رأى خبراء عرب في التفجيرات الأميركية الأخيرة بوادر تراجع أميركي عن دعم الثورات العربية، ما قد يؤخر انتصار الثورة السورية على بشار الأسد، ولم يستبعدوا أن تكون المخابرات الأميركية والاسرائيلية وراء التفجير لتعزيز الخوف مجددًا من الارهاب العالمي.


القاهرة: سيكون لأعمال العنف التي جرت في أميركا أخيرًا تأثير مباشر على المنطقة العربية، لا سيما دول الربيع العربي، سواء أثبتت التحقيقات أن إسلاميين ضالعين فيها أم لا. وقال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك حالة من التربص بالمسلمين في جميع أنحاء العالم الغربي، لا سيما أميركا، مشيرًا إلى أن الحادث سيتم إستغلاله للتأثير على العلاقات بين واشنطن وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في ظل الإنتقادات التي تتعرض لها إدارة باراك أوباما نتيجة الدعم التي تقدمه لها.

وأضاف عودة لـquot;إيلافquot; أن أحداث 11 ايلول (سبتمبر) لم تظهر أي أدلة قاطعة على أن الإسلاميين، وخصوصًا تنظيم القاعدة، هم من قام بها، ولكن الولايات المتحدة والدول الغربية إستغلتهاذ لخدمة مصالحها في المنطقة، فتم غزو أفغانستان والعراق.

دعم بشار؟!

وتوقع عودة أن تؤثر الأحداث الأخيرة على الثورة السورية، لا سيما في ظل التردد الغربي في تسليح المعارضة السورية، والمخاوف من إنتشار الجماعات الإسلامية المقاتلة بين الثوار. ولفت إلى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى دعم الغرب لبشار الأسد، خصوصًا أن بعض الجماعات المقاتلة ضده أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.

واشار عودة إلى أن هناك تغييرات في سياسيات أميركا تجاه المنطقة سوف تحدث إثر تلك الأحداث، أهمها التراجع عن دعم ما يسمى بالربيع العربي، وتوسيع رقعة انتشار المخابرات الأميركية، وإعادة تقييم إستيراتيجيها في المنطقة، وإعادة تقييم الحرب على الإرهاب، وعودة تلك القضية لتكون الأولوية الأهم لأميركا في العالم.

أميركا المنزعجة

قال الدكتور عادل سعيد، رئيس مركز دراسات الربيع العربي، إن الإستيراتيجية الأميركية في المنطقة ستعاد مراجعتها، حتى لو لم يثبت أن مرتكبي التفجيرات من المسلمين. وأوضح سعيد لـquot;إيلافquot; أن أميركا منزعجة من الثورات العربية، لا سيما أنها لما جاءت بالإسلاميين إلى الحكم، أطلقت سراح المئات ممن تعتبرهم رموزًا إرهابية، لا سيما في مصر، مشيرًا إلى أن الإسلاميين معتنقي الفكر الجهادي ضد الغرب صاروا أكثر حرية بعد الربيع العربي، ما يزعج المخابرات الغربية.

أضاف: quot;ترى أميركا أن أعداءها في المنطقة العربية أكثر خطورة من كوريا الشمالية، وأن التنظيمات الإسلامية المنتشرة في العراق وسيناء سوريا وحتى الأفراد، أكثر خطورة عليها من قنابل كوريا الشمالية النوويةquot;.

ولفت إلى أن أميركا ودول أوروبا لن ترغب في مساعدة الشعب السوري للتخلص من الأسد، خشية أن تتحول سوريا إلى بؤرة جديدة للإنطلاق في العمليات الجهادية ضدها، وضد إسرائيل.

الاعلام مصرّ

أثار الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال مسألة إصرار الإعلام الغربي، وخاصة الإميركي، على إلصاق تهمة التفجير بالمسلمين، رغم أن التحقيقات لم تنته. أضاف لـquot;إيلافquot;: quot;يستغل الغرب الخلافات العربية وإقتتال الأطراف في سوريا، وما يلي إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في دول الربيع العربي من أعمال عنف في الإساءة للمسلمين والإسلام، والحملة ضد الإسلام والمسلمين ستشتد خلال المرحلة المقبلة عبر وسائل الإعلام الغربية، والدول العربية مطالبة بإدانة تلك التفجيرات على جميع المستوياتquot;.

ونبه بلال إلى أن التفجيرات سوف تصيب العالم مرة أخرى بما يسمى quot;فوبيا الإرهاب الاسلاميquot;، وسيتعرض المسلمون لمضايقات في شتى أنحاء العالم، كما سيتراجع دعم الولايات المتحدة الأميركية لحقوق الإنسان، والثورات العربية، خصوصًا في سوريا، وستعمل على عدم وصول السلاح إلى الجيش الحر والمجموعات المقاتلة ضد الأسد.

أميركا وإسرائيل

لم يستبعد الدكتور صلاح جاهين، القيادي بتنظيم الجهاد، أن تكون المخابرات الأميركية والإسرائيلية وراء تلك الأعمال الإرهابية.

وقال جاهين لـquot;إيلافquot;: quot;أميركا والغرب منزعجان جدًا من صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم في دول الربيع العربي، وأميركا وإسرائيل تستهدفان من وراء تلك العملية تسليط الأضواء مرة أخرى على ما تسميه الإرهاب الإسلامي، وتحاولان حصار الجماعات الإسلامية، وخصوصًا الجهادية التي تقاوم الإستعمار الأميركي للدول الإسلاميةquot;.

وأشار إلى أن أميركا قد تقوم بعمليات ضد دول عربية أو إسلامية، محذرًا إياها من تلك العمليات، لأنها سوف تزيد من موجة العداء ضدها.