توجهت شقيقة أكبر محمدي إلى أوباما باللوم لكونه تخلى عن إيران ولم يساند شعبها، آملة أن تساهم قضية تعذيب وسجن أخيها في إيقاظ ضمير الأميركيين، ومؤكدة أن الشعب الإيراني يحب نظيره الأميركي وأنه حزن لتخلي الولايات المتحدة عن دعمه إثر الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في 2009.


بالتزامن مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية في إيران، والتي يتوقع أن ترافقها زوبعة كبرى على الصعيدين الداخلي والخارجي نظرًا إلى طبيعة الأوضاع الخاصة هناك، أجرت وكالة وورلد نيت دايلي الإخبارية الأميركية مقابلة مع نسرين محمدي، شقيقة المواطن الإيراني أكبر محمدي، الذي سبق أن اعتقلته السلطات الإيرانية لمدة 7 أعوام، ثم عذبته حتى الموت.

وكشفت محمدي خلال هذه المقابلة عن أمور عدة، منها أن الشعب الإيراني يحبّ نظيره الأميركي، وأنهم حزنوا لتخلي إدارة أوباما عن مساعدتهم أثناء التظاهرات التي اندلعت في البلاد لدى إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009 بعد مدة قصيرة من وصول أوباما إلى البيت الأبيض.

تطرقت الوكالة خلال مقابلتها مع نسرين إلى الدعوى القضائية المنظورة حاليًا أمام القضاء ضد السلطات الإيرانية، التي اعتقلت شقيقها لمدة 7 أعوام، ثم عذبته حتى الموت.

أميركا أهملتنا
وفي المقابلة، نوّهت نسرين بالطريقة التي لم يحظَ بها دعم المواطنين الإيرانيين أي اهتمام من جانب إدارة الرئيس أوباما. وأفادت الوكالة بأن تلك القضية، التي تدَّعي فيها نسرين على إيران ونجاد، تطالب بالحصول على تعويض قيمته 387 مليون دولار.

وهو المطلب الذي تقدم به المحامي لاري كلايمان، من منظمة فريدوم ووتش، نيابةً عن أفراد عائلة محمدي. وقال كلايمان في مذكرة له بهذا الخصوص: quot;إيران دولة راعية للإرهاب تقوم بشنّ أعمال إرهابية ضد مواطنيها وكذلك ضد الولايات المتحدةquot;.

وأوضح كلايمان: quot;أن الحبس المنهجي، التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء لهي أمور تستوجب تعويضها بأقصى عقوبة مالية ممكنة. وفي تلك الحالة، أرى أن مبلغًا قدره 300 مليون دولار مبلغ مناسب.. فهو كافٍ لمعاقبة المتهمين، الذين يواصلون حبس وتعذيب وقتل مواطنيهم وغيرهم ممن يعارضون نظام حكمهم حتى اليومquot;.

تعويضات عن آلام شتى
أضاف كلايمان مبالغ مالية أخرى إلى هذا المبلغ، منها 45 مليون دولار عن الأضرار الاقتصادية، 27 مليون دولار عن المعاناة والألم و15 مليون دولار عن الألم النفسي، لتصل بذلك القيمة المطلوب التعويض بها إلى 387 مليون دولار أميركي.

واتهمت الدعوى القضائية المرفوعة من جانب كلايمان نيابةً عن عائلة محمدي كلاً من الرئيس أحمدي نجاد، المرشد الأعلى، الحرس الثوري والجمهورية الإسلامية ككل، بتورّطهم جميعًا في تعذيب أكبر محمدي تعذيبًا شديدًا إلى أن فارق الحياة في الأخير.

أكمل كلايمان حديثه قائلًا: quot;آمل أن تعمل تلك القضية على إيقاظ الأميركيين وغيرهم، وأن تنبههم إلى الطريقة التي تتعامل بها إيران مع العالم المتحضر، لكي يطالبوا حكومتنا بأن تقوم في الأخير بدعم حركة الحرية الإيرانية بالتخلي عن سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الإدارة الأميركية ودعم إسرائيل والتخلص من هؤلاء الملاليين النازيين الجدد وعملائهم، كما اضطرت أن تفعل البلاد من قبل مع أدولف هتلرquot;.

أوباما مع الملاليين!
أما نسرين فأضافت: quot;لم يكن أكبر مجرد ناشط سياسي أو ناشط مهتم بالحريات. وأنا أفتقده اليوم. حيث كُنت قريبة منه للغاية. وما تسعى إليه السلطات الإيرانية الآن هو أن تخفي تلك الفظاعات التي تقوم بارتكابها. وأنا فخورة به، فقد وهب حياته للوطن، وضحّى من أجل الحريات وحقوق الإنسان. وقد قُتِل بموجب التعذيبquot;.

وكشفت نسرين كذلك عن أن القضية ستكشف للعالم عن الإرهابيين الموجودين داخل النظام الإسلامي. وتساءلت quot;أوجّه حديثي إلى الرئيس أوباما: هل أنت معنا أم مع الملاليين؟، نعم.. أنا أعتقد أنه مع الملاليين. فنحن كنا نتوقع مساندته للشعب الإيرانيquot;.