باريس: يتسلم الرئيس فرنسوا هولاند الأربعاء في باريس جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للسلام بحضور أبرز القادة الأفارقة القادمين للتنويه بالعملية العسكرية في مالي، في حين يتصاعد التوتر مجددًا في شمال هذا البلد.
وبعد خمسة اشهر على بداية عملية سرفال في 11 كانون الثاني/يناير يأتي تسعة من ابرز القادة الافارقة بين رؤساء دول وحكومات ليعربوا عن امتنانهم للرئيس الفرنسي، الذي منح الجائزة quot;لمساهمته الكبيرة في السلام والاستقرار في افريقياquot;.
واعلن رئيس الاتحاد الافريقي السابق البينيني توما بوني يايي لفرانس برس قبل الحفل الرسمي quot;لو لم تتدخل فرنسا اين كنا سنكون؟ الله اعلم. لن نقولها بما فيه الكفاية، شكرا فرنسا شكرا شكرا!quot;. غير ان التدخل الفرنسي المدعوم بقوات افريقية، الذي وضع حدا لاحتلال الجماعات الاسلامية المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة شمال مالي، لم يؤد الى استقرار المنطقة.
وتصاعد التوتر مجددا في مالي بين باماكو والحركة الوطنية لتحرير الازواد (طوارق) المتهمة بارتكاب تجاوزات بحق السكان السود في معقلها بكيدال (شمال شرق)، حيث ينتشر الجيش الفرنسي منذ نهاية شباط/فبراير. واعلن الجيش المالي الثلاثاء انه متوجه الى تلك المدينة مغامرًا باثارة مواجهات مع المتمردين الطوارق الرافضين سلطة باماكو، ما قد يعطل الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 تموز/يوليو.
وللمرة الاولى في تاريخها استهدفت النيجر جارة مالي في 23 ايار/مايو باعتداءين انتحاريين تبنتهما حركة اسلامية مسلحة من التي طردت من مالي اثر التدخل الفرنسي.
وسيكون استقرار منطقة الساحل في صلب محادثات فرنسوا هولاند مع شركائه الافارقة حول مائدة الغداء قبل حفل اليونسكو، وافاد مصدر من الرئاسة الفرنسية ان quot;السلام والامن في افريقيا، وخصوصا في منطقة الساحل، سيكون احد الموضوعات الاساسية في المناقشات، قبل انعقاد القمة حول افريقيا في باريس بين السادس والسابع من حزيران/يونيوquot;.
واضاف quot;من اجل الامن في افريقيا سيبحث القادة الافارقة في تعزيز التعاون الاقليمي ومراقبة الحدودquot;، وquot;سيتناولون ايضا اقتراح انشاء قوة رد سريع افريقية، وهو اقتراح اتخذه الاتحاد الافريقي في اخر قمة عقدها في اديس ابابا، ويستحق ان يدعمه المجتمع الدوليquot;.
من بين القادة الافارقة الحاضرين رؤساء ساحل العاج الحسن وتارا وتشاد ادريس ديبي، الذي قاتلت قواته الى جانب القوات الفرنسية في مالي، وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز وبوركينا فاسو بليز كومباوري الوسيط مع الطوارق.
وفي الخطاب الذي سيلقيه في اليونسكو يتوقع ان يشدد الرئيس الفرنسي مجددا على ان يتكفل الافارقة بامنهم بانفسهم، مشددا على ان quot;ليست هناك تنمية بدون أمن، ولا امن بدون تنميةquot;، كما افاد مقربون منه. وتتمثل جائزة فيليكس هوفويت بوانيي (رئيس ساحل العاج الراحل) التي تاسست في 1989، بمبلغ 150 الف دولار سيتبرع به الرئيس هولاند الى الفرع المالي لشبكة السلام والامن للنساء في فضاء سيدياو (المجموعة الاقتصادية في دول غرب افريقيا) وجمعية التضامن والدفاع التي تساعد الجنود الفرنسيين الجرحى وعائلات الجنود القتلى.
وقد منحت الجائزة في السابق الى الرؤساء نيلسون مانديلا وفريدريك لوكريك (1991) واسحق رابين وشيمون بيريز وياسر عرفات (1994) وأخيرًا منظمة quot;امهات ساحة الاول من مايوquot; الارجنتينية (2010).
التعليقات