استشهد المجاهد محمد حسين برزمهري يوم 13 إبريل في مخيم ليبرتي على أثرإصابته بجلطة في الدماغ وبسبب عدم وجود الاسعافات الاولية في المخيم.

وكان محمد حسين مهندس البناء والطرق خرّيج جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، حيث ترك كلّ شيئ وراءه ليلتحق بمنظمة مجاهدي خلق قبل ثلاثين عاماً بهدف النضال ضد نظام الارهاب الحاكم في ايران باسم الدين. وجاء قبل حوالي 25 عاماً إلي العراق وانضمّ بجيش التحرير الوطني الايراني.

لاشكّ أن الاعمار بيدالله ولكن في قرائتنا لما حدث لرفقينا في النضال نرى أن سبب وفاته بشكل خاص كان عدم توفّر إقلّ شيئ من الامكانيات الطبية والاسعافات الاولية في مخيم ليبرتي. وأن حكومة المالكي وبأمر من أسياده في طهران لم يسمح للمجاهدين بأن يأتوا بامكانياتهم وأجهزتهم الطبية من أشرف إلى ليبرتي.

سبق وأن أصدر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بياناً بهذا الصدد جاء فيه laquo; سكان ليبرتي من جهة هم محرومون من الحدود الدنيا للمستلزمات الطبية التي كانت لديهم في العيادة الداخلية لهم في أشرف لانّ الحكومة العراقية تمنع نقل الأجهزة الطبية للسكان الى ليبرتي ومن جهة أخرى تفتقر العيادة العراقية في ليبرتي الى أبسط الامكانيات والأجهزة الأساسية لمعالجة الحالات الطارئة كما أن السكان محرومون من الوصول الى الخدمات الطبية في العراق.raquo;

ويجب الاشارة بأن هذا الشهيد هو الاول بعد زيارة وزير مخابرات نظام الملالي لبغداد، والتحق بركب تجاوز عدده سبعين شهيداً من سكّان أشرف وليبرتي. ففي البداية وفي شهر إبريل من عام 2009 صرّح موفق الربيعي مستشار الأمن للمالكي آنذاك laquo; نجعل وجودهم في العراق لا يمكن أن يتحملوهمraquo;، فشنّت الحكومة العراقية بعدها عدة هجمات على أشرف خاصة في عامي 2009 و2011. وبعد ذلك ظهر رجل الامم المتحدة مارتين كوبلر واستثمر على هذه الهجمات ومن خلال عمليات تضليل وخداع والتواطؤ مع الحكومة العراقية فرض الترحيل على سكّان أشرف، لينزلوا في سجن laquo;ليبرتيraquo;. وخلال هذا الترحيل نزعت حكومة المالكي وبتأييد متواصل من كوبلر الامكانيات الاولية للعيش التي كانت بحوزة السكّان. وجعلوا من ليبرتي مكاناً يمكن استهدافه بشكل بسيط، كما حدث في التاسع من فبراير من هذا العام والذي أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص وجرح حوالي مائة منهم.

بعدها جاء الملا حيدر مصلحي إلى بغداد بهدف حلّ مشكلة وجود مجاهدي خلق في العراق. وفي لقائاته مع المالكي وفالح الفياض شدّد على ضرورة إخراج مجاهدي خلق من العراق باسرع ما يمكن.

وفي تقرير قدمه الملا مصلحي إلى مكتب خامنئي بعد عودته من بغداد أكد أن المالكي وفالح الفياض قد اعطياه الثقة بأن حكومة بغداد ستفرض أكثر القيود المشددة على سكّان ليبرتي، وستحظر إعادة الجدران الخرسانية الخاصة للأمن إلي المخيم، وتوسيع مساحته والبناء فيه وإدخال أكياس الرمل الاشياء التي طلبها المجاهدون بهدف توفير أقلّ شيئ من الأمن والحماية في ليبرتي. فجميع هذه المضايقات والقيود اللاإنسانية المفروضة علي سكّان ليبرتي هي وعود قطعها حكومة المالكي لاسيادها في طهران.

وهنا يبرز سؤال كبير: لماذا هذا التركيز على مجاهدي خلق من سكّان ليبرتي من قبل وزير المخابرات الايرانية ومن نوري المالكي الذي يرى فيهم laquo;تهديداً عراقياً واقليمياًraquo;!؟

لاشك أننا إذا اختزلنا الموضوع في المعادلة العراقية فمن الصعب أن نجد جواباً لهذا السؤال. والحقيقة أن قضية مجاهدي خلق لاتنحصر في العراق بل تتعدى لتصل قبل العراق إلى إيران وإلي مختلف المدن الايرانية وإلى المطبّات الصعبة التي دخلها نظام الملالي في الوقت الحالي، والتي من شأنها أن تتحوّل إلى منعطف كبير لتغيير الظروف في ايران.

فمن جهة يواجه هذا النظام مشكلة الانتخابات الرئاسية التي تعدّ مرحلة صعبة ترتعد أوصال النظام للعبور منها. كما أنه كان غارقاً تلك الايام في المفاوضات مع القوى الكبرى بشأن القضية النووية. ومع أن الدول الكبرى كانت مستعدة لاعطاء حوافز كبيرة في المجال النووي لكنّ نظام الملالي لم يستطع من قبول هذه الحوافز. لما ذا؟ لأنّ خامنئي يرى أنّ بقاء حكمه مرهون بالحصول على السلاح النووي، فلم يستجب على الحوافز والتنازلات الضخمة التي عرضتها الدول 1+5. وبذلك فاتته فرصة استثنائية للتوافق مع المجتمع الدولي. وبقي المأزق النووي أكبر عما كان قبل هذه المفاوضات.

والحقيقة أن الصراعات المتفجرة داخل تركبية الحكم والاستياء الشعبي العام الذي يعيشه الشارع الايراني والثورة السورية والأزمة في العراق وانهيار الجبهة الاقليمية لهذا النظام قد جعل حاجته أكثر فأكثر الى القنبلة النووية كضمان لبقائه ولاستراتيجية تصدير التطرف والارهاب إلي الدول الاخرى. كما أنّ أي تراجع من قبل هذا النظام في الملف النووي يعتبر أمراً قاتلاً له أكثر من قبل، لأنّ ذلك يؤدي الى فقد خامنئي السيطرة على الموقف ويؤدي الى انهيار النظام.

فيخرق خامنئي جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ويواصل بكل ما يملكه من قوة مشاريعه للحصول على القنبلة النووية، الأمر الذي سيؤدي لا محالة الى مزيد من العقوبات والتصعيد والتأزيم والمواجهة مع المجتمع الدولي.

وبعد سقوط القذافي قيّم خامنئي الوضع في ليبيا وتوسّل أنه لو لم يتخل القذافي عن مشاريعه النووية وحصل على القنبلة النووية لما سقط.

في هذه الاجواء جاء الملا مصلحي إلى العراق ليأخذ معه وعداً آخر باخراج مجاهدي خلق إلى خامنئي في طهران حتى يكون مكسباً لنظامه أمام فشله في المفاوضات النووية، وأمام الخطر الذي يهدد كيان هذا النظام خلال الانتخابات المقبلة.

رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية