مالت كفة القتال في الآونة الأخيرة لصالح القوات النظامية السورية، وهو ما يرجعه الخبراء إلى الأسلحة النوعية المتطورة التي وصلت إلى الأسد من إيران وروسيا.


توفر التقنية الروسية الإيرانية المعقدة أفضلية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في رصد وتدمير خصومها ما يتيح لها تحقيق مكاسب ميدانية إستراتيجية.
هذه التقنيات تشمل أعداداً كبيرة من طائرات الاستطلاع الإيرانية الصنع، إضافة إلى الأنظمة المضادة للقذائف الصاروخية، شبيهة بتلك التي تستخدمها القوات الأميركية لرصد وتحديد مصادر إطلاق القذائف، وأجهزة الرصد لجمع معلومات عن مواقع تجمع الثوار وأجهزة تشويش لتعطيل وسائل اتصالات المعارضة، وفقًا لخبراء ومسؤولين في الاستخبارات الغربية.
ونقلت صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; عن أحد المصادر قوله: quot;خلال الأشهر الأخيرة، شهدنا نقطة تحول كبيرة جراء الأسلحة النوعية والأنظمة الأخرى القادمة من إيران وروسيا، والتي ترسخ المكاسب التي حققها الجيش السوريquot;.
رصد وتشويش
وتقوم وحدات عسكرية سورية باستخدام أجهزة الرصد والمراقبة لتتبع مواقع الثوار والتشويش على وسائل الاتصال في ما بينهم. إضافة إلى ذلك، ينتهج القادة العسكريون في قوات الأسد أساليب تكتيكية جديدة يعزوها بعض الخبراء إلى مستشارين ومدربين أجانب يقدمون للأسد النصح والإرشادات حول السبل الأكثر فعالية لقمع المعارضة.
وقال مسؤول استخباراتي في الشرق الأوسط: quot;نرى نقطة تحول خلال الشهرين الماضيين ترجح كفة الأسد على الثوار، وذلك بسبب جودة ونوع الأسلحة والأنظمة القادمة من إيران وروسيا إلى النظام السوريquot;، مشيراً إلى أن الأنظمة الجديدة عززت موقع قوات الأسد مع وصول مئات المقاتلين من جماعة حزب الله في الآونة الأخيرة.
وأضاف: quot;القوات الحكومية لديها رؤية أفضل بكثير لساحة المعركة، كما أنها أصبحت أكثر قدرة على الاستجابة للنيران، فأحياناً تضرب الثوار قبل أن يقوموا بمهاجمتهاquot;.
وأكد قادة الثوار الارتفاع الحاد في عدد طائرات الاستطلاع بدون طيار التي تستخدم لمراقبتهم، فيقول البعض منهم إنهم أسقطوا طائرتين بدون طيار إيرانية الصنع في الأشهر الأربعة الماضية، آخرها منذ ثلاثة أسابيع في حي الغوطة، على مشارف دمشق.
وقال ناطقون باسم الثوار إن الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، وهذا واضح من الكلمات الفارسية التي ظهرت على واحدة منها بعد أن أسقطت بالقرب من الحدود اللبنانية. ومن المعروف أن إيران من الدول المصنعة لهذه الطائرات، وقد سبق أن زودت بها حليفها حزب الله في لبنان.
quot;إننا نشهد طائرات بدون طيار أكثر من أي وقت مضىquot;، قال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر.
الاردنيون يؤكدون
من جهتهم، أكد مسؤولون عسكريون في الأردن، وجود أدلة مباشرة وغير مباشرة على أن الأسلحة والمعدات التي تحصل عليها قوات النظام من روسيا وإيران ترجح كفة الأسد على الثوار.
quot;لدينا معلومات عن أنواع جديدة من الأسلحة التي لم نرَهامن قبلفي سورياquot;، قال الجنرال حسين الزيود، قائد قوات أمن الحدود الأردنية، مضيفاً: quot;رأينا أنواعاً جديدة من المركبات المدرعة، وغيرها من المركبات المستخدمة لتشويش الاتصالات، وأجهزة الرؤية الليلية والأجهزة الحراريةquot;.
اعترفت روسيا وإيران بتزويد سوريا بمجموعة كبيرة من المعدات العسكرية من دبابات ومروحيات، وصولاً إلى الأسلحة الصغيرة والذخيرة، كما أن قرار روسيا بإرسال صواريخ اس-300 المضادة للطائرات إلى سوريا أدى إلى توتر في المنطقة لا سيما بعد تحذيرات الرئيس الأميركي باراك اوباما ومسؤولين إسرائيليين اعتبروا أن هذه الصواريخ تشكل تهديداً على أمن إسرائيل.
رغم ذلك... الحسم لن يتحقق
وعلى الرغم من قدرة القوات السورية على صد تقدم الثوار في بعض المناطق، إلا أن الخبراء في الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط استبعدوا أن تتمكن القوات الحكومية من استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي تخضع لسيطرة الثوار.
وقال مسؤول أميركي إن التقارير الاستخباراتية السرية الآتية من المنطقة تشير إلى أن المساعدة الخارجية للنظام السوري مكنت قوات الأسد من الحصول على بعض المكاسب التكتيكية في الآونة الأخيرة quot;لكن عموماً، هذه القوات فقدت الكثير من قاعدتها منذ بدء النزاعquot;.
قدرات الاتصال والمراقبة المتطورة هي جزء أساسي من النجاحات العسكرية التي أحرزتها قوات الأسد في الأسابيع الأخيرة. ويصف الخبراء هذه التكتيكات الجديدة التي تنتهجها قوات الأسد باسم quot;قواعد القصيرquot;، في إشارة إلى الهجوم العسكري السوري لاستعادة السيطرة على مدينة القصير قرب الحدود الشمالية للبنان.
ينطوي هذا النهج على استخدام القوات النظامية وغير النظامية لعزل وحدات الثوار وقطع حصولهم على الإمدادات والتعزيزات. فالقوات الحكومية تعزل الثوار في منطقة صغيرة ومن ثم تطلق العنان للقصف المكثف لإيقاع خسائر كبيرة قدر الإمكان.
quot;في نهاية المطاف هذه التكتيكات سترهق الثوار وتؤدي إلى مقتل الكثير منهم، مما يترك للآخرين إما الهرب أو الهزيمةquot;، قال الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مضيفاً: quot;أنها حرب على مستوى العمليات، وذلك باستخدام المناورة لتحقيق الأهداف الإستراتيجيةquot;.