بدأت اليوم جنازة رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر، وتكاد تكون مناسبة دولية جامعة، لكن تكلفتها الباهظة أثارت استياء الكثير من البريطانيين.

منذ الإعلان عن وفاة المرأة الحديدية مارغريت تاتشر، انقسمت بريطانيا حول السياسة التي اعتمدتها حين كانت رئيسة للوزراء، في ظل الاحتجاجات الشعبية التي شارك فيها أشخاص لم يكونوا قد ولدوا خلال 11 عامًا قضتها تاتشر في السلطة بين العامين 1979 و1990، وبالتالي لا يشعرون بأنه من الضروري أن تنفق هذه التكاليف الباهظة التي تؤخذ من جيوبهم من أجل تنظيم جنازتها الباذخة.
انتقاد التكاليف
بلغت تكلفة ترتيبات جنازة تاتشر نحو 10 ملايين جنيه استرليني، أي ما يعادل 15 مليون دولار، ما أثار غضب بعض البريطانيين.
تبدأ الجنازة بمرور نعش تاتشر محمولاً على عربة مدفع على طول شوارع لندن التي يصطف فيها 700 شخص من القوات المسلحة، ثم سيحملها قدامى المحاربين في جزر الفوكلاند إلى كاتدرائية القديس بولس، حيث تمت دعوة نحو ألفين من الضيوف لوداعها، في جنازة رتبتها تاتشر بنفسها في سنواتها الأخيرة.
اثارت هذه الترتيبات الكثير من الانتقادات، خصوصاً من جانب الأسقف تيم أليس في بلدة غرانثام في لينكولنشاير، مسقط رأس تاتشر، الذي قال في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية إنه يعتقد أن المنظمين أخطأوا في إنفاق 10 ملايين جنيه استرليني على الجنازة.
وقال: quot;أعتقد شخصياً أنهم لم يتخذوا القرار الصائب، فهذه الخطوة أتت في مصلحة الشخصيات المتطرفة التي ستستخدم الجنازة فرصة لتعزيز بعض الآراء السياسيةquot;.
جنازة مفروضة
دعا كبار الساسة والليبراليين الديموقراطيين أيضاً إلى إقامة جنازة أكثر تواضعاً لتاتشر، فيما اعتبر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ أن الخطط المعدة سابقاً مناسبة.
وفي الأسبوع الماضي، قال هيغ إن مبلغ 75 مليار يورو الذي فاوضت الاتحاد الأوروبي عليه في الثمانينات، يكفي لتغطية تكاليف جنازتها على الأقل. لكن جماعات معارضة مثل حركة المساواة الاقتصادية تقول إن هذه الجنازة فُرضت على البريطانيين فرضاً.
يقول ريتشارد بايتون المتحدث باسم حركة احتلوا لندن: quot;حزب المحافظين ومجموعة من محرري الصحف فرضوا هذه الجنازة المبتذلة علينا، ونعتقد أن الغالبية العظمى من الشعب البريطاني لا تريد ذلكquot;.
اضاف بايتون: quot;أهدرت تاتشر عائدات نفط بحر الشمال في العام 1980، وخلقت فقاعة الإسكان التي مازلنا نعاني من تداعياتها حتى اليومquot;، في اشارة الى الائتمان السهل الذي كان متاحاً في منتصف الثمانينات وغذى حركة شراء منزل، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
صورة بريطانيا
لكن جوان نادلر، المتحدثة السابقة باسم حزب المحافظين، قالت إن هناك ما يبرر إقامة هذه الجنازة الفخمة لأنها quot;تعبر عنا وتعكس صورتنا كبريطانيين، فهذه الجنازة تحظى باهتمام عالمي وليس بإهتمام بريطاني فحسبquot;.
أضافت: quot;حظيت تاتشر بمكانة مرموقة دولياً خارج بريطانيا، فقد عملت جنباً إلى جنب مع رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف من أجل إنهاء الحرب الباردة، وإذا لم نقم لها جنازة كريمة وأنيقة وفخمة فإننا لا نعكس صورة بريطانيا بشكل جيدquot;.