فور حدوث انفجار بوسطن، ربما كان السعوديون هم من أكثر الشعوب اهتماماً بما حدث، فذكرى ثلاثاء سبتمبر مازالت عالقة في الأذهان حينما تورط 15 سعوديًا من أصل 19 في تلك الهجمات الرهيبة.

الرياض: هناك أيضاً في بوسطن، توجهت أصابع الاتهام أولا إلى مبتعث سعودي كان متواجدًا في مكان الحدث رغم عدم وجود أدلة تثبت ذلك وانعدام معلومات كافية عن الانفجار، وانتشر الخبر الكاذب بسرعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما موقع التواصل الاجتماعي الشهير quot;تويترquot;، حيث تضمنت الكثير من التغريدات ليلة وقوع الانفجار مقولات ساخرة وأخرى حاقدة عن العرب والمسلمين.

رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما وشرطة بوسطن توافقوا مبدئياً على نفي أي معلومات تفيد بالقبض على مبتعث سعودي بتهمة التفجيرات التي ضربت سباق الماراثون في مدينة بوسطن في حوالي الساعة الثانية وخمسين دقيقة مساء الإثنين، إلا أن صحيفة quot;نيويورك بوستquot; التي تعتبر وفقًا لدراسة أميركية أقل الصحف مصداقية في نيويورك سارعت بتوجيه الاتهام إلى طالب سعودي كان متواجدًا في مكان الحدث كما أن الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية وكذلك العربية سارعت لنشر الخبر قبل أن يلقي أوباما خطابه بعد وقوع الانفجار، منها قناة العربية الإخبارية التي يتابعها الكثير من السعوديين، ما أثار الرعب لدى عوائل المبتعثين وقد سارعوا بالاتصال والاطمئنان على أبنائهم، حتى أولئك المبتعثين خارج الولايات المتحدة مثل كندا وإسبانيا.

وكانت قناة العربية نفسها وعبر مراسلها هناك أول من نقل نفي الشرطة الفيدرالية القبض على أي سعودي في التحقيقات الأولية.

صحيفة quot;الواشنطن بوستquot; تساءلت في افتتاحيتها الثلاثاء: مَن وراء الانفجار؟، وتابعت القول: جميع الاستنتاجات والتوقعات قفزت فورًا إلى السعوديين، رغم أن التحقيقات مازالت جارية .

أما صحيفة quot;ميل أونلاينquot; فقد أشارت إلى أن المبتعث السعودي الذي كان متواجداً في السباق طالب عمره 20 عامًا وقد أصيب أثناء الانفجار بحروق وشظايا في ساقيه وهو الآن في مستشفى بوسطن تحت الحراسة، وأضافت: تشير أصابع الاتهام نحو إما المتشددين الإسلاميين أو المتطرفين اليمنيين الذين اختاروا يوم الباتريوت رمزًا ربما لهجومهم.

وبدورها قالت صحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية: بعد وقت قصير جدًا نشرت صحيفة quot;نيويورك بوستquot; خبراً لا أساس له من الصحة وهو أن مواطنًا سعوديًا احتجزته الشرطة للاشتباه به، ونقلت وسائل الإعلام هذا الخبر مما جعل المسؤولين في جمعيات المسلمين الأميركيين يسارعون لادانة الانفجار، ورغم ذلك لم تكن إدانتهم لهذا العمل الإرهابي كافية لإرضاء البعض، كما يقول أليكس سيتز-وولد في صحيفة quot;سالونquot; الإلكترونية.

وتتابع اللوموند: رسائل البعض امتلأت بالكراهية والتحريض ضد المسلمين في الشبكات الاجتماعية، كما غرد متحدث قناة فوكس نيوز، إريك راش، حيث قال: quot;اقتلوهم جميعًاquot; أي المسلمين.

لكن ذكر السعوديين وإن ثبت عدم تورطهم في الحادثة حتى الآن كمتهمين، إلا أنهم حضروا بين المصابين، وبينهم طالب، وكذلك طالبة حضرت سباق الماراثون مع زوجها وابنها، وقد أصيبت بشظايا في ساقيها.

وصرح حاكم ولاية ماساتشوسيتس قائلا: لقد تم العثور على جهازين تم تفجيرهما في مكان الحدث ولم يتم العثور على متفجرات وقنابل حتى الآن في مختلف الممرات التي تمت معاينتها، كما أنه تم استجواب المواطن السعودي كشاهد وليس كمشتبه به، ولقد أرسلت القنصلية السعودية في نيويورك ممثلاً لها إلى بوسطن للقاء الشاب السعودي في المستشفى.

الجدير بالذكر أن كثيراً من المبتعثين السعوديين سواء في الولايات المتحدة أو في دول أخرى عبروا عن غضبهم من نقل خبر احتجاز مبتعث سعودي واتهامه بالقيام بتفجيري بوسطن عبر تويتر، فيما سخر عدد آخر من المغردين من تناقل تلك الاتهامات بسرعة.

الانفجار كشف جلياً أن البعض مازال يربط الأعمال الإرهابية بالسعوديين دون امتلاك أدلة وبراهين تثبت ذلك، وأن نظرة الأميركيين للعرب والمسلمين لم تتغيّر كثيراً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

ويعتبر سباق ماراثون بوسطن من أقدم وأعرق السباقات في العالم ويتابعه مئات الآلاف من الجماهير التي تصطف سنويًا في شوارع بوسطن، كما بلغ عدد العدائين المشاركين هذا العام أكثر من 26 ألف رياضي.

كان العداء جون غرام هو صاحب فكرة هذا السباق، حيث أعجب بماراثون أثينا عندما شارك مع المنتخب الأميركي في أولمبياد عام 1898، وعندما عاد إلى الولايات المتحدة قام بتنظيم ماراثون مماثل، ومنذ ذلك الحين أصبح ماراثون بوسطن ينظم بالتزامن مع الاحتفال بيوم quot;باتريوت دايquot;، وهو مناسبة يحيي فيها سكان ولاية ماساتشوستس ذكرى المعارك الأولى من الحرب الثورية التي دارت عام 1775.