يدرب ضباط أميركيون وأردنيون عناصر وضباطًا في الجيش السوري الحر ليتمكنوا من إدارة منطقة عازلة على الحدود السورية الأردنية، وحمايتها من الغارات، ما يشي بأن المنطقة العازلة تحولت من شمال سوريا إلى جنوبها.
بيروت: الولايات المتحدة والأردن يدربان قوات المعارضة السورية التي قد تستخدم لإقامة منطقة عازلة على خط الحدود الجنوبية لسوريا. وقد بدأت هذه الجهود في العام الماضي ليتوسع نطاقها مع تقدم الثوار في الجنوب وسيطرتهم على جزء من الحدود الأردنية السورية، بالقرب من مرتفعات الجولان.
وقال مسؤولون أمنيون أردنيون إنه كان من المقرر استكمال تدريب نحو ثلاثة آلاف من أفراد الجيش السوري الحر بحلول نهاية يونيو (حزيران) المقبل، لكن تم تقديم الموعد إلى نهاية نيسان (أبريل) الجاري على ضوء الانتصارات التي حققها المعارضون على الحدود.
تسريع التدريب
اتسع نطاق التدريب الذي يتلقاه الثوار السوريون في الأردن في الآونة الاخيرة، وسط مخاوف غربية من تسرب عناصر القاعدة إلى المنطقة الجنوبية من سوريا المتاخمة لإسرائيل. وعجلت الولايات المتحدة والأردن في تدريب قوات المعارضة السورية التي يمكن أن تستخدم لإقامة قطاع عازل على طول الحدود الجنوبية لسوريا، وفقًا لمسؤولين أميركيين وأردنيين.
بدأ التدريب السنة الماضية ثم سرعت وتيرته بعد مكاسب الثوار في الجنوب، بما فيها السيطرة على قطاع من الحدود الأردنية - السورية قرب مرتفعات الجولان، وموقعين عسكريين والمعبر الحدودي الرئيس للبلاد مع الأردن.
وقال مسؤولو أمن أردنيون إنه تم تغيير الجدول الزمني لإكمال تدريب نحو 3 آلاف من ضباط الجيش السوري الحر، لينتهي في الشهر الجاري، على ضوء الانتصارات الحدودية.
والهدف من ايجاد قطاع عازل هو تحويل مناطق يحتلها الثوار الآن إلى مناطق آمنة دائمة لآلاف الفارين من الجيش والمدنيين المشردين في المنطقة، وتسهيل وصول المساعدات الانسانية. وقد اجتاز أكثر من 470 ألف لاجئ سوري الحدود إلى الأردن، وهو عدد يتوقع مسؤولو الامم المتحدة أن يتجاوز المليون هذا العام.
نهاية العالم
بعد مرور سنتين على الصراع في سوريا، تكافح حكومات غربية وشرق أوسطية لوضع استراتيجية فعالة يمكن الاتفاق عليها، على الرغم من أن الحرب المستعرة خرجت عن نطاق قدرتها على التأثير، من دون التدخل المباشر الذي ترفضه هذه الدول.
ويتخوف العديد من المراقبين من أن يطغى الإسلاميون المتطرفون على الثوار المعتدلين، الذين قاتلوا بفعالية في الجنوب وحول دمشق، لا سيما أن المقاتلين المتطرفين يسيطرون الآن على المناطق الشمالية الخاضعة للثوار.
وقال دبلوماسي أميركي في الأردن لصحيفة واشنطن بوست إن آخر شيء يريده أي أحد هو رؤية القاعدة تكتسب موطئ قدم لها في جنوب سوريا بجوار اسرائيل، واصفًا ذلك بـ quot;سيناريو نهاية العالمquot;.
إبعاد الصراع عن الأردن
من جهته، قال محمد رديسات، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في اكاديمية الملك عبد الله الثاني للدراسات الدفاعية، إن إقامة قطاعات عازلة على الجانب السوري من الحدود هي الطريقة الوحيدة لإبقاء الصراع بعيدًا عن الأردن.
هناك العديد من الخيارات الجاري بحثها في الوقت الراهن، من ضمنها أن يحاول الجيش السوري الحر اقامة قطاع للثوار في الصحراء في جنوب شرقي البلاد، حيث تتاخم سوريا الأردن والعراق، وهي منطقة لم تشهد قتالًا يستحق الذكر طوال مدة الصراع.
وبعد فترة أولية تجريبية مدتها شهران - تبدأ في أيار (مايو) المقبل، سيتحرك الثوار لمسافة أبعد إلى الغرب قرب مدينة درعا التي تعتبر منطقة مشتعلة بالعنف، وملجأ لعشرات الآلاف من السوريين المشردين.
بصواريخ أرض - جو
يقول مسؤولون من الثوار شاركوا في التدريب الأميركي-الأردني في قاعدة عسكرية أردنية انه يجري إعدادهم لحماية القطاعات باستخدام صواريخ أرض- جو، ومدافع ثقيلة، من دون تدخل عسكري من قوات خارجية.
وتوقع محمد الدمشقي، وهو ضابط في الجيش السوري الحر، أن يسيطر الجيش الحر على قطاعات سوريا المحررة ويديرها. وعلى الرغم من التقارير والأشرطة المصورة التي تشير إلى سقوط طائرات سورية بواسطة صواريخ يطلقها الثوار، إلا أنه من غير الواضح مدى صحة ادعاءات الثوار بامتلاك أسلحة مشابهة.
ويتخوف مسؤولون في ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن تكون صواريخ مانبادز قد تسربت من ترسانات العقيد الليبي المقتول معمر القذافي إلى ايدي الثوار.
القطاع العازل
الإحباط العلني في الأردن من العبء الاقتصادي لاستضافة اللاجئين السوريين دفع بالحكومة في عمان للبحث عن حلول. وطالب أعضاء البرلمان الأردني في الاسبوع الماضي بإغلاق حدود البلاد مع سوريا واقامة قطاعات عازلة لكبح تدفق اللاجئين في المستقبل.
وقال النائب جميل النمري: quot;بحلول نهاية العام، سيكون اكثر من 20 في المئة من سكان الأردن سوريين، فهذه القطاعات العازلة ليست إحدى الحلول المحتملة، بل هي الحل الواقعي الوحيد لتجنب أزمة أكبر في الأردنquot;.
ويقول أردنيون إنه من الممكن إقامة قطاعات عازلة يتم تسليمها في نهاية الامر إلى مراقبين دوليين او قوات حفظ سلام من الامم المتحدة للحيلولة دون تحول المناطق إلى ملاجئ للمجموعات الراديكالية.
وقال جنرال أردني: quot;من وجهة نظر امنية، نحن نفضل قوات من الامم المتحدة على الجيش السوري الحر لتنفيذ دوريات في هذه القطاعاتquot;.
وقد يكون الاوان قد فات لفصل المعتدلين عن المتطرفين في جنوب سوريا. فقد قال أبو مؤمن، الذي اجتاز الحدود الاسبوع الماضي: quot;سواء كنا نقاتل تحت راية جبهة النصرة أو الجيش السوري الحر، فاننا كلنا ندافع عن عائلاتنا باسم الله، ولا يمكن لأي قطاع عازل أن يمنعنا من الجهادquot;.
التعليقات