يسخّر المصريون سخريتهم في خدمة قضيتهم وحراكهم ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان والاعلان الدستوري المكمل، فيؤلفون اللافتات المضحكة والنكات الساخرة، لتنتشر في ميدان التحرير وعلى موجات فايسبوك وتويتر.


القاهرة: بينما يغلي قدر السياسة في مصر، وبينما تشتعل الأوضاع وتمتلىء الميادين بالمعترضين على قرارات الرئيس مرسي وبالمؤيدين لها، لم ينسَ المصريون طبيعتهم الفكاهية في التندر على الأوضاع السياسية، فنسجوا العديد من النكات والنوادر، انتشر بعض منها على مواقع فايسبوك وتوتير، وكتبوا بعضًا منها في صورة شعارات رفعوها في ميدان التحرير.

quot;إيلافquot; جالت في ميدان التحرير ورصدت أشهر وأظرف النكات والمواقف الطريفة.

وش مبارك

كان للرئيس محمد مرسي النصيب الأوفر من النكات. ففي ميدان التحرير، إنتشرت لافتات مكتوبة بخط اليد: quot;أحلق ذقنك.. أكشف عارك.. بص في مرايتك.. وشك وش مباركquot;.

وبعد إطلاق قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، نظم أحد المصريين quot;مسبحةquot; من فوارغ القنابل، وقال إنه أعدها للرئيس مرسي، quot;عشان يسبح بها ربنا بعد الصلاةquot;.

وينتشر الباعة الجوالون وباعة المأكولات والمشروبات في ميدان التحرير، وكتب أحدهم على عربة للكبدة موجهًا كلامه لمرسي: quot;طبخت الدستور، وأكلت البهاريز.. حظ وحش.. الشعب معدش جاهل عشان يصفق ويهيص..هنطفحهولكquot;.

وحمل مواطن مصري لافتة كبيرة وضع لها عنوان quot;براءة الحمير والجملquot;، وكتب عليها عبارات تدين مرسي، بسبب تقصيره في القصاص لدماء قتلى الثورة، وتكريم قادة المجلس العسكري، وختمها بجملة quot;شهداؤنا الأبرار، دماؤكم في رقابنا.. نحن إخوانكم وأخواتكم أولى بكم، مش حنفي ولا أبو لمعةquot;، في إشارة إلى مرسي والمرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع.

ومن اللافت وضع شباب ضمادات بيضاء على أعينهمكُتب عليها quot;جدع يا باشاquot;، في إشارة إلى قنص ضابط مصري أعين المتظاهرين أثناء أحداث محمد محمود الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وكان الجنود بعد كل طلقة رصاص يثنون عليه بالقول quot;جدع يا باشاquot;. فيما خط نشطاء عبارة على أرض الميدان بخط كبير: quot;مصر للمصريين يا مرسي... مش للإخوان الكذابينquot;.

الرئيس الحق

بعد إصدار مرسي الإعلان الدستوري، وتحصين الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى من الحل، خرجت نكتة تقول: quot;مرسي عندما أدى القسم الدستورية قال: أقسم بالله العظيم أن احترم الدستور إذا اتكتب، وأن أحافظ على النظام الجمهوري لما يبقى فيه نظام أصلًا، وأن أرعى مصالح الشعب طالما لم تتعارض مع مصلحة الاخوان، وأن أحافظ على سلامة الوطن طبقًا لتعليمات فضيلة المرشدquot;.

وبسبب خوف المصريين من تحول مرسي إلى ديكتاتور وصعوبة خلعه، انطلقت نكتة تقول: quot;مسطول قال لزميله: الإخوان بعد ما مسكوا الحكم مش هسييبوه أبدًا، رد صاحبه: إزاي؟، قال له: مش شايف المرشدين اللي جابوهم بعد حسن البنا.. كلهم اخوانquot;.

ولما كان من نتائج الإعلان الدستوري عزل النائب العام عبد المجيد محمود، كتب نشطاء: quot;أقوال مأثورة: الرئيس الحق هو من يساند المقاومة لتضرب الإسرائيليين بيد من حديد ثم يهدأ ليعزل عبد المجيدquot;، في إشارة إلى قول مأثور عن الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي quot;الثائر الحق هو من يثور على الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجادquot;.

وفي تصميم آخر كتب بجوار صورة لمرسي وأخرى لعبد المجيد وقد طأطأ الأخير رأسه: quot;قولتلك تروح الفاتيكان بالذوق يا عبده، فيرد عبد المجيد: عيل وغلط يا ريسquot;.

إنما الأمم الأحضان

بسبب موقف الولايات المتحدة الأميركية الرمادي من الإعلان الدستوري، خرجت نكتة تقول: quot;مسطول سأل صاحبه: ليه أميركا بتدعم مرسي؟ فرد: لأنه حلف لأوباما بجنسية عياله أنه ما هيزعل إسرائيل أبدًاquot;، في إشارة إلى الجنسية الأميركية التي يحملها إثنان من أبناء مرسي. وبسبب عقد مرسي لقاءات مع رموز المعارضة وكافة أطياف المجتمع من دون أن تثمر نتائج إيجابية، وبعد وصف مقربين للرئاسة بأنها لقاءات تتسم بالدفء والود، صمم نشطاء علمًا مصريًا جديدًا، وقد حلت شفاه أنثوية محل النسر، كتب عليه: quot;تغيّر علم مصر بعد لقاء مرسي الدافىءquot;.

وعلى المنوال نفسه، كتب نشطاء بجوار صورة لمرسي عبارة: quot;إنما الأمم الأحضان ما بقيت... فإن هم حضنوا بعضهم نهضوا: محمد موغسيquot;. في إشارة إلى أمير الشعراء أحمد شوقي في قوله quot;إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبواquot;.

ولأن مرسي أكثر الرؤساء المصريين إطالة في خطاباته السياسية، إذ يستغرق الخطاب ما يتراوح بين 45 دقيقة و ساعة ونصف، انطلقت نكتة تقول: quot;لو مرسي شايف نفسه، وهو بيتكلم، كان إنتخب شفيق رئيسًا للجمهوريةquot;. فيما صمم نشطاء على موقع فايسبوك صورة لمعمر القذافي، وكتب بجانبها: quot;أنا كنت فاكر نفسي في الهبل معلم..بعد ما سمعت مرسي لقتني بتعلمquot;.

مفتاح القلعة

بعد أنتولى محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، حكم مصر في العام 1805، إثر ثورة المصريين ضد الحملة الفرنسية، أراد الإنفراد بحكم مصر، فأعدّ للمماليك ووجهاء مصر وليمة عشاء ضخمة في القلعة. وبعد الإنتهاء من الطعام، أغلق عليهم الأبواب وأمر الجنود بقتلهم جميعًا. ولأن مسلك الإخوان و مرسي يتشابه سياسيًا مع تلك الواقعة التاريخية، صمم نشطاء صورة لمحمد علي باشا كتب إلى جوارها: quot;أنا سايبلك مفتاح القلعة فوق عداد الكهربا يا مرسي.. أعزمهم على العشاء وتوكل على اللهquot;.

وعلى ذكر واقعة عنف محمد علي التاريخية، تعرض الدكتور السيد البدوي لواقعة عنف شديدة الإهانة، عندما صفعه شاب كان يرتدي قناع فانديتا على مؤخرة عنقه، بينما كان يسير في ميدان التحرير.

مرسيس السادس عشر مفرق المصريين

في محاولة للسخرية من إنقسام المجتمع المصري بسبب الإعلان الدستوري، كتب أحد المصريين لافتة ووقف في ميدان التحرير، قال فيها: quot;الملك مرسيس السادس عشر مفرق المصريينquot;، تيمنًا بملك فرعوني قديم يسمى مينا موحد القطرين، الذي وحد جنوب وشمال مصر. وهاجم مصريون على طريقتهم الساخرة الشيخ يوسف القرضاوي، بعدما وصف معارضي مرسي بالكفر، فكتب أحدهم لافتة جاء فيها: quot;القرضاوي في قطر.. تفسير سورة الأنعام.. من يعارض مرسي فهو كافر.. أقول له: عندما صلينا خلفك في الميدان.. كنا مؤمنين. والآن أصحبنا كافرينquot;.