استهجن المعارض السوري جبر الشوفي العلاقات الوثيقة التي ينسجها الرئيس المصري محمد مرسي مع إيران وروسيا والصين، أعداء الشعب السوري، بعدما أعلن سابقًا رفضه مصافحة أي شخصية تدعم بشار الأسد.

القاهرة: أثارت مواقف الرئيس المصري محمد مرسي من الدول الداعمة لنظام حكم بشار الأسد غضب المعارضين السوريين، خصوصًا بعد تقاربه الواضح مع إيران وزيارته الأخيرة إلى روسيا، التي أكد فيها أن مواقف القاهرة تتقارب مع مواقف موسكو بشأن الأزمة السورية.
وتعرض مرسي لإنتقادات شديدة من جانب المصريين أيضًا، خصوصًا أنه سبق أن أكد دعمه للثورة السورية، معلنًا رفضه مصافحة أي شخصية تدعم بشار الأسد.
موقف مستهجن
وصف جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري، موقف مرسي بأنه غريب ومستهجن. وقال لـquot;إيلافquot; إن مرسي كان من أشد داعمي الثورة السورية عندما تقلد منصبه في تموز (يوليو) 2012. وهو أكد أن نظام بشار الأسد فاقد الشرعية، مشيرًا إلى أن مواقفه الأخيرة تتناقض تمامًا مع خطاباته في إيران ثم الجامعة العربية ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح الشوفي أن موقف مرسي يتناقض مع مواقف الشعب المصري كله، quot;فالمصريون يدعمون الثورة السورية ضد نظام الحكم القمعي الذي يمارس الإبادة ضد السوريين، ونحن نستهجن الموقف الرسمي ولا نراه معبرًا أو متسقًا مع ما نراه من عموم الشعب المصريquot;.
ولفت الشوفي إلى أن موقف مرسي من أعداء الشعب السوري، سواء في إيران أو روسيا أو الصين، يؤكد أنه يغلب مصالحه وطموحاته السياسية على حساب مصلحة مصر ومبادئها.
إلى جوار الثورة
وأشار إلى أن مرسي يسعى إلى أن تكون مصر مرجعية سنية في مقابل مرجعية شيعية لإيران، منوهًا بأن هذا التوجه سيضعف دور مصر على المستويين الإقليمي والدولي.
أضاف: quot;نحن نريد من مصر أن تمد يدها للثورة السورية، وأن تكون يدها بيد أصدقاء الشعب السوري، وليس في يد أعدائه الذين أوغلوا في دمه وفي معاداته، ووقفواالى جانبنظام قاتل مجرم، ومرسي الآن يضع يده في يد أعداء الشعب السوريquot;.
رفض الشوفي اعتبار التواصل مع الأطراف الداعمة لبشار الأسد جزءًا من الحل، بإعتبارها تملك الكثير من أوراق اللعبة السياسية. قال: quot;لا تزال هذه الأطراف تسجل موقفًا ناشزًا عن موقف المجتمع الدولي، فروسيا والصين خرجتا عن الدول المؤيدة للشعب السوري، كما أن إيران تدعم بشار الأسد بالمال والسلاح والمقاتلين، وتقول إن سوريا الولاية رقم 53 من الولايات الإيرانيةquot;.
وتابع: quot;كنا نتمنى لو كانت هذه الأطراف موضوعية وحيادية، تحاول أن تفهم اللعبة بالطريقة التي يريدها الشعب السوري، لا أن تكون سندًا للنظام، ولا داعمًا له على حساب دماء السوريين، فهذه الأطراف تقف ضد الثورة السورية، ولا يمكن أن يأتي التواصل معها إلا على حساب دماء السوريينquot;.
وقال: quot;من الأفضل لمصر الثورة أن تقف إلى جوار سوريا الثورة، وليس إلى جوار النظام القمعي الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساءquot;.
حل واقعي
وفي ما يخص تأثير تفجيرات بوسطن على دعم الغرب للثورة السورية، قال الشوفي: quot;لا أعتقد أن هناك علاقة مباشرة بين منفذي التفجيرات والثورة السورية، فهذه التفجيرات مشاكل خاصة بأميركا مع الدول التي جاء منها المفجرانquot;.
أضاف: quot;هناك تحفظ غربي على مساعدة الثورة السورية منذ إعلان جبهة النصرة إنضمامها إلى تنظيم القاعدة، لكن لم ينقلب الموقف الأوروبي إلى مساندة بشار الأسدquot;.
وتابع الشوفي قائلًا: quot;إن ساعدتنا هذه الدول على التغيير ووقف العنف فنحن معها، أما إذا أرادت سوق الثورة السورية بالعصا إلى أحضان بشار الأسد، فهذا مرفوض ومستحيلquot;.
وقال: quot;هناك حل واقعي للشعب السوري، نشكر كل من يساعده عليه، وإلا فالشعب مستمر في مقاومته، ولا مستقبل لبشار الأسد في سوريا، ونحن نطلب أن يساعدونا لكي نفرض على نظام بشار الأسد الرحيل عبر حل سياسي وتفاوض على ترك السلطة، بحيث يتم تغيير ديمقراطي سلمي في جوهر السلطة بالبلاد، هذا يحتاج إلى جهود دولية وضغوط حقيقيةquot;.
وإذا تعذر ذلك، يطلب الشوفي دعم قوى الثورة بالسلاح الذي يحد من فاعلية سلاح النظام المتطور، لاسيما الصواريخ والطائرات والدبابات والسلاح الكيماوي، لإجبار الأسد على الرحيل أو إسقاطه، quot;فهو لن يقبل بالتفاوض إلا تحت ضغط السلاح، إلا عندما يشعر بالإختناق الكامل، وهذا يحصل إذا حصلت القوى الثورية على سلاح متطورquot;.
تسرق الثورة
يطلب الشوفي أن يذهب السلاح إلى قيادة الجيش السوري الحر، quot;فهذه القيادة معتدلة وليست لها علاقة بالتطرف، الذي ساهم تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة الثورة السورية في تقوية شكيمته. قال: quot;عندما كنا نصرخ قبل العام 2012، لم تكن هناك أية من تلك التنظيمات، لا نصرة ولا غيرها، وجاءت هذه الجماعات على خلفية أن الشعب السوري يذبح يوميًا، والمجتمع الدولي كله يتفرجquot;.
وقال يجب دعم الجيش الحر بالمال والسلاح، quot;ويمكنه بعد ذلك محاصرة الجبهات التكفيرية التي تحاول أن تسرق الثورة السورية، وهي بالمناسبة أضعف من أن تقوم بذلك، لأن جبهة النصرة مثلًا لا تتعدى 10 في المئة من إجمالي الثوار على أرض سوريا، أعتقد أن الأميركيين سيوجهون معوناتهم إلى الجيش الحر بقيادة سليم أدريسquot;.
ولفت إلى أن بعض هذه التنظيمات الجهادية تابع للنظام الحاكم، غرضه تشويه الثورة حتى يمكنه تبرير جرائمه بذريعة محاربة الإرهابيين.