نفت السعودية اليوم علمها بنوايا تنفيذ عمل ارهابي في الولايات المتحدة وتحذير السلطت بذلك، كما أوردت صحيفة (the London daily mail).

الرياض: نفى المتحدث الأمني بوزارة الداخلية صحة ما نشرته صحيفة (the London daily mail) اليوم الأربعاء عن رفض المملكة منح تأشيرة لأحد المتورطين في تفجير بوسطن (Tamerlan Tsarnev)، أو توفر معلومات للجهات المختصة بالمملكة عن نواياه لتنفيذ عمل إرهابي بالولايات المتحدة الأميركية وتحذير السلطات الأميركية عن ذلك.
كما أكد المتحدث الأمني أنه لم يتحدث لهذه الصحيفة أي مسؤول من وزارة الداخلية بهذا الشأن أو غيره، وتحتفظ الوزارة بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذه الأخبار العارية عن الصحة تماماً.
وكانت صحيفة الديلي ميل نقلت اليوم الاربعاء عن مسؤولين سعوديين تأكيدهم أنهم بعثوا برسالة مكتوبة إلى المخابرات الأميركية عام 2012 تحذر من المتهم بتفجيرات بوسطن، تيمورلنك تسارناييف، الذي قتل بعد ملاحقته من قبل الشرطة، وتعتبر أنه يشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤولون حسب صحيفة quot;ديلي ميلquot;أنهم حصلوا على هذه المعلومات من مصادرهم في اليمن، التي كشفت لهم أيضاً أن هناك عملية إرهابية سوف تنفذ في إحدى المدن الأميركية الرئيسية. وشملت التحذيرات أسماء ثلاثة باكستانيين آخرين في الولايات المتحدة، شددت المخابرات السعودية على خطورتهم وإعدادهم لعمليات إرهابية على الأراضي الأميركية.
ونظراً لإدراكها لخطورة تسارناييف، فقد رفضت السلطات السعودية منح شقيقه تأشيرة حج في ديسمبر/كانون أول عام 2011، وأرسلت أيضاً تحذيرات مماثلة إلى السلطات البريطانية، كي تتخذ التدابير اللازمة وتساعد الولايات المتحدة في التصدي لمخططات الإرهابيين.
لكن يبدو أن إدارة أمن الوطن الأميركية لم تتحرك بجدية لمنع التفجيرات ومراقبة تيمورلنك وشقيقه جوهر تسارناييف.
quot;الرسالة ذكرت اسم تيمورلنك على وجه التحديدquot;، قال المصدر، مشيراً إلى التحذير الذي أرسلته الحكومة السعودية إلى نظيرتها الأميركية،لافتاً إلى أن بلاده أرسلت التحذير إلى وزارة الأمن الداخلي على أعلى مستوى، ولم تسمِ بوسطن أو تحدد موعد الهجوم المخطط له.
مع ذلك، نفى مسؤول في وزارة الأمن الأميركية أن تكون الوكالة تلقت أي تحذير من هذا القبيل من المخابرات السعودية، وقال: quot;الوزارة ليست على علم بأي رسالة من الحكومة السعودية بشأن معلومات عن المشتبه بهم في تفجير ماراثون بوسطنquot;.
بدوره، قال البيت الابيض إنه وغيره من الوكالات الحكومية الأميركية المعنية ليس لديها علم بهذه الرسالة، وفقاً لما صرحت به كاتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي.
لكن صحيفة الديلي ميل رجحت أن تكون الرسالة قد وصلت إلى وزارة الأمن الوطني عن طريق وزارة الداخلية السعودية. وأكد مسؤول أميركي في الأمن الداخلي مساء الثلاثاء أن الرسالة موجودة منذ العام 2012.
واعتبر أحد مساعدي لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، أن السبب في نفي إدارة أوباما قد يكون أن quot;وزارة الامن الداخلي تلقت المعلومات من الحكومة السعودية ولكن لم تنقلها إلى البيت الأبيضquot;.
وأضاف: quot;مثل أي وكالة في فرقة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، تريد الوزارة أن تحتفظ بالثناء لنفسها في إلقاء القبض على منفذي تفجير بوسطن ولا تريد أن تتشارك هذا الإنجاز مع وكالات أخرى.
لكنّ مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى قدم للديلي ميل الكثير من التفاصيل حول التحذير الذي يقول إن حكومته أرسلته إلى الولايات المتحدة. وتحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لانه غير مخول بالتحدث علناً عن الاستخبارات الأجنبية، أو حول العلاقات الديبلوماسية للمملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة.
وأشار المسؤول إلى أن وزارة الداخلية السعودية أرسلت هذه الرسالة من أجل أن تكون مفيدة للولايات المتحدة، على الرغم من أن معلوماتها الاستخباراتية لم تتبلور بشكل كامل في ذلك الوقت.
quot;المملكة العربية السعودية دائماً تقدم إنذاراتها برمز أحمر، وهذا أمر لا يحتاج إلى نقاش، الإنذار دائماً أحمر... ليس برتقالياً ولا أصفرquot;، قال المسؤول، مشيراً إلى أن الحكومة السعودية نصحت الولايات المتحدة بتوجيه السلطات إلى تفتيش الطرود التي وصلت إلى تسارناييف عبر البريد، خوفاً من أن تحتوي على مكونات صنع القنابل.
ويرجح المسؤول أن تكون السعودية قد أرسلت التحذير إلى الولايات المتحدة في عام 2012، وتحديداً بعد عودة تسارناييف من روسيا إلى الولايات المتحدة في يوليو/تموز.
ويشير جدول الرئيس باراك أوباما إلى أنه التقى في المكتب البيضاوي، وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، في 14 كانون الثاني/يناير 2013.
وفي أعقاب تفجيرات 15 نيسان/أبريل في بوسطن، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع وزير الخارجية جون كيري في 16 نيسان، ومن ثم كان له لقاء غير مقرر مع الرئيس أوباما في اليوم التالي.
quot;هذا هو المبدأ الذي تعمل من خلاله الحكومة السعوديةquot;، قال المصدر في اشارة الى المسؤولين في الديوان الملكي في الرياض، مضيفاً: quot;لقد أرسلوا هذه الرسالة، ولكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لهم، إذ عادوا وأرسلوا احد أهم رجالاتهم للقاء الرئيس شخصياًquot;.
واستبعد المسؤول فكرة أن تيمورلنك قد تدرب على يد تنظيم القاعدة بينما كان خارج الولايات المتحدة في العام الماضي. وقال إن مصادر المعلومات في اليمن أشارت إلى تيمورلنك باستخفاف، ووصفته بـ quot;المتطوعquot;، لكنه كان يعمل بدوافع ذاتية وليس عضواً في مجموعة أكبر.
وأضاف: quot;تفجير بوسطن لا يحمل بصمة القاعدة، مثل هذا التفجير يعتبر بمثابة ألعاب نارية للتنظيم. أنهم يريدون شيئاً أكبرquot;.
يشار إلى أن الحكومة السعودية في بعض الأحيان تعمد إلى تعقب المتطرفين عن طريق إطلاق مواقع جهادية وهمية لجذبهم، ثم تقوم وزارة الداخلية بتتبعهم إلكترونياً، وتتشارك المعلومات مع الحكومات الصديقة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقال المسؤول: quot;إن حكومة المملكة العربية السعودية تبذل كل ما في وسعها للقضاء على هؤلاء الناسquot;، مشيراً إلى أن بلاده تعامل أميركا كـ quot;صديق حقيقيquot;.