ها هم الامريكان سيشعرون بكثير من الخوف كما ما نشعر به خلال التحضيرات للقيام باي نشاط رياضي او فني في منطقتنا، ذكرني تفجير بوسطن بتقرير تابعته قبل يومين على فضائية فرانس 24 ، عن الافغاني الذي يمارس الهوكي، وهي رياضية قديمة اشتهرت في اسيا الوسطى ثم انتقلت الى اوربا، ويتنافس فيها فريقان من الفرسان على الامساك بجثة ماعز مقطوعة الرأس ويسجلون نقاط باسقاط الجثة في دائر مغلقة، لكن هذه المبارايات في افغانستان محاطة بشبح الموت، فمجرد ممارسة هذه الرياضة المحرمة من قبل حركة طالبان، تعني الدخول في دائرة لاتختلف عن الدائرة المغلقة التي يتنافس فيها الفرسان لتسجيل نقاط باسقاط الماعز المذبوحة.

المقاربة الحدثية يمكن اسقاطها ايضا على كركوك التي شهدت امس ايضا سلسلة تفجيرات لكن بحكم ان التفجيرات عرف حدثي في توقيت المدينة، عبر مرور الكرام على بعض وسائل الاعلام، وبالطبع لن توازي تغطيته ماحدث في نفس اليوم في بوسطن، ففاجعة ذوي ضحاياه لن تكون بمستوى الفاجعة التي ألمت بذوي ضحايا بوسطن، والاختلاف بالمستوى جعل الرئيس الامريكي باراك اوباما، وبعد ساعات قليلة من التفجير يتحدث من البيت الأبيض الى الشعب الأمريكي يدعوهم للصلاة من اجل بوسطن وعائلات ضحايا التفجير، وليؤكد على عدم وجود للجمهوريين أو الديمقراطيين في امريكيا في يوم كهذا، قائلا quot;لا يوجد سوى الاميركيين اليومquot;.

وبالتأكيد اهتمامنا بتفجير بوسطن تعدى كثيرا اهتمامنا بتفجيرات حدثت في نفس اليوم، في مناطق اقرب منا جغرافيا، كما ان متابعتنا لما وصل اليه عدد ضحايا بوسطن، وحالة الجرحى ومشاعر ذويهم لاتقارن باناس اقرب بكثير منا قضوا حياتهم في تفجيرات.

ومن المؤكد ايضا ان الكثيرين راهنوا يوم امس على تغيير اوباما لمواقفه مما يجري في المنطقة، والعودة الى ايلاء اهتمام اكبر بالسياسة الخارجية، باتخاذه قرارا يوقف نزيف الدم في بلد ما، أوموقفا من استباحة دم الاقليات المهددة في بلد آخر، او اجراءات يمكن معها وقف تمدد الاسلام الاصولي، ومراهنتهم تأتي بالطبع مما يشكله سقوط ضحايا امريكيين فاجعة كبرى، فهو حدث لن يمر مرور الكرام و قد يقلب الموازيين لمستقبل ادارة امريكا، وبالتالي ستنتعش مجددا ذائقة التوقعات لدى محللينا لمستقبل منطقتنا.

لكني لن اذهب اكثر في مقاربة تفجيراتهم وتفجيراتنا، والمشاعر التي جمعت بيننا وبين اهالي بوسطن ليوم واحد، الذين بدورهم سيخرجون بالتأكيد من دائرة الهوكي الافغانية، وسيقام مارثون بوسطن مجددا، بينما سنظل نحن في الدائرة المغلقة، الى ان يخرج يوما ما رئيس او قائد او زعيم في منتطقتنا يصلي لضحايا الارهاب.