شاركت مدن الرياض وجدة والدمام مدنًا عالمية أخرى في فاعلية ساعة الأرض، وغرقت في ظلام دامس لساعة كاملة، ابتداءً من الثامنة والنصف مساء اليوم، في تفاعل طوعي هدفه نشر الوعي البيئي بالأخطار المحدقة بكوكب الأرض وبالبشرية جمعاء.
لندن: غرقت الرياض وجدة والدمام في الظلام الدامسفي تمام الساعة الثامنة والنصف بتوقيت السعودية من مساء اليوم السبت، وانطفأت الأنوار وتوقف السعوديون في هذه المدن الثلاثة عن استخدام الأجهزة الكهربائية غير الضرورية بشكل طوعي، وذلك مساهمة تضامنية في حدث quot;ساعة الأرضquot; الكوني، وفي إرسال رسالة تفاعلية عالمية تطلقها المجتمعات في الأرض داعية سكان المعمورة إلى الحفاظ على البيئة التي يعيشون بين ظهرانيها، من التغير المناخي الذي يهددها، ويهدد البشرية جمعاء.
تفاعل سعودي
وهذا حدث دولي تشارك فيه المدن السعودية الثلاثة أكثر من سبعة آلاف مدينة حول العالم، في أكثر من 152 دولة، تحتفل بساعة الأرض، وتعيش ظلامًا تامًا لمدة ساعة، وهدفها الوحيد تقليص حجم انبعاثات الغازات الناجمة عن استهلاك الطاقة، والاتي تزيد من معدلات الاحتباس الحراري. وفي هذه الساعة، تسجل الشعوب موقفًا موحدًا إزاء الضرر اللاحق بالبيئة، وعلى الطريق نحو عيش أفضل على الأرض.
وساعة الأرض فكرة يدير الصندوق العالمي لصون الطبيعة فعالياتها السنوية. وفي السعودية، يديرها موقع الحياة البرية في السعودية، الذي يمثل نقطة الوصل بين الصندوق العالمي والجهات المحلية المشاركة. ويقود الدكتور عبدالله بن صبّار فريق ساعة الأرض في السعودية، كما يشرف الدكتور عوض بن متيريك الجهني على عملياته.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة، قوله إن هذه الفعالية ليست ملزمة لأي طرف، إنما تأتي استشعارًا لأهمية تخفيف استهلاك الطاقة من قبل أفراد المجتمع.
وأشار القحطاني إلى تفاعل ملحوظ في المجتمع السعودي مع هذا النشاط، quot;خصوصًا أن الكثير من الشركات بدأت تنظيم فعاليات متزامنة مع الحدث، ما يعطي مؤشرات إيجابية بأن الرسالة البيئية وصلت إلى الجمهورquot;.
لبيئة آمنة
قالت الدكتورة ماجدة أبو رأس، نائب المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية، إن الجمعية تنسق مع أمانات المدن السعودية، quot;من أجل تحقيق الهدف الرئيسي لساعة الأرض، وإيجاد الحلول لمواجهة خطر الاحتباس الحراريquot;.
ودعت أبو رأس أكثر من 25 مليون نسمة يعيشون في السعودية للإسهام في هذه الفعاليات، من خلال دعوة كل مواطن ومقيم إلى إطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية وغير الحيوية لساعة واحدة، بين الثامنة والنصف والتاسعة والنصف من مساء اليوم السبت بتوقيت السعودية، وأن يكونوا جزءًا من هذا العمل العالمي من خلال إطفاء الأنوار في هذه الساعة، ومن خلال تغيير العادات الاستهلاكية للطاقة على المدى البعيد، والتركيز على مبدأ السلامة في كل الأعمال.
أضافت: quot;تطلب الجمعية إطفاء الأضواء غير الضرورية لمدة ساعة واحدة، والابقاء على الأضواء التي تؤثر على السلامة العامة، فساعة الأرض مرصودة من أجل البشر وكوكب الأرض، ونريد أن يستمتع كل فرد خلال ساعة الأرض بالعيش في بيئة آمنةquot;، مؤكدة أن شعار ساعة الأرض لا يعني العيش في الظلام، إنما في تضامن العالم في عمل مؤثر وفعال لحماية البيئة من الأضرار المحيطة بها.
ثقافة المسؤولية
وفي تصريح صحفي، قال عجلان العجلان، مساعد قائد فريق ساعة الأرض السعودية للشئون الإعلامية، إن الأنشطة والإجراءات التي تدعو ساعة الأرض الناس إليها هي القيام بدور قيادي في مجال مقاومة عوامل وأضرار تغير المناخ من خلال أعمالهم وسلوكهم في هذه الساعة.
ودعا كل فئات المجتمع، من شركات ومؤسسات حكومية وخاصة وأفراد، إلى التفاعل مع هذا الحدث، quot;وزرع ثقافة الإحساس بالمسؤولية كجزء من ثقافة مجتمعنا السعودي، والذي لن ينجح الا بتعاوننا جميعًا، وبشكل خاص من الآباء والأمهات في المنازل وتربية الأبناء على شكر الله عز وجل على نعمه، والاهتمام بالبيئة بشكل أكبر والإحساس الجاد بالأضرار الناجمة عن الإهمال وعدم الاهتمامquot;.
اضاف: quot;يشكل إهمالنا وإسرافنا في استخدام الطاقة خطرًا كبيرًا يهدد حياتنا، من خلال انبعاث العديد من الغازات السامة، بالإضافة إلى خسارة مصادر الطاقة، ما قد تعود بنا إلى حياة ما قبل الطاقة، تلك الحياة البدائية الشاقة التي لم يحس بها ويدركها الجيل الحالي، مع توافر كل سبل الراحة والرفاهية له، وهذا تدعونا إلى أن نتحرك بشكل سريع من أجل الحفاظ على هذه الطاقة، وترشيد استخدمها لضمان استمراريتها للأجيال القادمةquot;.
مشاركة عالمية
وكان الصندوق العالمي للطبيعة أطلق quot;ساعة الأرضquot; في أستراليا في العام 2007، وكان العنوان الرئيسي للمشروع آنذاك الاستغناء عن الكهرباء نهائيًا، والتحول إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة. ويقول أندي ريدلي، مدير فعالية ساعة الأرض، لوكالة الصحافة الفرنسية: quot;منذ ذلك الحين، اتخذت الحملة بعدًا عالميًا، يشارك فيها مئات الملايين حول العالمquot;.
أضاف: laquo;في العام 2012، شارك في هذه الفاعلية سبعة آلاف موقع في 152 بلدًا حول العالم، أي بزيادة 30 بالمئة عن العام 2011، والعملية تتسع خصوصًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أي حيث المحرك الاقتصادي للكوكبquot;.
وفي كل عام، يزداد عدد المشاركين، كما يتم تسجيل رقم قياسي جديد سنويًا في انبعاثات الغازات الدفيئة في الجو، ما يجعل حرارة الارض معرضة للارتفاع بين 3 و5 درجات، في حين يحذر العلماء من أن أي ارتفاع لحرارة الارض يتخطى درجتين مئويتين، وهي النسبة المحددة من جانب المجتمع الدولي، يهدد النظام المناخي برمته بالانهيار.
التعليقات