رد الداعية الأزهري أحمد علي عثمان ما يحصل للرئيس محمد مرسي من أزمات إلى غضب إلهي حل عليه لأنه توانى عن تطبيق الشريعة الاسلامية منذ أن وصل إلى الحكم، وأكد أن الاخوان المسلمين والسلفيين جادون في السيطرة على الأزهر ووزارة الأوقاف.


القاهرة: أرجع أحمد علي عثمان، الداعية بوزارة الأوقاف المصرية وعضو جبهة الدفاع عن الأزهر، سبب سوء أداء الرئيس محمد مرسي في الحكم الى عدم رضا الله عنه، لأنه لم يطبق الشريعة الإسلامية حين استلم السلطة.

وقال الدكتور عثمان لـquot;إيلافquot; إن الإخوان والسلفيين يسعون بكل جهد للسيطرة على المؤسسة الدينية، وتحديدًا على منصب شيخ الأزهر، ما يمثل خطورة كبيرة على وسطية المؤسسة الدينية في مصر.
وأكد أن الاخوان المسلمين quot;ليسوا جميعًا على وتيرة واحدة، وليسوا جميعًا مثقفين، يوجد بينهم أطباء لا يفهمون في غير الطب، ومهندسون لا يقرأون الفاتحة بصورة صحيحةquot;.

وتناول مسألة التحرش فقال: quot;ليس زي المرأة سببًا للتحرش بها، خصوصًا أن المنقبات والسيدات الكبار في السن وأحيانًا الرجال يتعرضون للتحرش، والحل يكمن في تشريع قانون صارم يعاقب بالسجن، مع قيام المساجد والتربية والتعليم بدور ثقافي لتوعية الشباب بخطورة هذه القضية ومعالجتها إسلاميًاquot;.

في ما يأتي نص الحوار:

ما هو سبب الأزمات التي يمر بها رئيس الجمهورية محمد مرسي؟

ما يحدث للرئيس محمد مرسي غضب من الله وليس ابتلاءً، لأنه لم يقم العدل في الأرض منذ توليه المسؤولية، ولم يفِ بالوعود الانتخابية، بل حنث باليمين عندما حلف على احترام الدستور والقانون ولم يلتزم به.

هل سيحاسب على عدم تطبيق الشريعة الإسلامية كما وعد؟

بالتأكيد، فقد يكون سبب غضب الله تعالى منه بسبب أنه وعد بتطبيق الشريعة ولم يفعل حتى الآن، وليس المقصود بتطبيق الشريعة الاقتصار على تنفيذ الحدود كما يفهم البعض، لكن تطبيق الشريعة يكون بالقوانين ومواجهة انتشار المنكر في البلاد مثل شرب وبيع الخمور العلني الذي يحصل الآن،وغلق صالات القمار والكازينوهات.

وكيف ترى مطالبة البعض بتطبيق الحدود حاليًا؟

تطبيق الشريعة ليس مقتصرًا على الحدود، لأن كشف جريمة الزنى من رابع المستحيلات لضرورة وجود شهود أربعة في الوقت نفسه. لكن الحاكم مطالب الآن بتهيئة الأجواء لتطبيق الحدود مثل العدالة وعدم التمييز بين المواطنين، وتوفير حياة كريمة لجميع المصريين. ونحن نعذر الرئيس في تنفيذ هذه الأمور حاليًا، لأنه ورث تركة كبيرة من الفساد، لكننا نحتاج إلى أن يبدأ بالعمل.

حلال وحرام رئاسيان

هل يوجد في حياة الرئيس حلال وحرام؟

الرئيس يخالف شرع الله في بعض الأمور، من بينها اتهام المعارضة بالفساد من دون دليل، والحديث عن تورطهم في بعض الأحداث ثم نكتشف عدم صحة ذلك. هذا فيه إثم كبير، ولكن ليس ذنب الرئيس صلاته يوم الجمعة وسط الحراسة، أو عدم تمكن الحراسة من الصلاة أصلًا، لأن ذلك جائز طالما كان هناك خطر على حياته.

لكن هناك انتقادات للرئيس في قبول القروض الأجنبية؟

الاقتصاد الحالي يختلف عن القضايا الربوية في الإسلام. فتعريف الربا الحرام إقراض مبالغ مالية لمحتاج والاشتراط عليه إرجاعها في فترة زمنية محددة مقابل زيادة عن المبلغ الذي أخذه. أما الاقتصاد الموجود في تعاملات البنوك فهو وظائف تقوم عليها ملايين الأسر، ويعيش عليها ملايين الشباب، ولم يكن موجودًا في العصور السابقة. والقرض طالما كان بفوائد قليلة وللضرورة فليست هناك أزمة.

ماذا عن سماحه بدخول وفد شيعي من إيران؟

المخاوف من نشر التشيّع في مصر مبالغ فيها بدرجة كبيرة جدًا. فالوفود الإيرانية تكون تحت رقابة الأجهزة الأمنية في مصر، كما أن الزيارة تقتصر على الأماكن السياسية فقط. كما أن مصر بلد الأزهر ومعقل المذهب السني، فلا يجب أن تخاف من وفد سياحي لا يتعدىعدده50 فردًا، ومرسي مضطر لاستقبال السائح الإيراني في ظل تدهور الاقتصاد المصري بدرجة مخيفة.

سلفي إو إخوان في الأزهر

هل تلمس وجود مؤامرة إخوانية سلفية ضد الشيخ أحمد الطيب والأزهر؟

الإخوان ضد الشيخ أحمد الطيب من قبل الثورة، وهم يرون أنه لا يستحق ذلك المنصب لأنه من الفلول. فقد كان عضوًا في لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل. والأمر نفسهبالنسبة للسلفيين، وهم لن يرتاحوا إلا بالتخلص من الطيب رغم أن قانون الأزهر لا يجيز العزل.

لكن قد يحيطونه بالفضائح والشائعات فيضطر لتقديم استقالته. وأنا أرى أن هذه المؤامرة لا تجوز، فالشيخ الطيب رجل معتدل ومثقف وذو فكر عالٍ، وقادر على احتواء الاخوان المسلمين، لكن يوجد في الإخوان والسلفيين من لا يريدون لمشيخة الأزهر إلا واحدًا منهم، سواءأكان سلفياً أو إخوانياً.

هل ترى خطورة من دخول السلفيين والإخوان وزارة الأوقاف والأزهر من حيث الفكر والدعوة؟

ليست خطورة بالمعنى اللفظي، فمعظم من في وزارة الأوقاف من الصوفيين، ولا بد من أخذ منهج الوسطية والاعتدال في الوزارة. ثمة فارق لا بد أن نوضحه، وهو أننا يمكن أن نأتي بإخواني ونضعه في الوزارة، ولكن لا يجوز أن نضعه داعية إسلامية، يمكن أن نعينه موظفًا إداريًا أو مفتشًا، لكن الداعية في المسجد يجب أن لا ينتمي لأي فكر ديني. وعلى الداعية أن يخلع انتماءه الديني المذهبي وهو يخلع حذاءه أمام المسجد، فلا يجب أن يدعو لأي شخص أو مذهب وأي فكر إلا لله، وأي شيء غير هذا فهو حرام شرعًا، لأن القرآن الكريم يقول quot;وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداquot;.

الاخوان منقسمون

ما رأيك في عضو البرلمان الذي أراد إلغاء اللغة الإنجليزية من المقررات الدراسية؟

هذا أكبر خطأ. فمن الناحية الدينية، كان لرسول الله (ص) مترجم رومي، وآخر فارسي، وكان معه مترجم من مصر، لأنها كانت تتحدث اللغة القبطية القديمة حينها.

ما رأيك في تعيين أربعين من الإخوان والسلفيين ضمن تشكيل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أخيرًا؟

هذا يصب في اتجاه سعي السلفيين والإخوان إلى السيطرة على المؤسسة الدينية في مصر، وتعيين أربعين من الإخوان والسلفيين هو البداية لصعودهم بعد ذلك في وظائف قيادية بالأزهر والأوقاف. هذا يمثل خطورة كبيرة، ويشير إلى أن الاختيار ليس للكفاءة ولكن لهدف سياسي فقط.

هل ترى أن الإخوان يخلطون ما بين المقدس والمدنس في ممارسة الحكم؟

قربي من الإخوان المسلمين يجعلني أجزم بأنهم ليسوا جميعًا على وتيرة واحدة، وليسوا جميعًا مثقفين. يوجد بينهم أطباء لا يفهمون في غير الطب، ومهندسون لا يقرأون الفاتحة بصورة صحيحة. لكن الناس يعتقدون أن الإخوان المسلمين مدرسة كل من ينتمي إليها يفكر بنفس الاتجاه، وهذا خطأ. جماعة الإخوان المسلمين أسسها حسن البنا الذي كان هدفه أن يعيد الدولة الإسلامية. والإخوان الآن مختلفون عن الإخوان في العهد السابق، ومنقسمون بين الجماعة الإسلامية وبين حزب الحرية والعدالة الذي يضم أشخاصًا غير منتمين للإخوان المسلمين. وللعلم، على الرغم من التضخيم الإعلامي، عدد الاخوان لا يتجاوز مليون شخص، ولا يعتبرون مرجعية دينية، فالمرجعية الدينية هي للأزهر.

هل يسيطر الإخوان على مساجد النذور؟

المساجد التي فيها نذور، والمعروفة بالسبوبة، تخضع للرقابة والقانون حاليًا، وهي غالبًا مساجد صوفية، لكن توجد مساجد أخرى لها نشاطات. ومساجد السبوبة ليست للإخوان المسلمين بل للسلفيين.

إسهاب في الافتاء

ما تفسيرك لانتشار التحرش الجنسي في المجتمع؟

التحرش موجود منذ 40 عامًا في مصر، وحصل بنسبة أكبر في السبعينات. لكن كان حياء المرأة يمنعها من الحديث عن تعرضها للتحرش. أما الآن فالفتاة تخرج أمام شاشات الفضائيات لتعلن على الملأ تعرضها للتحرش، وتحكي القصة كاملة. ورغم ذلك نحن لا نغفل الأزمة الموجودة بكثرة بعد الثورة، نظرًا للانفلات الأمني بالشارع. وهذا يرجع أيضًا إلى فقدان الأسرة التربية الصحيحة للأبناء. وليس زي المرأة سببًا للتحرش بها، خصوصًا أن المنقبات والسيدات الكبار في السن وأحيانًا الرجال يتعرضون للتحرش، والحل يكمن في تشريع قانون صارم يعاقب بالسجن، مع قيام المساجد والتربية والتعليم بدور ثقافي لتوعية الشباب بخطورة هذه القضية ومعالجتها إسلاميًا.

ما رأيك في هوجة الفتاوى السياسية الحالية؟

يوجد حاليًا إسهاب في الفتاوى، والشعب المصري غريب جدًا، إذ إن ثقافة الفهلوة موجودة بقوة ومنتشرة. لا يمكن أن يفتي إلا جماعة الأزهر فقط، لا الإخواني ولا السلفي، وإنما المختصون مثل لجنة دار الإفتاء المصرية، ومجموعة من خريجي كلية الشريعة. وهؤلاء هم المفتون فقط.