فيما أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر خلال اجتماعه مع ممثلي مكونات محافظة كركوك الشمالية اليوم الأحد على ضرورة الإسراع في إجراء انتخابات المحافظة، فقد انسحب ممثل المكوّن العربي من الاجتماع، متهمًا إياه بالانحياز، ومطالبًا بان كي مون باستبداله.


أسامة مهدي: خلال مؤتمر صحافي عقده في كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) مع ممثلي مكونات المحافظة، فقد شدد كوبلر على ضرورة الإسراع في اجراء الانتخابات في كركوك المعطلة منذ عام 2005، وعدم استبعاد أي طرف منها، في اشارة الى مكوناتها التركمانية والكردية والعربية والمسيحية. وقال إن اجراء الانتخابات في المحافظة مهم جدًا من اجل قيام مجلس محلي قوي.

واوضح أن هناك الكثير من المشاكل ينبغي حلها عبر مجلس محافظة قوي، مؤكدًا على ضرورة عدم استبعاد أي طرف، وأن يكون هناك توافق بين مكونات المحافظة. وقال: quot;شعرت خلال الاجتماع بوجود توافق قوي حول اجرائها من خلال التوافق لسماع صوت اهالي كركوك الذين يريدون اجراء الانتخاباتquot;.

لعدم استبعاد أي طرف
وشدد كوبلر على ضرورة عدم استبعاد أي طرف أو مكون، خاصة وأن التوافق بين مكونات المحافظة سيوفر حلًا لأزمة المدينة.. واوضح أنه سيعقد اجتماعًا آخر الخميس المقبل لبحث هذه القضية.

اما النائب ارشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية، فقد اشار الى أنه طالما كانت هناك ارادة سياسية ورغبة حقيقية فإن كل المقترحات تطرح، وهي قابلة للنقاش، وشدد على وجود ارادة ورغبة سياسية لمناقشة جميع هذه المقترحات.

وقال النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني إن كوبلر قدم مقترحًا إلى ممثلي مكونات كركوك، يتضمن اجراءات للإسراع في اجراء انتخابات كركوك بأسرع وقت ممكن، من دون أن يوضح طبيعة هذا المقترح. من ناحيته قال راكان سعيد نائب محافظ كركوك إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على مواصلة العمل لإزالة المخاوف، وايجاد توافق لتذليل الصعاب، والذهاب إلى اتفاق بين المكونات، يسهم في تمرير قانون الانتخابات في البرلمان العراقي واجراء انتخابات المحافظة.

المسيحيون مغيبون
اما ممثل المكون المسيحي النائب عماد يوخنا فقد اكد اهمية اجراء انتخابات محلية في كركوك بالسرعة الممكنة. وقال quot;إن مكوننا المسيحي لم تكن لديه قائمة بالانتخابات السابقة لتمثل تطلعاتنا، ونحن نسعى إلى أن نكون جزءًا من الحل مع الجميعquot;. واوضح أن المكوّن المسيحي لم تكن له قائمة في الانتخابات السابقة كي تمثل تطلعاته وتكون جزءًا من الحل.

لكن رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك عبد الله سامي العاصي أعلن انسحابه من الاجتماع، الذي عقده كوبلر مع ممثلي مكونات المدينة في مجلس المحافظة، واتهمه بعدم الحيادية. وقال في مؤتمر صحافي عقب انسحابه من الاجتماع ومقاطعته لنشاط كوبلر، إن انسحابه جاء نتيجة لعدم الحيادية وفرض أشياء خاصة على المكون العربي.

وطالب العاصي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستبدال كوبلر، محمّلًا نواب كركوك مسؤولية أي إجراء يحصل أو quot;اي اتفاقات مبطنة لحل ازمة كركوك على حساب المكون العربيquot;.

كوبلر غير حيادي
واضاف العاصي أن quot;العرب انسحبوا من اجتماع مع الممثل الأممي، لكون كوبلر لا يتمتع بالحيادية في الكثير من القضايا التي تخص كركوك، فضلًا عن عدم قناعتنا بطروحاته في الاجتماعquot; من دون تحديد لشكل تلك الاتفاقات التي وصفها بالمبطنة.

وتعتبر محافظة كركوك، التي يقطنها مليون عراقي، من المناطق المتنازع عليها، حيث يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991، بينما يرفض تركمان وعرب المحافظة ذلك، ويدعون إلى بقائها مستقلة في إقليم مستقل.

وكان كوبلر وصل الى كركوك صباح اليوم، وعقد فور وصوله اجتماعًا مغلقاً مع محافظ كركوك نجم الدين كريم والنائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني ونائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري وعضو مجلس المحافظة احمد العسكري وفريق الامم المتحدة في كركوك، ثم التقى مع ممثلي مكونات المحافظة من الاكراد والعرب والتركمان، في محاولة لإمكانية التوصل الى اتفاقات تفضي إلى إجراء الانتخابات المحلية في المحافظة والمعطلة منذ عام 2005.

وتنص المادة 23 من قانون انتخابات مجالس المحافظات على أن تجري انتخابات محافظة كركوك والأقضية والنواحي التابعة لها بعد تنفيذ عملية تقاسم السلطة الإدارية والأمنية والوظائف العامة، بما فيها منصب رئيس مجلس المحافظة والمحافظ ونائب المحافظ بين مكونات محافظة كركوك بنسب متساوية بين المكونات الرئيسة.

وتم تشكيل مجلس محافظة كركوك عقب سقوط النظام السابق في نيسان (ابريل) عام 2003، من ممثلي القوميات الرئيسة الأربع في كركوك، مع مراعاة حالة التوافق، بغرض تنظيم أمور المحافظة وملء الفراغ الإداري والتشريعي فيها.

وأكمل المجلس دورته الأولى مع انجاز العملية الانتخابية، التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) عام 2005، حيث انبثق من تلك العملية ميلاد أول مجلس منتخب للمحافظة، عن طريق الاقتراع السري والمباشر، وبمشاركة أوسع قطاعات المجتمع في المحافظة.

وجاءت النتائج المعلنة والمصادق عليها من قبل المفوضية المستقلة العليا للانتخابات بممثلين للقوائم الفائزة لشغل 41 مقعداً في مجلس محافظة كركوك، وأسفرت النتائج عن حصول القائمة كركوك المتآخية الكردية على 26 مقعداً، وجبهة تركمان العراق على ثمانية مقاعد، والتجمع الجمهوري العراقي على خمسة مقاعد، والائتلاف الإسلامي التركماني والتجمع الوطني العراقي على مقعد واحد لكل منهما.