زاد الزلزال الأخير من مخاوف الاماراتيين من تعرض مياههم ومياه الخليج لتلوث إشعاعي بسبب تسرب ممكن الحصول من مفاعل بوشهر الإيراني المتهالك، إن تكررت الزلازل، وطالبوا بإغلاقه.


دبي: يشعر كثيرون من سكان الإمارات بقلق بالغ بعد الهزة العنيفة التي أرعشت الأبراج والأبنية الشاهقة في إمارات الدولة السبع، خصوصًا في دبي وأبوظبي، والتي أجبرت معظم سكانها على إخلائها قرابة الساعة، خوفًا من انهيارها.

وقال بعضهم لـquot;إيلافquot; إن حدوث زلزالين قويين في خلال أسبوع واحد في منطقة الخليج العربي يعد مؤشرًا خطيرًا على إمكانية وقوع الإمارات على فالق زلزالي نشيط، ومن ثم تكرار حدوث تلك الزلازل العنيفة في الدولة، الأمر الذي قد يشكل خطورة كبيرة على السكان الذين يقطنون في الأبراج والبنايات، خصوصًا القديمة منها والمرتفعة جدًا.

خوف التسرب الاشعاعي

قال المواطن الإماراتي أحمد خالد إن المشكلة الكبرى التي قد تحدث جراء تكرار مثل تلك الزلازل هي وقوع كارثة بيئية في الإمارات وبقية دول الخليج، نتيجة تصدع مفاعل بوشهر الايراني المتهالك والقريب من دول الخليج، وخصوصًا الامارات، ومن ثم وقوع تسرب إشعاعي يمتد إلى مياه الخليج، quot;فالمسافة بين بوشهر والإمارات أقرب بكثير من المسافة بين المفاعل وطهرانquot;.

وأوضح خالد أن حدوث مثل ذلك التسرب النووي قد يقتل الحياة البحرية في الخليج العربي، كما سيؤدي إلى توقف عمليات تكرير المياه المحلاة من الخليج، ويحدث أزمة مائية ضخمة، فضلًا عن حدوث أضرار بيئية خطيرة تؤثر على سير الحياة في الإمارات وتسبب أضراراً بالغة للإنسان وكافة أنشطته.

وطالب خالد بضرورة إغلاق مفاعل بوشهر الإيراني، ونقل ما فيه من أنشطة نووية إلى مكان آخر داخل العمق الإيراني، بعيدًا عن دول الجوار، حتى وإن كانت تلك الأنشطة سلمية.

الشفافية مطلوبة

ذكر المواطن يوسف سالم أن الامارات لم تشهد زلازل عنيفة منذ فترة طويلة، quot;وما حدث من خروج مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع خوفًا من تصدع البنايات مؤشر خطير على احتمال تكرار مثل تلك الزلازل في المستقبلquot;، مطالبًا الجهات المختصة في الدولة بعمل دراسات جيولوجية دقيقة حول إمكانية تكرار ذلك، ومدى صلاحية الأبراج والبنايات في الدولة، وقدرتها على تحمل الهزات الأرضية القوية والعنيفة، وتحديد ما يمكن أن يحول دون وقوع كارثة في المستقبل.

اضاف: quot;هذا كله علاوة على استخدام مبدأ الشفافية الكاملة مع السكان، وإعلامهم بالمخاطر التي قد يتعرضون لها، فضلًا عن توعيتهم بما يجب أن يقوموا به في حالة وقوع الزلازلquot;. وأشار سالم إلى أنه يبدو أن دول الخليج قد تحولت إلى يابان جديدة، فاليابان تعرف ببؤرة الزلازل، مطالبًا بإزالة الخطر الذي يقترب من الإمارات عبر مفاعل بوشهر النووي الإيراني، الذي قد يدمر الحياة البيئية في المنطقة في حالة اشتداد وتيرة تلك الزلازل مستقبلًا.

فحوص فورية

في سياق متصل، أيدت المواطنة مريم خليفة المطالب التي تنادي بضرورة إغلاق مفاعل بوشهر الإيراني، الذي يشكل خطرًا على حياة سكان دول الخليج وجميع مظاهر البيئة والحياة فيها.

وطالبت خليفة بإجراء فحوص فورية على جميع الأبراج والبنايات الموجودة في الدولة، لمعرفة درجة تأثرها بالزلازل القوية ودرجة تحملها أيضًا، وإخلاء البنايات الضعيفة وغير القادرة على تحمل الهزات العنيفة، منعًا لحدوث أي كوارث مثل تلك التي شهدتها مدن إيران وباكستان جراء الزلزال الأخير الذي أسفر عن وقوع المئات من القتلى والجرحى، بسبب انهيار آلاف المباني والمنازل.

للتقيد بالارشادات

أكدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية في الامارات بسبب الزلزال، الذي رصدته الشبكة الوطنية الإماراتية لرصد الزلازل بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر وبعمق 30 كيلومترًا في تمام الساعة الثانية و44 دقيقة ظهر الثلاثاء، بحسب توقيت الامارات المحلي.

وقالت الهيئة إن مركز الزلزال كان على الحدود الباكستانية الإيرانية، وعلى بعد 650 كيلومترًا شمال شرق إمارة رأس الخيمة. وطمأن الدكتور جمال محمد الحوسني، المتحدث الرسمي باسم الهيئة، سكان الإمارات بأن جميع الجهات المختصة ومؤسسات الدولة المعنية تعمل بكامل قدراتها على مدار الساعة، وتتابع تطورات الموقف، ولديها كافة الاجراءات الاحترازية والخطط الوطنية والمحلية للتعامل مع مثل هذه الحالات.

وطلب الحوسني من السكان تلقي المعلومات والارشادات التي تبثها الجهات الرسمية المختصة بالدولة، والتقيد التام بها، والتعاون معها لضمان سلامة الجميع، وعدم الإلتفات إلى الشائعات والاحاديث غير الموثوقة.