر ماهوني، الذي سيحضر اجتماع الكرادلة لانتخاب البابا، انه دافع بقوة عن قساوسة منحرفين، وبالتالي من الباطل القول إن الاعتداءات الجنسية قضية تعود إلى عقود مضت، أو إن أعداء الكنيسة الكاثوليكية افتعلوا القضية للنيل منها، كما هو شائع بين العديد من المسؤولين في الفاتيكان.
لكن كاردينالًا اميركيًا آخر يعرف أن الأمر ليس بهذه البساطة، هو الكاردينال شون اومالي من بوسطن، والمرشح الاميركي الآخر الذي كثر الحديث عن خلافته لبنديكتوس.
وعلى الرغم من أن انتخابه مستبعد، فإن ترشيحه ليس أمنية تراود الاميركيين الذين لم يكونوا أصلًا من روج لاسمه كأحد الخيارات المطروحة.
لا أعداء لأومالي، الذي يتكلم لغات عدة، والذي عمل أسقفًا لعشرات السنين ويحظى بشعبية واسعة بين كرادلة اميركا اللاتينية، الذين تعهدوا دعمه إذا لم يتفق الكرادلة الايطاليون على مرشح، ولم يقع الاختيار على انيجلو سكولا، كاردينال ميلانو.

صفر تسامح
كان أومالي قد اعتمد سياسة صفر تسامح في معالجته مسألة الاعتداءات الجنسية منذ العام 1995، مشترطًا على رجال الدين والموظفين والمتطوعين الكاثوليك الذين يعملون مع الاطفال أن يشاركوا في دورات تثقيفية، وأن يوافقوا على التدقيق في أصولهم، وتقديم المعلومات الوافية عن ماضيهم.
وذاع اسم أومالي بوصفه مصلحًا، وهذه السمعة هي التي دفعت وسائل اعلامية في روما إلى الحديث عنه كأحد المرشحين.
في غضون ذلك بدا بنديكتوس وكأن عبئًا ثقيلًا أُزيح عن كاهله، حين قال الخميس: quot;اتطلع لتقديم طاعتي لمن يأتي بعديquot;. وإزاء الاحتقانات المستمرة داخل الكنيسة وخارجها، من الصعب أن يتصور المرء وجود كرادلة متحمسين للمنصب أو يتمنونه لصديق، كما تلاحظ صحيفة واشنطن بوست. لكنها تضيف أن انتخاب اومالي سيوجه رسالة طال انتظارها، مفادها أن الكنيسة تفهم ما عاناه ضحايا الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قساوسة ضدهم.