افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة اليوم منتدىالدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط، منتقدًا التقاعس الدولي عن التدخل الفاعل لوقف المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في سوريا، متأسفًا لفشل المبادرات في دفع النظام السوري إلى الاصغاء لصوت العقل.


بيروت: بعد تواتر أنباء عن قرار اتخذته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن إبعاد قطر عن سوريا، وقطع السبل أمام توريدها السلاح والمال للجماعات الاسلامية المتشددة، التي تقاتل النظام السوري، استغل أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مناسبة افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط، كي يشن هجومًا مركزًا على العالم بأسره، منتقدًا القعود الدولي عن التحرك إزاء المأساة الكبيرة في سوريا.

وقال الشيخ حمد: quot;لم يعد مقبولًا من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في سورياquot;، مشيرًا إلى أن مسؤولي هذه الدول التي لم يسمِها يريدون في الوقت نفسه أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السوري بمختلف الذرائع.

وعبّر الأمير القطري عن شعوره بالأسف والأسى quot;أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث من دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي، الذي خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلًا عن التدمير المادي واسع النطاق، نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكريquot;.

وتابع قائلًا: quot;من المحزن أن يحدث هذا بعد أن فشلت كافة المبادرات الدولية والعربية في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقلquot;.

أهم مراحل التغيير

ولا شك في أن هذا الكلام سيترك أثرًا بالغًا في وقائع جلسات منتدى الدوحة، في نسخته الثالثة عشرة، التي افتتحت اليوم، خصوصًا أنه يتناول خلال يومين عناوين ذات صلة بما يحدث في دول الربيع العربي، ومنها سوريا، ومنها: quot;النظام العالمي المتغيّر وتداعياته على العالم العربيquot;، وquot;التحديات التي تواجه الديمقراطيات الجديدة في الشرق الأوسطquot;، إلى جانب عناوين عامة منها quot;الأزمة الاقتصادية العالميةquot;، وquot;آفاق التعاون الدولي وسبل إنجاحهquot;، وquot;تأثير الرقمنة في الشؤون الدوليةquot;، وquot;تأثير النظام العالمي في المنطقةquot;.

وبعيدًا عن الموقف السياسي، قال الشيخ حمد في كلمته الافتتاحية إن النظام العالمي قد شهد تغيّرات متلاحقة، quot;ليس في المجالات السياسية فحسب، بل أيضًا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والإنسانية عمومًا، حيث كان العالم العربي من أبرز الساحات الإقليمية التي تأثرت بهذه التغيّرات، ما يجعل المرحلة الحالية التي يمر بها من أهم مراحل تاريخهquot;.

وأوضح الأمير القطري أن شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظل أنظمة الحكم التي تتميز بالتسلط والقمع والفساد، quot;كانت هي القوة الدافعة للثورات العربية التي تستهدف ولا تزال المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية والاقتصاديةquot;.

تنمية مستدامة

وتناول الشيخ حمد في كلمته مسألة تحقيق هدف المشاركة في صنع القرارات، فقال إنها تبدأ بتطوير المؤسسات الضامنة لسعة هذه المشاركة، quot;التي لا يمكن أن تنجح إذا لم تصاحبها خطط لنشر الوعي الديمقراطي، وجهد فاعل في التنمية المستدامة، باعتبارها وجهًا ملازمًا لها في عملية الإصلاح الشامل المستند إلى نظام تعليم متطورquot;.

وفي الافتتاح، قال مكي سال، رئيس جمهورية السنغال، إن منتدى الدوحة استطاع خلال الاعوام الاثني عشر الماضية أن يكتسب مكانًا مرموقًا بفضل المواضيع التي انيطت به، وأن الامن والسلام كانا دومًا في خطر في بعض المراحل، quot;واليوم يعاني العالم صعابا اقتصادية حيث نلاحظ اقتصاديات كانت مزدهرة باتت اليوم متزعزعة، كما نلاحظ بزوغ قوى جديدة وقوى جيوسياسية جديدة مع اقتصاد دولي يتغيّر يومًا بعد يومquot;، معتبرًا أن هذه التغييرات تغيّر، في اكثر من صعيد، العلاقات بين مختلف الدول.

وأشار سال إلى أن أفريقيا ليست بمنأى عن هذه التغييرات على الرغم من عبء الماضي ومن تحديات الحاضر. وتابع: quot;تبقى بلداننا وتبقى قارتنا تعمل في مسار الديناميكية الايجابية، ولا تريد أن تكون بعيدة عن عملية نشر الديمقراطية وحرية التعبير في العالمquot;.