أكد القبطي ناجي نجيب، القيادي في حزب الحرية والعدالة، أن الرئيس محمد مرسي هو الحاكم الفعلي لمصر، والمرشد ونائبه لا يتدخلان إلا في إطار إبداء الرأي، وقال إن الاقباط خائفون، ويهاجرون مصر، لأنهم يعاملون معاملة مواطنين من الدرجة العاشرة.
القاهرة: قال الدكتور ناجي نجيب، القبطي الذي يشغل موقعًا قياديًا في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن الأقباط في مصر يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 5 آلاف أسرة قبطية هاجرت داخليًا من الصعيد، بسبب ما وصفه بـquot;التضييق عليهاquot;.
وأضاف أن الهجرة الخارجية للأقباط لا يقوم بها إلا رجال الأعمال، خوفًا على أموالهم وإستثماراتهم، بسبب الإنفلات الأمني وعدم الإستقرار. ونفى نجيب، في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot;، أن يكون تلقى إتصالات من رئاسة الجمهورية بشأن ترشحه لشغل منصب وزير الآثار، مشيرًا إلى أنه علم أن حزب الحرية والعدالة رشحه لهذا المنصب، لكنه لا يعلم هل لقي الترشيح قبولًا لدى رئاسة الجمهورية أم لا.
وأضاف نجيب أن لدى الأقباط مشاكل وأزمات منذ عشرات السنين تحتاج إلى حلول شافية، مشيرًا إلى أن هذه المشاكل ليست وليدة اللحظة التي تولى فيها الإخوان الحكم. وشدد في الوقت نفسه على أنه لا يمكن إعفاء السلطة الحالية من تحمل مسؤوليتها، quot;ويجب عليها أن تضع حلولًا لهذه المشاكل، وألا تتحجج بأنها مشاكل متجذرة في المجتمع ومن تركة النظام البائدquot;.
الهجرة خيانة
أوضح نجيب أن للأقباط الحق في بناء كنائسهم وترميمها وصيانتها، quot;ولديهم حقوق في تقلد المناصب العامة بالدولة، ويجب أن يتولوا هذه المناصب وفقًا للكفاءة، بصرف النظر عن الإسم أو الهويةquot;، داعيًا السلطة الحالية إلى اتخاذ مواقف حاسمة من هذه القضايا.
ولفت إلى أن التأجيل أو التسويف يعني المزيد من الأزمات والإحتقان الطائفي، لاسيما أن هذه الفترة المضطربة لا تحتمل أنصاف الحلول.
ونبّه إلى أن الأقباط يشعرون بخوف حقيقي ومبرر من حكم الإخوان المسلمين. وقال: quot;إذا كان المسلمون أنفسهم متخوفين من الحكم الإسلامي في مصر، فما بالنا بالأقباطquot;، مشيرًا إلى أن هناك ممارسات تقوم بها بعض الجماعات المتشددة، تساهم في شعور الأقباط بالرعب من الحكم الإسلامي.
ولفت إلى أن تلك الممارسات أجبرت أكثر من خمسة آلاف أسرة قبطية بالصعيد إلى الهجرة داخليًا، بسبب التضييق عليهم، والتعامل معهم كأنهم مواطنون من الدرجة العاشرة.
وقال نجيب: quot;إذا كان هناك أقباط هاجروا فإن ثمة مسلمين هاجروا أيضًا، وهؤلاء من رجال الاعمال والاثرياء، لخوفهم على إستثماراتهم، نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، لكن الهجرة في هذه الظروف خيانة للشعب المصريquot;.
لعودة الاستقرار الأمني
بحسب وجهة نظر نجيب، الذي يشغل منصب رئيس الإدارة المركزية للمخازن المتحفية بوزارة الآثار، فإن الحل للأزمة التي يعاني منها الأقباط يكمن في سن قرارات أو قوانين سريعة، quot;منها تفعيل القانون على الجميع بحزم، وإصدار قانون تنظيم بناء الكنائس، وقانون مكافحة التمييز، وضع خطة لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والبدء في تنفيذها فورًا من خلال وسائل الإعلام، فهذه القرارات تساهم في تخفيف حدة الإحتقان لدى الأقباطquot;.
ونفى نجيب أن يكون لدى الإخوان أو حزب الحرية والعدالة موقف ضد الاقباط، مشيرًا إلى أن اللوم يقع على الحزب، quot;لأنه لا يدير الملف القبطي كما يجب، ولكن المبرر الآن أن كل المحافل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر مضطربة تمامًا، وتعيش البلاد أزمات غاية في الخطورةquot;.
وشدد على أن الإخوان لن يستطيعوا حكم مصر وحدهم، وقال: quot;لن يستطيع فصيل سياسي واحد أن يدير البلاد وحده، وأي رئيس سوف يأتي لا أعتقد أنه سيكمل شهرًا في الظروف السياسية الحاليةquot;.
ودعا الرئيس محمد مرسي إلى القضاء على الإنفلات الأمني، وقال: quot;المطلوب من القيادة السياسية وبشكل عاجل دراسة الامور الامنية الحالية المنهارة في مصر، ووضع خطط وأسس سليمة وسريعة لعودة وزارة الداخلية للقيام بدورها على أكمل وجه، والضرب بيد من حديد على كل الخارجين عن القانون ومثيري الفتنquot;.
إبداء الرأي لا أكثر
ونفى نجيب أن يكون الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، أو نائبه المهندس خيرت الشاطر، يتدخلان في إدارة شؤون الحكم من خلف الستار. وقال: quot;مرسي إنسان ذكي جدًا وصبور، أنا أعرفه جيدًا، ولا أعتقد أن المرشد هو الذي يدير البلاد حاليًا، أو المهندس خيرت الشاطرquot;، لافتًا إلى أن الجماعة لا يمكنها أن تضع الرئيس في هذا الحرج أمام الشعب لأن هذا سوف يؤدي إلى فشله بالتأكيدquot;.
وأعتبر أن التدخل في شؤون الرئاسة ليس في مصلحة الجماعة أوالحزب، وما يقال في هذا الشأن يأتي في إطار إبداء الرأي وحرية التعبير.
وتابع: quot;لو كانت الجماعة أو الحزب يشارك في صنع القرار في مؤسسة الرئاسة، لكان أقال الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة، لاسيما أن الحزب أعرب أنه غير موافق على الحكومة أكثر من مرة، فلماذا لم ينصت مرسي لرأي الحزب؟quot;.
ورفض نجيب الدعوات التي تطالب الجيش بالعودة للحكم، وقال: quot;طالب الشعب كله بسقوط حكم العسكر أثناء الفترة الإنتقالية، والجميع كانوا سعداء عندما عاد الجيش لثكناتهquot;. وتساءل: quot;كيف تطالب بعض القوى السياسية الفريق عبد الفتاح السيسى بأن يأمر القوات بالعودة للشوارع والحياة السياسية مرة أخرى؟ أعتقد أن هذا أمر في غاية الصعوبةquot;.
التعليقات