في دورته الثانية عشرة، يجري منتدى الاعلام العربي تحليلًا شاملًا لمفردات صناعة الاعلام العربي في المراحل الانتقالية التي تمر بها بعض الدول العربية، التي لحقتها التحولات السياسية الأخيرة، يناقشها نحو 70 متحدثًا بحضور 200 ضيف، من رموز الاعلام العربي.


دبي: مع اقتراب موعد انعقاد الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي، التي ستقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تواصل اللجنة التنظيمية للمنتدى جهودها للخروج بهذه الدورة بصورة ترقى إلى مستوى الموضوعات المطروحة على جدول أعمالها، والتي تواكب في أهميتها المتغيرات السياسية والاجتماعية المتلاحقة التي تهيمن على مجمل الأوضاع في المنطقة، وتؤثّر تأثيرًا مباشرًا في إعادة تشكيل ملامح المشهد الإعلامي في المنطقة.
من الاضطرابإلى الاستقرار
أوضحت مريم بن فهد، نائب رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي أن نقاشات هذه الدورة، التي ستنعقد في دبي يومي 14 و15 ايار (مايو) المقبل، تحت شعارquot;الإعلام العربي في المراحل الانتقاليةquot;، سيكون لها ثقل نوعي خاص لدى القائمين على الصناعة والمعنيين بها، في ظل ما أنتجه الحراك السياسي والاجتماعي في عدد من الدول العربية من تغيير في المشهد الإعلامي.
قالت: quot;بدا هذا القطاع كأنه يمر بمرحلة حاسمة، تغيرت فيها وسائل إعلامية، وخرجت أخرى عن قواعدها المهنة وتقاليدها، وأخرى لم تعد قادرة على اللحاق بركب المتغيرات أو تطويع الأدوا ت المعاصرة لخدمتها، فيما ستؤسس هذه الدورة حتى العام المقبل، لحوارٍ مستمر يبنى على مخرجاتها وتوصياتها، على أمل أن يكمل الإعلام مسيرته من مرحلة انتقالية مضطربة، إلى مرحلة مستقرة من البناء والتطوير وخدمة قضايا المجتمعquot;.
اضافت بن فهد: quot;يتسم برنامج هذه الدورة بالشمولية، بالإضافة إلى الكلمة الرئيسية التي سيليقها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، واللقاء الرئيسي الذي يستضيف معالي أمين عام مجلس تعاون دول الخليج العربية، حيث ستناقش جلساتها متغيرات واقع صناعة الأخبار في ظل التحديات غير المسبوقة في تاريخ مهنة الصحافة، وانفتاح الفضاء الرقمي، وتبحث مع الرواد عمن سيصنع خبر المستقبل، وتتحسس أوجاع اللغة العربية في الإعلام، وكيف سمح إعلامنا العربي بطغيان ثقافات أخرى عليها، كما ستعمل على تحليل بعض الظواهر التي لعبت دورًا بارزًا في قيادة المؤشر الإعلامي العربي، مثل ظاهرة الخوف من الإسلام المعروفة بالإسلاموفوبيا، وأيضًا في انقسام الآراء حول من يرى في تنظيم الإعلام الإلكتروني ضرورة لحماية المجتمعات من تبعات التجاوزات، ومن يرى فيه تقييدًا للحرياتquot;.
مناهل معرفية
وستخصص هذه الدورة لأول مرة ضمن الفقرة السنوية quot;الشباب يصنع منبرهquot; جلسة حول واقع الإعلاميين الإماراتيين الشباب، في ظل خصوصية المنافسة في قطاع الإعلام الإماراتي، وما يمتاز به من حضور عربي ودولي كبير للمؤسسات الإعلامية، وتطرح ضمن جلسة رئيسية متخصصة تنامي ظاهرة الإعلام الساخر في التلفزيون وعلى شبكات التواصل الاجتماعي بعد تراجعه في الصحافة المكتوبة، وستواكب دخول منافسين جديد من أهل الفن إلى البرامج الثقافية والإعلامية واتساع نطاق تأثيرهم.
وأكدت بن فهد أن اختيار نحو 70 متحدثًا ونحو 200 ضيفًا من خارج الامارات في هذه الدورة تم بناء على أساس قيمتهم الفكرية وإسهاماتهم المهنية وخبراتهم كرموز للعمل الإعلامي العربي، quot;بما تمثله تلك الخبرات من منهل معرفي ثري من شأنه إنجاح رصد وتحليل القضايا والموضوعات التي تمثل هواجس حقيقية لأهل المهنة، في الوقت الذي لا يغفل فيه المنتدى إتاحة المجال للإعلاميين الشباب للمشاركة بفاعلية في الحوار كونهم يمثلون الدماء الجديدة في شرايين الصناعة، ما يمنح المنتدى سمة الجمع بين الرؤى والأفكار المستندة إلى الخبرة وتلك التي يحدوها الطموح بحيث تكون المحصلة النهائية في صالح الصناعة الإعلامية بشكل عام ومن ثم نفع المجتمع العربي عمومًاquot;.