يوم الأربعاء وفي الساعة الواحدة ظهرا، تم تكريم السينمائي والكاتب العراقي قاسم حول من قبل وزارة النفط العراقية وقد قدم له درع الوزارة من قبل وزير النفط السيد عبد الكريم لعيبي في حفل دعيت إليه وكالات الأنباء وعدد من المثقفين والساسة العراقيين. كما تم عرض فيلم المغني في صالة العروض والإجتماعات الكبرى التي تتسع لثمنمائة مشاهد.
وزارة النفط العراقية لها تاريخ في دعم الثقافة منذ الحقبة الملكية حيث كان يدير القسم الثقافي الكاتب جبرا إبراهيم جبرا وكانت وزارة النفط تصدر مجلة سينمائية مرئية ثم تولى رئاسة القسم الكاتب عبد الرحمن منيف واليوم يدير القسم الثقافي والأعلام الإعلامي المعروف عاصم جهاد مع طاقم كبير من الإعلاميين والمخرجين الذين بذلوا جهوداً كبيرة في إنجاح حفل التكريم وقد أنجز القسم فيلما عن قاسم حول عرض قبل التكريم.
ولقد وجهنا سؤالا للسينمائي قاسم حول عن مشاعره في هذا التكريم ولماذا لم يتم تكريمه من قبل وزارة الثقافة العراقية، قال قاسم حول أنا سعيد جدا بالتكريم من قبل وزارة النفط ومكتبها الإعلامي وممتن جدا لهذا التكريم وبتكريمي شعرت بأنني وصلت العراق حيث غادرت هولندا قبل ثلاثة شهور ولم أشعر اني وصلت وطني سوى في لحظة التكريم تلك لما تضمنته من عواطف وكلمات فشكرا لوزارة النفط وشكرا لقسمها الثقافي والإعلامي بما فيه من سينمائيين وإعلاميين ومصورين وشكرا للفيلم الجميل عني والذي عرض قبل التكريم. لقد جئت إلى العراق ليس لأي هدف ثقافي بل لمتابعة إجراءات غاية في التعقيد والتأخر، معاملات تقاعدي وتحاشيت الظهور في وسائل الإعلام لكن وزارة النفط وتاريخها في دعم الثقافة معروف وأن قصة النفط في العراق هي قصة العراق منذ الحقبة السومرية حيث لا تزال تسمى المدن اراقية المقير وذي قار وهي دلالات عن النفط. أن تكرمني وزارة النفط لا يعني بالضرورة أن تتولى وزارة الثقافة مهمة التنقيب عن النفط في العراق! لكنه حال العراق هكذا. الحديث عن الثقافة العراقية في وضعها الراهن هو حديث ذو شجون. كلمة السيد وزير النفط السيد عبد الكريم لعيبي وهو يقدم لي درع الوزارة قال لي أفتح الدرع وعندما فتحته وجدت نقطة نفط مصممة فيه بشكل متقن قال لي لا تنسى نقطة النفط هذه.
فهمت مدلول كلمته فنقطة النفط هذه هي نفسها نقطة الماء في العراق وكلاهما حياة الوطن وينبغي أن نبحث فيهما سينمائيا. كانت ردود الحاضرين مؤثرة بعد مشاهدة فيلم المغني الذي صور سخافة فكرة الدكتاتورية في الحياة وغرائبيتها.
جدير بالذكر أن المغني فاز العام الفائت بالجائزة الأولى في الملتقى الدولي للسينما العربية بمدينة نابل بتونس وعرض الفيلم في صالة سينما النفط كعرض أول هو دلالة عن عدم وجود صالة سينما في مؤسسة السينما العراقية تعرض الأفلام بشكل نظامي ولا توجد صالة سينما في بغداد. سألنا قاسم حول عن رأيه في بغداد عاصمة الثقافة قال ينبغي أولا بناء صالة سينما واحدة في العراق وإعادة الإعتبار إلى شارع الرشيد رحمه الله وأدخله فسيح جناته إذ كان هذا الشارع رمزا للثقافة العراقية بما كان يحويه من صالات سينما ومقاه ثقافية واليوم تراه فارغا يبكي ويبكي تتوسطه الأسلحة والحواجز وفي جانبيه مبان مهدمة صورة للعراق الحديث المهدم تكوينا وثقافة وإنسانا !! وهو امر يدعي لأن يبكي الإنسان دما أو يضحك ولكنه ضحك كالبكاء.
التعليقات