رسائل البريد الإلكترونية المتبادلة بعد الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، تظهر ضلوع البيت الأبيض ووزارة الخارجية بشكل عميق في صياغة وثيقة quot;نقاط الحوارquot; التي وضعت بعد الحادث.


الرسائل الالكترونية المتبادلة أثناء صياغة نقاط الحديث عن الهجوم على المجمع الديبلوماسي الأميركي في بنغازي تشير إلى أن وزارة الخارجية والبيت الأبيض كانا أكثر انخراطاً في تشكيل الوثيقة مما اعتقد سابقاً، وتسلط الضوء على الاهتمامات السياسية المعبّرعنها في تلك المناقشات وصراع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوصل إلى ما ستقوله للرأي العام في أعقاب الهجوم وفي خضم الحملة الانتخابية الرئاسية.

تعديلات مضللة
رسائل البريد الإلكتروني تشير إلى أن وثيقة وكالة المخابرات المركزية الأصلية بشأن هذا الأمر خضعت لتعديلات عدة، بما في ذلك تعديل بطلب من وزارة الدولة لحذف الإشارة إلى تحذيرات وكالة المخابرات المركزية من تهديد إرهابي حول المقر الديبلوماسي.

وفقًا لإحدى هذه الرسائل التي نشرتها صحيفة quot;لوس أنجلس تايمزquot; من قبل مصدر في الكونغرس، فقد تم هذا التعديل لأن فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة قالت إنه quot;يمكن أن يساء استخدام ما ورد في النص السابق من قبل أعضاء في الكونغرس لانتقاد وزارة الخارجية لعدم التفاتها للتحذيراتquot;.

نقاط الحوار كانت معدة في الأصل لأعضاء الكونغرس الذين قد يتحدثون علناً عن الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. كما إنها أرسلت أيضاً إلى سوزان رايس سفيرة البلاد إلى الأمم المتحدة أثناء تحضيرها لمؤتمر صحافي بعد خمسة أيام من الهجوم.

نولاند القوة الدافعة
يشار إلى أن السكرتيرالصحافي في البيت الأبيض جاي كارني لم يشكك في صحة هذه المراسلات خلال شرح مطول بعد ظهر يوم الجمعة.

وقال كارني إن نقاط الحوار صيغت بوصفها حقائق أتت إلى الضوء في سياق التحقيق، وإن المسؤولين يحاولون القول ما يعرفونه من دون المضاربة أو تقديم تحليلات وتأويلات من المجهول.

رسائل البريد الإلكتروني تشير إلى أن نولاند كانت القوة الدافعة وراء تغييرات كبيرة. quot;المعلومات حول إنذار مسبق يمكن أن تستخدم من قبل الكونغرس لانتقاد وزارة الخارجية، فلماذا نريد دعم ذلك؟quot;، كتبت نولاند في إشارة إلى الفقرة التي قالت إن وكالة المخابرات المركزية حذرت سابقاً من خطر quot;المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في بنغازي وشرق ليبياquot;.

واعترضت نولاند أيضاً على مقطع يرد فيه أن جماعة مسلحة، جماعة أنصار الشريعة، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، فكتبت في إحدى الرسائل الالكترونية تقول: quot;لديّ مخاوف جدية حول جميع الأجزاء الموضحة أدناه. لماذا نريد أن نقدم معلومات لأعضاء الكونغرس لبدء إعطاء تأكيدات إلى وسائل الإعلام نحن أنفسنا لا نريد أن نفصح عنها، لأنها تمسّ عمل مكتب التحقيقات الفدرالي. لماذا نريد أن نتيح لهم اتهام أنصار الشريعة، بينما نحن أنفسنا لا نفعل ذلك؟quot;.

بدوره، كتب بن رودس، وهو نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، في رسالة بريد إلكتروني لاحقة أن مخاوف نولاند يجب أن تؤخذ بعين الاعتبارquot;.

يشار إلى أن صياغة رسائل البريد الإلكتروني الفعلية أثارت تساؤلات جديدة في المؤتمرالصحافي الذي عقده كارني يوم الجمعة، لا سيما وأنه كان قد أكد سابقاً أن التغييرات أجريت على quot;أسلوبquot; نقاط الحوار، وليس مضمونها، وهذا ما أثبتت الرسائل الالكترونية عكسه.