طهران تغازل الغرب عبر عمّان لإبقاء بشّار حتى انتخابات 2014

عمان: بينما قال وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي بعد محادثاتهما في موسكو الثلاثاء إنهما سيدعوان لعقد مؤتمر دولي في وقت لاحق من هذا الشهر للبناء على خطة الانتقال التي طرحاها العام الماضي في جنيف، أنهى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي محادثات وصفت بـ quot;المهمةquot; في عمّان، حيث التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية والمغتربين ناصر جودة.

وكانت محاولة للاتفاق على حل سياسي تعثرت العام الماضي بسبب الخلاف على خروج الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة، لكن وزير الخارجية الروسي قال إن موسكو ليست معنية بمصير quot;بعض الأشخاصquot;.

وسلم صالحي الذي التقى في وقت لاحق مع الرئيس السوري في دمشق رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الملك عبدالله الثاني.

وعلمت (إيلاف) أن الرسالة تتمحور حول الموقف الإيراني من خطة الانتقال السلمي في سوريا، وكانت إيران تصرّ على أن الحسم السياسي سيكون من خلال انتخابات رئاسية وهي مقررة أن تجري في العام 2014 .

وما علمته (إيلاف) في هذا الشأن هو أن طهران دعت عمّان إلى تأييد هذا الموقف مع إعلان صالحي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني quot;نحن نعتقد بأن الازمة السورية يجب أن تحل بشكل سلمي وبشكل سوري-سوري وعلى الشعب السوري أن يحدد مصيره المستقبلي بنفسهquot;.

ولم يُعرف ما إذا وافق الأردن بالرفض أو القبول على الخطة الإيرانية أو احتمال نقلها إلى عواصم القرار الغربية، واضاف: quot;نحن نؤمن بوحدة الاراضي السورية وبالمتطلبات المشروعة للشعب السوري، الشعب السوري يجب أن يعيش مثل بقية الشعوب التي تحظى بالديمقراطية، لذلك طلبنا من المعارضة أن تجلس مع الحكومة وأن يشكلوا حكومة انتقالية وأن يحدد السوريون أنفسهم مستقبلهمquot;.

وشدد صالحي الذي كان يتحدث باللغة العربية quot;نحن نرفض أي حل يفرض من الخارج ونرفض أي تدخل اجنبي في سوريا، فلقد رأينا ما حصل في بعض الدول نتيجة التدخل الاجنبي لذلك نحن لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى في سورياquot;.

واضاف محذرًا quot;لا سمح الله لو حصل أي فراغ في سوريا فإن هذه التداعيات السلبية ستنعكس على جميع الدول ولا يدري أحد ما الذي سيجري بعدها وما ستكون عليه تلك النتائجquot;.

واكد صالحي وجود اتصالات بين بلاده والمعارضة السورية، وقال: quot;لقد قلنا منذ البداية، منذ السنتين الماضيتين بأننا على اتصال مع المعارضة وتكلمنا مع الحكومة السورية بأن عليها الجلوس مع المعارضة وأن يتفاوضوا مع بعضهم البعضquot;.

واضاف صالحي quot;نحن نعترف بالمعارضة السورية السليمة ولكن ليس جبهة النصرة والآخرين، الذين هم متهمون بسفك الدماء ونبش قبور اولياء الدينquot;، مشيراً الى أن quot;الدافع وراء نبش قبور الاولياء هو نفسه الدافع وراء قتل الابرياءquot;، بعد التقارير التي تداولتها مواقع عدة على الانترنت حول نبش قبر الصحابي حجر بن عدي في ريف دمشق ونقل رفاته الى مكان مجهول.

واعرب صالحي عن الامل في تشكيل لجنة سياسية ايرانية-اردنية مشتركة quot;حتى نكون على اتصال وتشاور دائمين حول الامور التي تحصل في المنطقةquot;.

واضاف quot;علينا أن نكون على اتصال وتشاور دائمين، ولا مفر من ذلك لأن التداعيات سوف تنعكس علينا، لذلك علينا أن نسعى بكل ما بوسعنا أن نخفف من السلبيات التي يمكن أن تنتج عن هذه التطورات ونزيد من الايجابياتquot;، مشيرًا الى أن quot;العقلانية والحنكة والحكمة السياسية هي من الامور الضرورية في وقتنا الراهنquot;.

وإلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هذه الخطة الجديدة quot;يجب ألا تكون (مجرد) ورقةquot;، بل يجب أن تكون quot;خطة طريقquot; نحو السلام. وشدد كيري على أن الهدف لا يزال تشجيع الحكومة السورية وممثلي المعارضة للالتقاء سويًا وإجراء محادثات بشأن حكومة انتقالية.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الروسي quot;اتفقنا على أن روسيا والولايات المتحدة ستشجعان كلاً من الحكومة السورية وجماعات المعارضة على إيجاد حل سياسيquot;.

وأضاف بأن الجانبين اتفقا أيضًا على ضرورة السعي لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا quot;في أسرع وقت ممكنquot;.

وكان كيري أكد في وقت سابق أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما مصالح مشتركة في ما يتعلق بسوريا، من بينها تعزيز الاستقرار الإقليمي ومنع انتشار التطرف.

وتأتي زيارة كيري في إطار محاولة لتحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، والتي توترت منذ عودة بوتين إلى الرئاسة العام الماضي بسبب خلافات حول قضايا حقوق الإنسان والوضع في سوريا.

وترى روسيا أن الوضع في سوريا سيسوء أكثر في حال إجبار الرئيس السوري بشار الأسد على ترك السلطة. وتأتي زيارة كيري إلى موسكو بعد أن اتهمت سوريا إسرائيل بشن غارتين جويتين ضد أهداف في الأراضي السورية. وأدانت روسيا الغارتين واعتبرتهما تهديداً للاستقرار في المنطقة.

قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم الثلاثاء إن التوصل عن طريق التفاوض الى حل سياسي يضع نهاية للحرب الاهلية في سوريا وسيساعد على تفادي خطر تفكك البلاد، وقد يؤثر على القرار الاميركي في ما يتعلق بتسلح المعارضة.

وكان كيري يتحدث بعد أن اتفق هو والزعماء الروس في محادثات في موسكو على العمل على عقد مؤتمر دولي بشأن الصراع السوري.

من جانبه، اكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع صالحي على quot;موقف الاردن الثابت بضرورة وقف هذا العنف والقتل ومسلسل سيل الدماء وضرورة الدخول في مرحلة انتقالية تضمن حلاً سياسيًا شاملاً تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري العريق بشكل يحافظ على وحدة سوريا الترابية وكرامة الشعب السوري الاصيلquot;.

واضاف: quot;نحن نؤمن بالحوار والقنوات المفتوحة مع الجميع ومواقفنا مبدئية وثابتة ونعبر عنها بكل صراحة وبكل وضوحquot;.

واوضح جودة quot;يجب أن نكون جميعًا جزءًا من الحل في هذا الاطارquot;، مشيرًا الى أن quot;هناك جهودًا تبذل وهناك اجتماعات الآن مكثفة من قبل المعنيينquot;، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وقال: quot;اكدنا ضرورة الاستمرار في هذا الحوار وضرورة التأكيد على كل ما هو مطلوب للخروج من الازمة السورية التي وقع بسببها عشرات الآلاف من الضحاياquot;.

ونفى جودة وجود انتشار لقوات اميركية على الاراضي الاردنية، وقال: quot;لا يوجد بتاتًا انتشار لأي قوات اجنبية على الاراضي الاردنية ولسنا بحاجة لمثل هكذا انتشارquot;.

واوضح أن quot;هناك برامج تدريب سنوية ودورية مع قوات مسلحة من دول اجنبية مختلفة وعديدةquot;، مشيرًا الى أن quot;هذا مستمر منذ عقود من الزمنquot;.

كما نفى جودة ايضًا، وبشكل قاطع، وجود أي تدريبات لأي مجاميع مسلحة فوق الاراضي الاردنية لارسالهم الى سوريا، وقال: quot;هذا كلام مرفوض، لا يوجد أي نوع من هذا التدريب، نحن ومن خلال قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية القينا القبض على الكثير ممن حاولوا أن يتسللوا الى داخل سوريا لأهداف غير سلميةquot;.

واعلنت واشنطن في 17 نيسان/ابريل الماضي أنها ستعزز وجودها العسكري في الاردن لتدريب جيشه واحتمال التدخل لتأمين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا.

ونشرت الولايات المتحدة بالفعل في تشرين الاول/اكتوبر الماضي نحو 150 من جنود القوات الخاصة في الاردن في اطار هذه المهمة، وبالتالي سيرتفع عدد جنودها في المملكة الى 200.