ينطلق مصطفى سلامة، أول أردني تسلق قمة ايفرست، وفريق من المتطوعين الأردنيين في رحلة تمتد 18 يومًا، بين البحر الميت، أدنى نقطة في الأرض، وقمة ايفريست، أعلى نقطة فيها، من أجل جمع مليون دولار لصالح مركز الملك حسين للسرطان في العاثمة الأردنية.


عمّان: في مبادرة فريدة من نوعها لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان، سيقوم فريق من الناشطين الأردنيين، على رأسهم مصطفى سلامة، أول أردني تسلق قمة ايفرست، برحلة لا تخلو من المخاطر والتشويق، بين أدنى نقطة في الأرض وهي البحر الميت في الأردن، وأعلى نقطة في الأرض، أي قمة ايفريست. من هنا سميت المبادرة quot;من أدنى نقطة إلى أعلى نقطة لمساعدة مرضى السرطانquot;.

تهدف المبادرة، كما أعلن سلامة في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جمع مبلغ مليون دولار من التبرعات لصالح مركز الملك حسين لأبحاث السرطان، من أجل أن ينفذ خطط توسعته، التي يراد منها زيادة فرص إنقاذ المرضى المصابين بالسرطان، من خلال تعزيز قدرات المركز الاستيعابية.

استعداد تام

يتألف فريق المبادرة من 20 ناشطًا متطوعًا، انطلقوا اليوم الخميس إلى البحر الميت، للمشاركة في رحلة سير رمزية على الأقدام تمتد خمسة كيلومترات، وينطلقون يوم السبت في 30 آذار (مارس) من عمّان إلى النيبال، حيث يستريحون يومين، ثم يبدأون رحلتهم لتسلق جبال الهيمالايا ليصلوا قمة ايفرست، مسلحين بالعزيمة والاصرار على تحقيق هدف المليون دولار، لإنقاذ أعزاء ابتلتهم الحياة بهذا المرض.

بين هؤلاء فيروز زغول، التي قالت لشبكة سي أن أن الأميركية إنها استعدت خير استعداد جسدي ونفسي لهذه الرحلة، شارحةً: quot;كنت أواظب على الذهاب ثلاث مرات إلى أحد الأبراج في دبي حيث أعيش، حاملةً على ظهري حقيبة تزن 6 كيلوغرامات، وأصعد الدرج لتمرين جسدي على التحمل، كما كنت أستخدم جهازًا للمشي مائل، للتدرب على صعود الجبالquot;.

أضافت: quot;اعتدنا الخروج كل أسبوع كفريق لممارسة رياضة المشي في أماكن مختلفة بالأردن، وانتشر خبر مبادرتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فزاد عددنا شيئًا فشيئًاquot;.

دوافع شخصية

من المشاركين في هذه المبادرة إيهاب الحناوي، الرئيس التنفيذي لشركة أمنية الأردنية للاتصالات الخلوية. وفي مقطع فيديو منشور على موقع مركز الملك حسين للسرطان، يقول الحناوي إنه يشارك في هذه الرحلة المثيرة، التي تمتد 18 يومًا بدافع شخصي. يضيف: quot;فقد والدي ووالدتي بهذا المرض، وأتمنى بمشاركتي هذه أن أخفف من معاناة مرضى السرطانquot;، داعيًا الاردنيين إلى المساهمة بتبرعاتهم لصالح المركز، ولتعزيز قدراته الاستيعابية.

وهذا الدافع الشخصي النابع من خسارة شخص عزيز بسبب هذا المرض يبدو عاملًا مشتركًا بين غالبية أغضاء الفريق، كزغول نفسها التي فقدت قريبين لها، أو المصورة زين سلطي التي دفعها موت جدتها إلى حزم أمرها والسير صعودًا حتى قمة ايفرست.

نصف الطريق

يأمل أعضاء الفريق أن يتمكنوا فعلًا من تحقيق هدفهم، وجمع مليون دولار بالتغلب على الصعاب، وبرسم نموذج كفاحي جميل، يدفع الناس إلى التبرع لهم، بالرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية في الأردن وجيرانها. ولا بد أن مسعاهم هذا لقي بعض الصدى، إذ وصلت التبرعات قبل انطلاقهم في رحلتهم هذه إلى نصف المليون، أي قطعوا نصف الطريق.

والمبادرة حاضرة بقوة في عالم التواصل الاجتماعي، إذ لها صفحتها الخاصة على موقع فايسبوك يشجعها الآلاف، ولها حساب على تويتر يتبعه الآلاف. وبحسب زغول، نظمت المجموعة جلسة تغريد جماعية، لزيادة الوعي بأهداف المبادرة.