الفاتيكان: بعد البولندي يوحنا بولس الثاني، والالماني بنديكتوس السادس عشر، هل سيكون البابا المقبل ايطاليا من جديد؟ ويعارض هذا التوجه عدد كبير من الكرادلة بسبب الخضات التي عصفت بالفاتيكان في الاشهر الاخيرة، لكن ذلك يبقى ممكنا، لان عددا من الكرادلة الذين يتقدمهم رئيس اساقفة ميلانو انجيلو سكولا، مؤهلون لهذا المنصب.

ومنذ عصر النهضة، شهد كرسي بطرس سلسلة متواصلة من الاحبار الذين يتحدرون من شبه الجزيرة الايطالية التي اصبحت ايطاليا في 1861، حتى ادى انتخاب يوحنا بولس الثاني في 1978 الى الخروج على هذا التقليد العريق، وتلاه في 2005 انتخاب الالماني يوزف راتسينغر او بنديكتوس السادس عشر.

وكان ادريان السادس في 1523 آخر بابا غير ايطالي. ويدعو البعض الى ان يعود عرش بطرس الى بابا ايطالي. وحجتهم ان الاصلاح الملح لادارة الكنيسة سيجريه بسهولة ايطالي يعرف خفايا الكرسي الرسولي.
والورقة الرابحة الاضافية تتمثل في ان الايطاليين الذين يصلون الى المجمع الانتخابي المقبل يشكلون الكتلة الاكثر عددا اي 28 ناخبا.

وفي المقابل، زادت قضية quot;فاتيليكسquot; لتهريب الوثائق في الفاتيكان، من رفض بعض الكرادلة الذين لا يتحدرون من شبه الجزيرة لترشيح ايطالي، لأن الفضيحة اعتبرت ثمرة المؤامرات والدسائس بين الايطاليين للسيطرة على الادارة الفاتيكانية. والكرادلة الايطاليون ليسوا موحدين فيما بينهم، وهم مختلفون حول موضوع العلاقات مع السياسة الايطالية.

ومن الكرادلة الايطاليين الاوفر حظا للوصول الى السدة البابوية، يبدو رئيس اساقفة ميلانو في وضع جيد. وحتى قبل ان يعلن البابا استقالته في 11 شباط/فبراير، دائما ما كان اسم انجيلو سكولا (71 عاما) ذو الوجه المربع والقوي الشخصية، مطروحا مع الكاردينال الكندي مارك اوليه، باعتباره واحدا من الاثنين الاوفر حظا في نظر بنديكتوس السادس عشر لخلافته، وأحد الكرادلة الذي يخوله تميزه الفكري لخلافة اللاهوتي يوزف راتسينغر.

وقد اعتبر تعيين الاسقف السابق للبندقية في 2012 كاردينالا على اكبر ابرشية في اوروبا، منصة للوصول الى عرش بطرس.

ويعد انجيلو سكولا الذي يتمتع بثقافة واسعة ومحافظا على صعيد التقاليد، من المدرسة اللاهوتية نفسها التي يعتنق مبادئها يوزف راتسينغر. وهي المدرسة التي اصدرت مجلة quot;كومينيوquot; التي شددت على حداثة المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) وعلى استمراريته مع الحفاظ على التقاليد. وهو يرتبط منذ شبابه بحركة quot;شراكة وتحريرquot; التي اصبحت اليوم حركة محافظة واسعة النفوذ في ايطاليا. وقد اصدر سكولا الذي يعارض اي عداء للاسلام مجلة quot;اوازيسquot; للبحوث الاسلامية-المسيحية الذائعة الصيت.

ويخوض سكولا، ذو الشخصية القاسية والبعيدة عن وسائل الاعلام، معارك على غرار تلك التي خاضها راتسينغر، كانتقاد العلمانية على الطريقة الفرنسية.

ومن الاسماء المطروحة ايضا لخلافة بنديكتوس السادس عشر، جيانفرنكو رافاسي، وزير الثقافة في الادارة البابوية، والذي يزخر بالافكار والمبادرات، والمحبوب والمنفتح، والقادر على ان يتحدث في مداخلة واحدة عن احد آباء الكنيسة في العصور الاولى، وعن جان-بول سارتر وعن احد المتصوفين الهندوس. وبصفته واحدا من اوائل الكرادلة الذين استخدموا التويتر، طور بدعم من بنديكتوس السادس عشر quot;منتدى الحوار مع غير المؤمنينquot;. واختير هذه السنة ليرأس آخر رياضات الصوم الروحية في حبرية بنديكتوس السادس عشر.

ولفتت الانظار عبارة صغيرة كتبها له البابا quot;سيعرف الرب ان يكافئك على هذا العمل الذي اديته بطريقة ممتازةquot;.

والايطالي الاخر الذي يكن له البابا قدرا كبيرا من الاحترام، هو ماورو بياتشينسا (68 عاما) مدير مجمع رجال الدين، الصارم والمحافظ جدا الذي يشتهر بأنه quot;الكادح الاكبرquot; في الادارة الفاتيكانية والذي يطرح اسمه على انه البديل المحتمل لامين سر الدولة تارتشيتسيو برتوني. والمرشح الاخر لكرسي بطرس الذي طرح اسمه في السابق لترؤس المؤتمر الاسقفي، هو انجيلو بانياسكو المعروف بمواقفه المعتدلة.