يبدو أن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس تسير على خطى كونداليزا حيث أعلن اوباما عن تعيينها مستشارة للأمن القومي في إجراء يجعلها الأقرب لتولي منصب وزير الخارجية.


اقتربت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس خطوة أبعد مدى في صلب القرار الأميركي في البيت الأبيض، حيث أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تعيينها مستشارة للامن القومي لتحل محل توم دونيلون الذي يعتزم الاستقالة في تغيير كبير في فريق السياسة الخارجية.
ومثل هذا المنصب المهم في البيت الأبيض يجعل رايس الأقرب لتولي منصب وزير الخارجية على خطى كونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة في عهد جورج دبليو بوش.
كما أعلن اوباما ترشيح سامانتا باور الكاتبة الفائزة بجائزة بوليتزر، وهي مساعدة سابقة في البيت الأبيض وأستاذة في جامعة هارفارد لتخلف رايس كسفيرة واشنطن في الأمم المتحدة.
وتأتي هذه التعيينات العليا في الادارة الاميركية في الوقت الذي تتعامل فيه مع الصراع في سوريا.
ويشار إلى أنه لا توجد علاقة قرابة بين سوزان رايس وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية ومستشارة الامن القومي السابقة، وإنما هو تشابه أسماء.
وكانت رايس المولودة العام 1964 الشخصية المحبذة عند الرئيس الأميركي لتولي منصب وزير الخارجية، لكنها واجهت معارضة قوية من جمهوريين في الكونغرس بسبب تصريحات أدلت بها عقب الهجوم على البعثة الاميركية في بنغازي في ليبيا في 11 سبتمبر/ ايلول عام 2012 والذي ادى الى مقتل أربعة اميركيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.
ومثل هذه المعارضة، إضافة الى رغبة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون احالة نفسها الى التقاعد، جاءت برئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس جون كيري لقيادة الدبلوماسية الاميركية في ظروف صعبة غير مسبوقة.
ولا يتطلب تعيين رايس مستشارة للامن القومي موافقة مجلس الشيوخ الاميركي.
وسحبت رايس التي يضع أوباما ثقة كبيرة فيها اسمها من الترشح لأرفع منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول.
وصرح مسؤول في البيت الابيض بأن دونيلون الذي عمل أكثر من اربع سنوات مستشارًا للامن القومي لاوباما سيترك منصبه اول يوليو/ تموز المقبل.
والى ذلك، فإنه يمكن لخلفية الكاتبة باور المعينة مندوبة لدى الامم المتحدة، كمدافعة عن حقوق الانسان أن تجعلها صوتًا قويًا داخل الادارة الاميركية يطالب بدور أكبر للولايات المتحدة في حماية حقوق الانسان في دول مثل سوريا والصين والسودان.
يشار إلى أن سوزان رايس كانت عضواً في مجلس الأمن الوطني، كما كانت سكرتيرة مساعدة للشؤون الأفريقية خلال الفترة الثانية للرئيس بيل كلنتون.
وتعتبر سوزان رايس المبعوثة الأنثى الثالثة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بعد جين كيركباترك ومادلين أولبرايت.
وهي أيضًا أول امرأة من أصول أفريقية تتقلد هذا المنصب، وهي أول شخص من أصول أفريقية يفعل ذلك بعد أندر يانج ودونالد ماكهنري.
وكانت تمت الموافقة على تقلد سوزان رايس لمنصبها الحالي في الأمم المتحدة من قبل مجلس الشيوخ الأميركي بتصويت بالإجماع في 22 يناير/ كانون الثاني 2009.