وسط تجاذبات سياسية ومخاوف من التزوير، اعلنت مفوضية الانتخابات العراقية انهاء استعداداتها لاجراء الانتخابات المحلية في 20 نيسان (أبريل) الحالي، بمشاركة 14 مليون عراقي، تحت إشراف 28 ألف مراقب، على أن يجري التصويت الخاص غدًا السبت.


لندن: قالت مفوضية الانتخابات العراقية إنها أنهت جميع الاستعدادات الفنية واللوجستية لاجراء انتخابات مجالس المحافظات في 20 من الشهر الحالي ومن ضمنها التصويت الخاص لعناصر القوى الامنية والمعتقلين والمسجونين والمرضى غدًا السبت.
وقال مقداد الشريفي رئيس الادارة الانتخابية إن المفوضية اتخذت جملة من الاجراءات لانجاح العملية الانتخابية والحد من عمليات التزوير في حال حدوثه. واشار الى أن عدد الناخبين للاقتراع العام يبلغ 14 مليوناً و200 الف ناخب موزعين على أكثر من خمسة آلاف مركز اقتراع في عموم المحافظات الاثنتي عشرة التي ستشهد التصويت باستثناء محافظتي الأنبار ونينوى اللتين تم تأجيل انتخاباتهما لظروفهما السياسية والامنية المتدهورة، وكذلك محافظات إقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك.
ويتنافس في الانتخابات 8275 مرشحاً على 447 مقعداً يمثلون 139 كيانًا بينها 89 كياناً سياسياً و50 ائتلافاً ، فيما بلغ وكلاء الكيانات السياسية الذين سيراقبون الانتخابات 110 آلاف و861 وكيلاً للكيانات السياسية بينما بلغ عدد المراقبين المحليين 28 ألفاً و288 مراقبًا، إضافة إلى 204 مراقبين دوليين . وستتم عمليات الاقتراع في 32 الفاً و102محطة انتخابية تضم 5179 مركزاً انتخابياً.
وبشأن التصويت العام أوضح الشريفي خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس أن quot;عدد الناخبين فيه يبلغ 16 مليوناً و200 الف، وبعد استثناء محافظتي نينوى والانبار يصبحون 14 مليونًا و200 الف. اما المهجرون المشمولون بالتصويت والبالغ عددهم 53682 شخصًا فسيدلون بأصواتهم عبر 5190 مركزًا انتخابيًا تضم 32102 محطة اقتراع، حيث سيقوم 1078 اعلاميًا محليًا و119 اجنبيًا بتغطية عمليات الاقتراع العام.
اما بالنسبة للتصويت الخاص الذي سيجري غًدا لمنتسبي القوات الامنية والجيش والشرطة والمعتقلين والمسجونين فإن 720443 شخصًا يحق لهم المشاركة فيه حيث سيدلون بأصواتهم في 425 مركزًا انتخابيًا يضم 1845 محطة اقتراع.
ومن بين هؤلاء المشاركين 651 الفًا ينتمون الى القوات الامنية بعد استثناء محافظتي الانبار ونينوى و55289 شخصًا في المستشفيات موزعين على 109 مراكز انتخابية تضم 166 محطة اقتراع. اما عدد ناخبي السجون فيبلغ 14154 موزعين على 12 مركزاً انتخابياً تضم 34 محطة اقتراع .
وستفتح المراكز الانتخابية الخاصة والعامة أبوابها أمام الناخبين في الساعة السابعة صباحاً وينتهي التصويت في الساعة الخامسة من عصر اليوم نفسه. وعلى الصعيد ذاته،قال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور إن المبالغ التي يتم انفاقها على الدعاية والاعلان في انتخابات مجالس المحافظات تجاوزت ارقامًا كبيرة جدا تكفي لمعالجة جميع مرضى السرطان وبناء عشر مستشفيات حديثة في العراق.
ووصف عاشور في تصريح صحافي مكتوب ارسل الى quot;ايلافquot; الدعاية الانتخابية بالظاهرة العشوائية غير المنظمة وانفاق غير عقلاني يهدف الى تضليل الرأي العام اكثر منه طرح برامج انتخابية تخدم المواطن وتزيد وعيه بالعملية الديمقراطية.
واشار الى أن بعض الاحصائيات كشفت حتى الآن عن انفاق ما يصل الى مليار دولار دعاية انتخابية بين طباعة ملصقات واعلانات تلفزيونية وولائم انتخابية وتغطية تجمعات دعائية واستخدام آليات وعجلات وعمال لنشر الدعاية الانتخابية، اضافة الى استغلال موارد الدولة في هذا المجال. واضاف عاشور أن الدعاية الانتخابية اتسمت بالفوضى اكثر من بروزها كمظهر حضاري ديمقراطي وشكلت تشويهًا للمدن العراقية دون أن تقدم برامج عمل واضحة بل مجرد استغلال لمشاعر وعواطف اجتماعية .
جمعة quot;لن نستسلم .. حقوقنا أو الشهادةquot;
ويجدد المحتجون في 6 محافظات غربية وشمالية تظاهراتهم واعتصاماتهم اليوم الجمعة تحت شعار quot;لن نستسلم .. حقوقنا أو الشهادةquot;.
وستشهد محافظات الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك ومناطق في بغداد اليوم تجمعات جماهيرية في ساحات الاعتصام، حيث ستقام صلوات جمعة شيعية سنية موحدة يستمع خلالها المصلون الى خطب الجمعة التي تؤكد على استمرار المحتجين بمطالبهم. ونفى المتحدث باسم اعتصام الرمادي قصي الزين تشكيل وفد تفاوضي مع الحكومة، وقال في تصريح صحافي إن quot;الحكومة غير جادة في التعامل مع مطالب المتظاهرينquot;.
واضاف quot;لم نرَ لغاية الآن إلاّ الكذب والتسويف والمماطلة من قبل الحكومة ولو كانت جادة فعلاً لما اعدمت يوميًا عدداً من الشباب ولمسكت الجنود الذين اعتدوا على متظاهري الفلوجة، ولو كانت جادة لتبنت مطالب المتظاهرين الاربعة عشر لذا نحن باقون في ساحات العز والكرامة حتى لو كلفنا ارواحناquot;.
وامس رفض علماء الدين في محافظة نينوى الشمالية مقابلة ممثل الأمين العام للأمم في العراق مارتن كوبلر رغم أنه اكد أنه سيقدم للحكومة المركزية تقريرًا عن السجون وquot;الإعدامات التي تتزايد في العراقquot;. وقال كوبلر إن quot;زيارته للمحافظة جاءت من اجل الوقوف على ارض الواقع عن قرب لسماع وجهة نظر المرشحين والكتل والمتظاهرين ونقلها إلى الحكومة المركزية لتقريب وجهات النظر. وأضاف أن quot;دعوة وجهت للقاء علماء الدين في الموصل إلا أنهم رفضوا الحضور ولم يرحبوا بزيارتيquot;، مؤكدا أنه quot;يحترم كافة الاديان والحريات في العراق وشيء جيد أن نرى حرية في الرفض والحضورquot;.
ومن جهته، وصفَ الناشطُ المستقل غانم العابد رئيسُ حملةِ جمعِ التواقيع لتغييرِ كوبلر بالشريك الأساسي في اغتيالِ العراقيين الأبرياء خلال زيارته للموصل. وقال العابد خلال لقاء مع كوبلر quot;إن جميعَ المنظماتِ الدوليةِ أقرت بوجودِ انتهاكات لحقوقِ الإنسان ضد المعتقلين إلا كوبلر الذي يبدو أنه يرى الأمورَ بغيرِ طريقةِ وبالتأكيدِ هي ليست مهنيةquot;.
ووجهَ العابدُ كلامَهُ لكوبلر قائلاً بحسب ما نقلت عنه مواقع اخبار في المحافظة quot;تقاريركم فارغة وسطحية ولا تعبر عن الواقعِ الذي يعانيه العراقيون وخصوصاً المعتقلين والأبرياء الذين تنتزعُ الاعترافاتِ منهم بالتعذيبquot;.
وأضاف العابد وهو ايضا عضو اللجان التنسيقية لمعتصمي ساحة الأحرار في الموصل عاصمة المحافظة quot;أن سكوتكم عن الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الأبرياء يجعلكم شريكاً أساسياً في هذه الجريمة وينطبق عليه وصف المجرم كونكم ساهمتم بشكل فعالٍ في اغتيالِ العراقيين الأبرياءquot;.
وتقول الحكومة الاتحادية إن اغلب مطالب المتظاهرين المشروعة تمّ تنفيذها وانها افرجت عن العديد من المعتقلين والمعتقلات واحالت الآلاف من ضباط جيش النظام السابق الى التقاعد.
يذكر أن محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام والغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.