لا تتوقف إيران عن مساعيها إلى بسط نفوذها في المنطقة العربية، وخصوصًا في منطقة الخليج، مستغلة تجمعات شيعية فيها، ومستخدمة أدوات خاصة للتخريب والتجسس والقتال غير النظامي، من البحرين إلى سوريا، مرورًا بالسعودية.
تبدو إيران عازمة بالفعل مواصلة مساعيها إلى بسط نفوذها في المنطقة العربية بشتى السبل، إذ أكدت في هذا السياق تقارير صحافية أنها تستعين بأدواتها القياسية الخاصة بالتخريب والحرب غير النظامية لتحقيق تلك الغاية.
ولفتت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية إلى أن سلسلة تجارب تتم حاليًا في السعودية والبحرين، تُقدِّم لمحة بشأن الحرب السرية الجارية، التي تشنها الجمهورية الإسلامية على من تعتبرهم خصومها في المنطقة.
ونوهت الصحيفة بأهمية البحرين بالنسبة إلى إيران، إذ يصفها المسؤولون الإيرانيون المحافظة الإيرانية رقم 14، فيما يُنظَر إلى السعودية باعتبارها واحدة من أبرز المنافسين الإقليميين. ورأت الصحيفة أن استخدام النظام الإيراني أدوات التخريب والحرب غير النظامية في الخليج وأماكن أخرى مستمر على قدم وساق.
مجموعات تجسس
استدلت الصحيفة على ذلك بواقعتين في البحرين، أولهما اعتقال مواطن بحريني في تموز (يوليو) 2011 بتهمة تمرير معلومات عسكرية، وتحديد مواقع حساسة في البحرين لدبلوماسيين إيرانيين في الكويت، تبين أنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، فحكم عليه بالسجن 10 أعوام قبل بضعة أيام.
الثانية تتمثل في إلقاء السلطات البحرينية في أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي القبض على ثمانية مواطنين بحرينيين بتهمة انتمائهم إلى خلية أسسها الحرس الثوري لتخطيط وتنفيذ هجمات على مطار البحرين الدولي ووزارة الداخلية ومنشآت عامة أخرى، ولاغتيال مجموعة من المسؤولين البحرينيين.
إلى ذلك، ألقت السلطات في السعودية في أواخر آذار (مارس) الماضي القبض على 16 مواطنًا سعوديًا ومواطن إيراني وآخر لبناني بعد الاشتباه في انتمائهم إلى خلية أسستها عناصر استخباراتية إيرانية، وكلفتها جمع المعلومات وتقديم وثائق ذات صلة بمنشآت ومناطق حيوية داخل السعودية.
أنكر الإيرانيون كل التهم التي وجّهت إليهم، لكن الصحيفة أكدت أنه بات من الواضح أن إيران تستخدم المجتمعات الشيعية المحلية في بعض بلدان منطقة الخليج، وتزجّ بها نيابةً عنها في أعمال عنف.
إيران في كل مكان
تحدثت الصحيفة عن المعارض الشيعي البحريني حسن مشيمع، المعروف عنه دعمه الصريح لإيران، والذي تربطه علاقات وطيدة بمسؤولي النظام الإيراني. وقد صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة، بعد موجة الفوضى التي حدثت في العام 2011.
كما أدين نجله، إلى جانب خمسة أشخاص آخرين، غيابيًا في العام 2012، بعدما وجّهت إليهم تهمًا ذات صلة بالاشتراك في خلية إرهابية كانت ترعاها طهران في وقت سابق.
وقضت أخيرًا محكمة قبرصية على السويدي من أصل لبناني حسام طالب يعقوب، الذي ينتمي إلى تنظيم حزب الله، بالسجن أربع سنوات لإدانته بتهمة المشاركة في الإعداد لهجمات استهدفت سيّاحًا إسرائيليين. وتلك القضية متعلقة بواقعة تفجير حافلة في مدينة بورغاس البلغارية، أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين في العام الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى حقيقة الدور الذي يقوم به حاليًا أفراد تابعون لحزب الله والحرس الثوري الإيراني دفاعًا عن نظام الرئيس بشار الأسد في العاصمة السورية دمشق، والحيلولة دون استمرار المكاسب التي بدأ يحققها الثوار أخيرًا. فيما تم ضبط سفينة إيرانية كانت تحمل أسلحة للمتمردين الشيعة في شمال اليمن خلال الشهر الماضي.
التعليقات