طالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر مواطنيه بعدم انتخاب المتسلطين الدكتاتوريين والفاسدين في الانتخابات المحلية السبت المقبل، والاقتراع بشكل واسع لمنع عودة البعثيين، فيما دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي إلى جعلها بداية للتغيير والإصلاح المنشودين.. في وقت هاجم المطلك رئيس حكومته المالكي، ووصفه بأنه ليس وطنيًا، ويقود البلاد نحو التمزيق.


أسامة مهدي: دعا الصدر العراقيين إلى التوجّه إلى صناديق الاقتراع، والمشاركة الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات السبت المقبل، من أجل ألا يكون للبعثين وفدائيي صدام مكان في الحكومة الجديدة.

وخاطب الصدر، في كلمة متلفزة مساء اليوم، الناخبين العراقيين، بالقول quot;سيروا للإنتخابات ولصناديق الاقتراع كي لا يكون للظالمين وجود، ويكون لمن أذاكم وظلمكم، ولا للبعثيين وفدائيي صدام مكان في الحكومة الجديدة، وجود بعد الآن، وستكونون الأعلين، فلا تهنوا ولاتكونوا متخاذلينquot;.

واضاف quot;لا تعطوا صوتكم لمن يريد كرسياً أو شهرة أو راتباً او تجارة، بل صوّتوا لمن يضحّي من أجلكمquot;. وأكد أن أصوات الناخبين هي من ستحمي العراق من أعدائه، بعدما فسد من فسد في المرحلة السابقة، وفشل من فشل، وانخرط آخرون في الدنيا ونسي العراقيين.

لا تصوّتوا للكرسي
وشدد على أنه من الضروري أن تكون تلك الحقبة، التي مضت، مفتاحًا للخلاص من هؤلاء ومن كل ديكتاتور وظالم، quot;فهبّوا معنا إلى الانتخابات، وسيروا إليها، حتى لايكون لمن أذاكم وظلمكم وجود بعد الآن، وصوّتوا بالحق، وليس لأعداء العراق والفاسدين ولاتعطوا صوتكم لمن يريد منصبًا ومالًا وكرسيًاquot;.

وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد أعلنت أن عدد الكيانات السياسية التي ستخوض انتخابات مجالس المحافظات، التي ستجري السبت المقبل، قد بلغ 265 كيانًا ستتنافس على 447 مقعدًا، ترشح لها ما مجموعه 8302 مرشحًا، منهم 2205 من النساء، تشكل نسبتهن 26 بالمائة من عدد المرشحين، وبعد عملية تدقيق قامت بها هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث فقد قررت المفوضية استبعاد 117 مرشحًا.

بداية التغيير
من جهته دعا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي العراقيين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات لجعلها بداية للتغيير والإصلاح المنشودين. وقال إن العراقيين ظلوا طيلة القرون الماضية رمزاً عريقاً ونموذجاً فريداً بين بقية الأمم تجمعت فيهم صفات الشجاعة والمروءة والمبادرة بأي خير والإقدام على كل ما هو نافع والإباء ورفض الانصياع لكل ظلم قد يمسهم وإخوانهم في أي مكان، ولم يتوانوا عن تلبية نداء وطنهم مهما كانت التضحيات، ويؤثرون بذل أرواحهم ودماءهم من أجل رؤيته سالماً معافى.

وأضاف مخاطبًا العراقيين، في بيان صحافي تسلمته quot;إيلافquot; اليوم، quot;لذا فغن الأمل معقود عليكم اليوم في إنجاح واحدة من أهم الممارسات الديمقراطية، التي ستعيد البهجة والبسمة على وجوه جميع العراقيين، ألا وهي انتخابات مجالس المحافظاتquot;. وقال quot;إن هذه الانتخابات ndash; وباختصار شديد ndash; قد تكون مفتاح الأمل وبداية التغيير وعنوان برامج جديدة، وقيادات مخلصة، ومنظومة إصلاح متكامل وتغيير منشود، قد تحمل الفرحة إلى كل بيت، طاله أذى الأعداء، وإلى كل أرملة فقدت زوجها، ويتيم فقد ذويه، وإلى كل شيخ كبير هدّته التفجيرات وانعدام الخدمات وتردي مستوى المعيشة، وإلى كل شاب فقد حياته في أن يحصل على وظيفة يبدأ بها حياته العملية، بعدما أنجز دراسته، وظل ينتظر من دون انتهاء، وإلى كل عراقية أصيلة باتت ترجو الخلاص من صون كرامة وحماية حقوق وعدم اعتداء وإلى كل شعب لم يعد يحتمل منظر الدماء المتكررquot;.

المشاركة لا تكفي
ودعا العراقيين إلى رفض السلبية والجلوس في المنازل في يوم التصويت، لأن ذلك سيقود إلى مستقبل أسود مظلم. واشار الى أن المشاركة وحدها لا تكفي، بل quot;بات على عاتقكم حسن الاختيار، أن تنظروا بقلوبكم وعقولكم إلى القوائم والمرشحين، أن تجعلوا مقياس الاختيار رؤية العراق مستقراً مزدهراً يرفل أبناؤه بخيراته التي لا يزال محروماً منهاquot;.

وقال quot;إن يوم العشرين من نيسان/إبريل أيها الأعزاء لحظة تاريخية، والعراقي له مكانته المؤثرة في سجل الماضي، فلتعززوها بأنفسكم، لتعيدوا ذلك الدور المهم، ولترسموا مستقبلكم بأيديكم، لأنه حق الوطن علينا، فلا تتوانوا في النهوض بهquot;.

المطلك: المالكي يمزق العراق
هذا وهاجم نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك رئيس الوزراء نوري المالكي بشكل غير مسبوق منذ أن تقارب معه خلال الفترة الأخيرة، واتهمه بتمزيق العراق، وتساءل قائلًا quot;أي قائد وطني هذا، الذي يصف المتظاهرين المطالبين بحقوقهم بالمتمردين؟quot;.

quot;أي قادة هؤلاءquot;
وأشار المطلك، في كلمة تابعتها quot;إيلافquot; تلفزيونيًا خلال استقباله اليوم عددًا من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة بغداد اليوم إلى أنه سمع خطابًا يقول إن المتظاهرين والمعتصمين متمردون quot;فتخيلوا أن قائدًا سياسيًا يصف شعبه الذي يتظاهر من أجل حريته وكرامته بالمتمردquot;، في إشارة إلى خطاب المالكي في مدينة الناصرية الجنوبية أمس.. وتساءل quot;أي قادة هؤلاء؟quot;.

وأضاف إنه لا يمكن لقائد بهذا الحجم وبهذا الموقع أن يكون وطنيًا ويريد أن يحافظ على وحدة العراق واستقراره ويصف شعبه بالمتمردquot;، مؤكدًا quot;هذا المسؤول لا يمكن أن يصلح لقيادة البلد. وقال إن المتظاهرين خرجوا وبضمان من الدستور من أجل حريتهم وكرامتهم وعراقيتهم ووحدة بلادهم. وشدد على أن مطالب المعتصمين ليست محلًا للمساومة أو المماطلة أو التسويف أو جعلها بضاعة رخيصة في سوق الدعاية الانتخابية.

وعبّر المطلك عن رفضه لبعض الحملات الانتخابية والخطابات الدعائية التي يقوم بها بعض السياسيين، موضحًا أن القائد الوطني الحقيقي هو من يلوذ بدعم العراقيين جميعًا، ولا يلوذ بطائفة أو قومية على حساب أخرى.

تهديد باستعمال القوة
وكان المالكي هاجم المتظاهرين rlm;والمعتصمين بشدة، ووصفهم بـالمتمردين، وحذرهم من إجراءات إذا لم يعودوا إلى التفاهم على rlm;أساس الدستور والوحدة الوطنية بدلًا من التهديد من القوة.rlm; وقال المالكي في مؤتمر انتخابي لقائمته quot;ائتلاف دولة القانونquot; التي يتزعمها في مدينة rlm;الناصرية الجنوبية مساء أمس إن الحكومة دعت المعتصمين والمتظاهرين ومن يقودهم إلى التفاهم على rlm;أساس الدستور وأساس الوحدة الوطنية، لكنهم يرفعون شعارات طائفية، ويهددون باستخدام القوة.

rlm;وقال quot;لقد صبرنا عليهم كثيرًا، لأنهم أخوة لنا، ولكن عليهم أن يعتقدوا أن الفرصة انتهت، ولم rlm;تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر، وللشعب العراقي موقف لن يكون rlm;بعيدًاquot; كما نقلت عنه وكالة المدى برس. وأكد قائلًا quot;القتلة والمجرمون لن يعودوا أبدًا إلى العملية السياسية مهما طال الزمن rlm;ومهما كثرت التضحيات ومهما تآمروا وفجّروا واغتالوا، ومهما كانت خلفهم إرادات إقليمية ودولية rlm;وقوى سياسية محليةquot;، مبينًا أن quot;الحساب معهم لا يزال مفتوحًا ولن يغلقquot;.rlm;

المالكي يحتاج طبيبًا
وكان المعتصمون في محافظة الأنبار طالبوا أمس بعرض rlm;المالكي على طبيب نفسي، وقال رئيس rlm;مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار السياسي rlm;لمبعوث الأمم rlm;المتحدة في العراق مروان علي والقيادي في ائتلاف العراقية أحمد العلواني في مدينة rlm;الرمادي عاصمة rlm;محافظة الأنبار (110كم غرب بغداد) إن quot;الحكومة العراقية تعودت على الكذب rlm;والضحك على rlm;الذقونquot;.

وأضاف إن quot;المالكي يعاني أزمة الانقلابات، والآن يخطط لانقلاب على rlm;الرغم من rlm;وجود مشروع ديمقراطي أقرّته الأمم المتحدة منذ عشر سنواتquot;.rlm;

وتشهد 6 محافظات ذات غالبية سنية منذ ثلاثة أشهر تظاهرات منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري rlm;المالكي، وتطالب بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراح الأبرياء منهم، وإلغاء rlm;قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية rlm;وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة، وتعديل الدستور.