خرج أنصار مبارك إلى الميادين للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس السابق الخامس والثمانين، وقطعوا قوالب الحلوى ووزعوها على المارة، كما رددوا أغنيات الرئيس المفضلة، فيما يستعد مبارك للانتقال إلى شقة قديمة مستأجرة في مصر الجديدة بعد الإفراج عنه.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: احتفل الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعيد ميلاده الخامس والثمانين في مستشفى سجن طرة، في حضور زوجته سوزان ثابت، ونجله جمال، وحفيديه عمر وفريدة، وكله ثقة في أنه سوف يحصل على البراءة قريباً، ويعود إلى منزله القديم في ضاحية مصر الجديدة، وليس إلى شرم الشيخ. بينما احتفل أنصاره بعيد ميلاده في ميدان مصطفى محمود في القاهرة، على أنغام الموسيقى، وقطعوا قالب حلوى كبيرًا ووزّعوه على المارة في الميدان.

وفيما يبدأ الرئيس المصري السابق حسني مبارك عامه الخامس والثمانين، يبدو أنه في صحة أفضل من التي كان عليها منذ عام مضى، ما جعله يحتفل وسط أسرته بعيد ميلاده، ويتحرك داخل غرفته بحيوية، ومن دون أن يتكئ على ذراع نجله جمال.

واثق من البراءة
وقال مصدر مطلع، لـquot;إيلافquot; إن مبارك يتمتع بحالة نفسية جيدة، إنعكست بالإيجاب على صحته الجسدية، مشيرًا إلى أنه تخلص من الكثير من المنغّصات، بعد حصوله على الإفراج في قضية قتل المتظاهرين، ما ساهم في ارتفاع معنوياته.

ولفت إلى أن مبارك لديه ثقة كبيرة في أنه سوف يحصل على البراءة في تلك القضية، في المحاكمة الثانية، وسوف يعود إلى منزله في مصر الجديدة، ويقيم فيه مع زوجته سوزان.

وكشف المصدر أن هذا المنزل كان يقيم فيه مبارك أثناء خدمته في القوات المسلحة، حتى صار نائبًا لرئيس الجمهورية، منوهاً بأن هذا المنزل لا يمتلكه الرئيس السابق وإنما هو مؤجّر، وأن مبارك لم يتنازل عنه، رغم أنه شغل منصب رئيس الجمهورية لنحو ثلاثين عامًا، وصارت ثروته وعقاراته تقدر بمئات الملايين من الجنيهات.

وأوضح أن مبارك كان حريصًا على دفع الإيجار بانتظام شهريًا إلى مالك العقار. وأشار إلى أن مالك العقار طلب من مبارك أثناء الحكم التنازل عن الشقة، إلا أنه كان يردّ quot;محدش ضامن حاجة، والزمن مش مضمونquot;، وكأنه كان يتوقع ما آلت إليه حاله الآن.

تجهيز منزل مؤجّر
كما كشف المصدر أن سوزان ثابت زوجة مبارك زارت المنزل في ضاحية مصر الجديدة، في الأسبوع الماضي، واستقدمت بعض السيدات من أجل تنظيفه، واشترت أثاثًا جديدًا له، وأوضح أن مبارك وزوجته ينتويان العيش فيه بعد الحصول على البراءة.

وأكد المصدر أن مبارك احتفل بعيد ميلاده الخامس والثمانين مع زوجته وحفيديه عمر وفريدة، وقام بقطع قالب الحلوى، وتناول منه قطعة، بينما تم توزيع الباقي على الجنود في السجن. وتلقى مبارك بعض الهدايا من أنصاره.

في السياق عينه، وبينما تتعاظم ثقة مبارك في الحصول على البراءة والعودة إلى منزله القديم، تجري نيابة أمن الدولة العليا تحقيقات موسعة في أربعة اتهامات جديدة موجّهة ضده، وهي قتل جنود الأمن المركزي في 1987، وغرق 1400 مصري في أحداث عبّارة السلام، وتهريب رجل الأعمال ممدوح إسماعيل، وتزوير انتخابات مجلس الشعب 2010، وبيع شركات القطاع العام.

وقال السيد حامد المحامي، إنه تقدم ببلاغ للمستشار طلعت عبد الله ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك حمل رقم 984 لسنة 2013، طالب من خلاله تقديمه إلى المحاكمة الجنائية عن 20 اتهام جديد.

وأضاف حامد أن النائب العام أحال بلاغه إلى نيابة أمن الدولة العليا، مشيرًا إلى أنها بدأت التحقيقات بالاستماع إلى أقواله، في الاتهامات، ومنها: قتل العديد من جنود الأمن المركزي عام 1987، وغرق 1400 مصري في حادث عبّارة السلام 98، وحماية وتهريب رجل الأعمال ممدوح إسماعيل مالك عبارة السلام، وتزوير انتخابات مجلس الشعب والشورى عام 2010، وبيع شركات القطاع العام.

أبناء مبارك: اخترناك
لم ينس أنصار مبارك هذه المناسبة، فاحتفلوا بها على طريقتهم في ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين الراقي، الذي شهد أول مظاهرات مؤيدة له أثناء الثورة، ونظم ما يعرف بـquot;أبناء مباركquot;، احتفالات أمام بوابة السجن، حملوا خلالها الزهور، واللافتات التي تتضمن تهاني له بعيد ميلاده، كما وزّعوا الحلوى على المارة، وأطلقوا أغنيته المفضلة التي كانت تصدح في الفضاء، وهي أغنية quot;اخترناهquot;.

ونظم أنصاره من حركة quot;آسفين يا ريسquot;، احتفالات مماثلة في ميدان مصطفى محمود، في حي المهندسين الراقي، وأطلقوا الأغاني المفضّلة لديه، ولاسيما أغنية quot;إخترناهquot;، وأحضروا قالب حلوى ضخمًا، وقطعوه ووزّعوه على المارة. وحملوا لافتات مؤيدة له منها: quot;واحد اثنين أيام مبارك فين؟quot;، quot;أشرف مصري حسني مباركquot;، quot;ضربة جوية حسني مباركquot;، quot;يا مبارك سيبك سيبك إحنا ولادك مش هنسيبكquot;، quot;يا صبر أيوب 30 سنة من غير حروبquot;.

أفضل رئيس
وقال حسام جمال، أحد أعضاء حركة quot;آسفين يا ريسquot;، لـquot;إيلافquot; أن الإصرار على الاحتفال بعيد ميلاد مبارك هذا العام يأتي بعدما تأكد للجميع بما لا يدع مجالًا للشك أنه أفضل رئيس حكم مصر، وأن الثورة لم تكن إلا مؤامرة كبرى، اشتركت فيها أميركا والإخوان من أجل إسقاط نظام حكمه.

وأضاف أن القضاء المصري أثبت أن مبارك بريء من كل الاتهامات الموجّهة إليه، مشيرًا إلى أن المصريين جميعًا سوف يحتفلون ببراءة مبارك قريباً، بعدما خبروا أنه كان قائدًا حكيمًا، ولفت إلى أن المصريين الآن يقولون: quot;ولا يوم من أيام مباركquot;.