شاهد الرئيس الأميركي باراك أوباما الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، واضطر أوباما للسفر برا من القدس إلى بيت لحم بسبب عاصفة ترابية لم تسمح لمروحيته بالتحليق في أجواء الضفة.

زار الرئيس الاميركي باراك اوباما مدينة بيت لحم في الضفة الغربية وسط عاصفة ترابية هوجاء بحراسة موكب من السيارات رباعية الدفع محملة بعناصر من جهاز الخدمة السرية دخلوا المدينة شاهرين اسلحتهم. واثارت هذه العملية الاستعراضية استياء بين الفسطينيين الذين صادف وجودهم في ساحة المهد.
وينتمي رئيس بلدية مسقط رأس المسيح الى حركة فتح ، وفي المسجد المقابل لكنيسة المهد كان خطيب الجمعة يعلن للمصلين quot;ان اميركا هي مصدر كل الشر في العالم ولن نتنازل ابدا عن ارضناquot;.
وغطت جدران ساحة المهد ملصقات تصف اوباما بأنه قاتل الأطفال المسلمين.
وقبيل وصول اوباما الى المدينة كانت الشرطة الفلسطينية ابعدت فتحية عجاج التي أرادت ان تناشد الرئيس الاميركي الافراج عن ابنها الذي يقضي في الولايات المتحدة عقوبة بالسجن 115 عاما لدوره في الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 1993 ، كما افادت صحيفة التايمز.
وكانت زيارة اوباما لاسرائيل التي استمرت 50 ساعة انتهت بالتوجه الى الضفة الغربية حيث تولى رجال الأمن الفلسطينيون مسؤولية الحفاظ عن سلامته حين زار بيت لحم.
وعندما هبت العاصفة الترابية لتطوح اشجار الزيتون وتعطل محركات المروحية الرئاسية شعر طاقم اوباما بقدر من الارتياح. إذ تقرر اختصار الزيارة التي كان مقررا ان تستمر 50 دقيقة الى ربع ساعة تكفي للابتهال من اجل السلام في الشرق الأوسط ومن اجل المسحيين الذين يتناقص عددهم في الشرق الأوسط يوما بعد آخر ، كما لاحظت صحيفة التايمز.
وفي اجواء مكفهرة غادر اوباما الى الاردن وكانت علامات التعب بادية عليه.
ولكن بقدر تعلق الأمر بالفلسطينيين فان العاصفة الترابية قدمت لهم خدمة حين أجبرت الرئيس الاميركي وموكبه على السفر برا ومشاهدة الجدار العازل الذي انشأته اسرائيل.
وبعد ان فات الرئيس اوباما ان يرى بأم عينه هذا الشاهد على وضع الفلسطينيين في ارضهم من جراء تنقله بالمروحية فانه واجه بالسفر برا ما ينتظره إذا قرر التحرك جديا للقيام بدور الوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين.
وفي اليوم الأخير من زيارة الرئيس الاميركي كادت العاصفه الترابية ترافقه الى مدينة البتراء الأثرية في الاردن حتى انه اعلن زيارة المدينة quot;إذا سمح الطقسquot;. وفي يوم السبت اشفقت الأنوار على اوباما وسمح الطقس لمروحيته بالهبوط قرب البتراء بعد رحلة استغرقت ساعة من العاصمة الاردنية عمان. وكانت الأحوال الجوية هددت بإفساد خطط اوباما لزيارة المناطق الأثرية ولكن الظروف الجوية تحسنت خلال الرحلة جوا فوق تضاريس الاردن الوعرة.
وكان النبطيون حفروا مدينة البتراء في الصخر الأحمر قبل أكثر من 2000 عام وطورها العرب الى مركز تلتقي عنده طرق تجارة الحرير والتوابل وغيرها من الطرق التجارية التي ربطت الصين والهند وجنوب الجزيرة العربية بمصر وسوريا واليونان وروما.
استغرت زيارة اوباما للاردن 24 ساعة. وكان الاردن محطته الأخيرة في زيارته للشرق الأوسط التي استمرت اربعة ايام وهي الأولى خارج الولايات المتحدة في ولايته الثانية. كما كانت زيارته لاسرائيل والاردن والضفة الغربية الأولى منذ توليه الرئاسة.