القاهرة: قال مسؤول بارز بالأزهر الشريف إن quot;استمرار العمل بنص المادة الثانية من الدستور المصري الخاصة بالشريعة الإسلامية كما هي بلا تعديل يحقق التطبيق العملي للشريعة في البلادquot;، معتبرًا quot;الجدل الدائر حول تطبيق الشريعة نوع من المزايدة من السلفيينquot;.
وقال حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر ورئيس لجنة ممثلي الأزهر في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور الجديد للبلاد، إن quot;هناك توافقًا على بقاء المادة الثانية في الدستور المصري وهو ضامن كبير للتطبيق العملي للشريعة الإسلامية سواء في القوانين أو تطبيقاتهاquot;.
وأثير خلاف بين القوى السياسية المصرية على مدار الشهور الماضية ومنذ بداية الجمعية في عملها حول المادة الخاصة بالشريعة في الدستور التي تنص على أن quot;مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريعquot;، حيث طالبت قوى سلفية بضرورة تغيير كلمة quot;مبادئquot; إلى quot;أحكامquot;، إلا أن قوى ليبرالية اعترضت على ذلك.
وكشف سلفيون ممثلون بالجمعية التأسيسية قبل أيام عن حصول توافق بين القوى السياسية الممثلة بالجمعية على أن تظل المادة الخاصة بالشريعة الإسلامية في الدستور كما كانت عليه في دستور 1971، مع إضافة مادة مفسرة لها، تنص على أن quot;المبادئ تشمل الأدلة الكلية والقواعد الأصولية والفقهية ومصادرها من المذاهب المعتبرة عند أهل السنة والجماعةquot;.
ولفت مستشار شيخ الأزهر إلى أن المادة الثانية من الدستور كافية دون زيادة أو نقصان في تطبيق الشريعة وليس مقبولاً القول بأن المبادئ هي مجرد أخلاق الشريعة، كما أنه ليس مجرد قطعية الثبوت والدلالة، وأن المحكمة الدستورية منذ عام 1971 تصدر الأحكام وفق الشريعة، وأسقطت أكثر من 200 نص قانوني تتعارض مع الشريعة.
وأوضح أنَّ كلمة quot;مبادئ الشريعةquot; التي رأى الأزهر وتوافقت لجنة المقومات الأساسية والعديد من القوى السياسية على بقائها في الدستور، إنما تشمل المصادر الكلية للأحكام الشرعية، والقواعد الفقهية الكلية، وتحقيق مقاصد الشريعة، بالإضافة إلى القواعد الأصولية التي تحكم عمل المجتهدين، وهي تضمن تطبيقًا عمليًا للشريعة الإسلامية.
وأضاف أن السلفيين بعد أن توافقوا على بقاء المادة الثانية للدستور وتم إقرار أن المسيحيين واليهود يحتكمون لشرائعهم في أحوالهم الشخصية خرجوا واتهموا الأزهر بأنه باع الشريعة، وتخلى عنها، مع أنهم وقَّعوا على ذلك.
وشدد على أن تطبيق الشريعة ليس قضية سلفيين ولكن هناك محاولة للمزايدة، وادعاء بأن هناك أنصارًا لتطبيق الشريعة وأن هناك معارضين والواقع أن المسألة لها أهداف أخرى وهو إحداث المشاكل والعراقيل للوضع القائم في مصر.
وأوضح أن quot;الأزهر لا يريدها حربًا، ولكن إن كان البعض يريد المزايدة على المادة الثانية يأتي لقلة فقه من يقول بإلغاء مبادئ الشريعة من نص المادة الثانية من الدستور، ويريد أن يحصر الشريعة في مجموعة من المحرمات والواجبات تحت مسمى الأحكامquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات