اعترف نائب وزير الدفاع الأميركي السابق بول وولفوفتز بأن إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ارتكبت أخطاء فادحة تسببت في جرّ العراق نحو دائرة من العنف، ظلت تتفاقم حتى أصبحت خارج نطاق السيطرة.


قال وولفوفتز، الذي يُعتبر القوة المحركة الكامنة وراء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لصحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية إن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش هي عدم فهمها أن نظام صدام حسين كان متماسكاً.

حلّ الجيش حماقة
واعتبر أن الإدارة أخطأت في استبعاد عدد أكثر مما يجب من أعضاء حزب البعث العراقي من السلطة والخدمة المدنية، واصفاً حلّ الجيش العراقي بـ quot;العمل الأخرقquot;، وأنه من الأخطاء الكبيرة عدم توقع حدوث quot;تمردquot; ضد الاحتلال.

وانتقد وولفوفتز الخطة، التي اقتضت بأن يحكم العراق من قبل الأميركيين بعد الغزو وسقوط صدام، مشيراً إلى أن البديل الأفضل كان إعداد قيادة عراقية من البداية بدلاً من الاحتلال.

وقال نائب وزير الدفاع السابق إن الإدارة الأميركية كانت منقسمة بعمق خلال الغزو، كما إن انتقادات وزير الخارجية آنذاك كولن باول للغزو أثارت مشاعر الغضب، لا سيما حين قال إن quot;حرب العراق اصطنعها وولفوفتز ومجموعة من المحافظين داخل الإدارة الأميركيةquot;.

يشار إلى أن وولفوفتز كان يدعو إلى إسقاط النظام في العراق منذ حرب الخليج عام 1991، وجدد دعواته تلك عقب أحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001.

حرب طائفية
ناقض وولفوفتز نفسه، معتبراً أن quot;استراتيجية مواجهة التمرد في العراق عام 2007quot; نجحت بشكل رائع، وفي وقت قصير جداً، ثم استدرك مضيفاً: quot;بعد ذلك خرج الوضع عن السيطرة، ودخل العراق في أتون حرب طائفيةquot;.

واعتبر أن أميركا كانت ستدفع ثمناً أعلى بكثير لو لم تغزُ العراق وتسقط نظامه quot;لأن صدام كان في طريقه لدعم الإرهاب وصنع القنبلة النووية. ولو لم يحدث الغزو لكانت أميركا اليوم لا تواجه إيران وحدها، بل العراق وليبيا وإيران، لوقف إنتاج الأسلحة النوويةquot;.

أسلحة الدمار كانت موجودة
أما بالنسبة إلى من يتهمون بوش بالكذب وتحريف الحقائق بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، واستخدام هذه المسألة كذريعة لدخول العراق، قال وولفوفتز إن صدام كانت لديه أسلحة دمار شامل، quot;وهي نتيجة أجمع عليها مجتمع الاستخبارات وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون، بمن فيهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون نفسهاquot;.

أجندات خاصة للجميع
قبل الغزو، كان وولفوفتز معجباً بأحمد الجلبي، المنفي العراقي المثير للجدل. وفي سؤال عمّا إذا كانت المعارضة العراقية آنذاك - التي دعت إلى الغزوndash; قد زوّدت أميركا بالمعلومات الخاطئة، قال quot;لا أعتقد أن أحداً في ذلك الجزء من العالم كان مستقيماً ونزيهاً معنا. جميعهم لديهم أجندتهم الخاصةquot;.

في انتقاد ضمني للجيش الأميركي، الذي اقترح بعض جنرالاته إرسال ما يصل إلى 300 ألف جندي إلى العراق، قال وولفوفتز: quot;أنا لا أريد أن أبدأ بتوجيه أصابع الاتهام، لكن يبدو الأمر وكأننا نسينا كل ما تعلمناه على مدى 30 عاماً بشأن مكافحة التمرد، فهذه لم تكن الحرب التي يمكننا أن نكسبها باستخدام القوة الساحقةquot;.

أخشى ما يخشاه نائب وزير الدفاع الأميركي السابق وهو أن الإرهاق الذي حلّ بالولايات المتحدة جراء حروبها، سيدفعها إلى التخلي عن العراق، وترك ثوار سوريا لمصيرهم، كما سمحت بسحق المتمردين الشيعة في جنوب العراق من قبل صدام في العام 1991.

وقال: quot;لو نجح المتمردون في حينها، لما كانت قد حدثت حرب العراق الثانية. هذا هو الدرس الذي ينبغي تطبيقه في سوريا اليومquot;.