واشنطن: يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ في كاليفورنيا الجمعة والسبت لعقد قمة بعيدا عن الرسميات تأمل منها واشنطن ان تشكل انطلاقة لعلاقة ثقة مع زعيم بلد منافس وشريك حتمي للولايات المتحدة.
وستدرج الملفات الراهنة الساخنة، من كوريا الشمالية الى الخلافات التجارية مرورا بالتجسس الالكتروني، على جدول اعمال المناقشات بين الرئيسين التي تجري الجمعة والسبت في رانشو ميراج في كاليفورنيا على مسافة 160 كلم شرق لوس انجليس.
لكن بعد ثلاثة اشهر على وصول شي الى اعلى مناصب السلطة في الصين، فان البيت الابيض لا يراهن على النتائج الآنية لهذا اللقاء بقدر ما يراهن على مفاعيله الطويلة الامد.
وقال مسؤول اميركي كبير هذا الاسبوع ان شي (59 عاما) quot;يبدو شخصا حيويا، منفتحا على النقاش، مستعدا للتحدث مباشرة الى الاميركيين عن مشاغلهم بشكل لم يكن يبديه بعض اسلافهquot;.
وتابع المسؤول طالبا عدم كشف اسمه quot;هناك بالتالي ما يبعث الامل بان يتمكن الرئيسان اوباما وشي انطلاقا من هذه القواعد الجيدة، من التباحث بشكل جوهري وصريح وبناءquot;.
وتحدث افراد في ادارة اوباما في احاديث خاصة عن صعوبة التعاطي مع هو جينتاو سلف شي جينبينغ الذي كان معروفا بتصلبه وقلة عفويته.
وقال جيف بادر المستشار السابق لاوباما في الشؤون الاسيوية والعضو في معهد بروكينغز للدراسات ان شي quot;قيادي صيني مختلفquot; موضحا ان اللقاء مهم اذ انه quot;يؤسس لعلاقةquot; مدعوة للاستمرار لحوالى اربع سنوات.
وقال بادر ان الزعيم الصيني الجديد quot;مرتاح في التفاوض، في الجانب البعيد عن الرسمياتquot; مشيرا الى ان الصينيين وخلافات للعادة لم يتمسكوا بزيارة دولة وما يواكبها من مراسم بروتوكولية لزيارة شي الاولى الى الولايات المتحدة، وهو امر ذو مغزى بنظره.
وكان شي لقي استقبالا حافلا في واشنطن حين زارها مطلع 2012 بصفته نائبا للرئيس وفتح له اوباما ابواب المكتب البيضاوي في اجراء يخص به عادة رؤساء الدول والحكومات.
وبعد ساعات قليلة من تنصيب شي رسميا رئيسا في 14 اذار/مارس اتصل به اوباما ليهنئه ويطرح معه ملفي كوريا الشمالية وامن الانترنت.
وتصدرت هذه المسألة الاخيرة خلال الاشهر الماضية القضايا المطروحة بين البلدين في ظل علاقات متوترة احيانا بين القوتين الاقتصاديتين الاوليين في العالم اللتين تقوم بينهما شراكة تجارية قوية ومنافسة جيوسياسية واقتصادية شديدة.
ووعد البيت الابيض الثلاثاء باجراء quot;مناقشات مباشرة وصريحةquot; بهذا الصدد في وقت تشكو واشنطن من عمليات سرقة واسعة النطاق لمعطيات معلوماتية اميركية حكومية وخاصة تنسبها الى قراصنة ينشطون من الصين.
ونفت بكين ان تكون مصدرا لهذه العمليات مؤكدة انها تعاني من اعمال قرصنة مماثلة وحض الصناعيون الاميركيون اوباما على التشدد حيال نظيره الصيني بهذا الصدد.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، قال بادر ان تصريحات الرئيسين حول كوريا الشمالية ستكون موضع متابعة دقيقة في وقت يبدي الصينيون quot;استياء شديدا جداquot; من موقف بيونغ يانغ العدائي في الاشهر الماضية، على اثر قيامها بتجربة صاروخ وبتجربة نووية ثالثة.
ويلتقي اوباما وشي بعد ظهر الجمعة في مجمع quot;سانيلاندزquot; الذي يستضيف رؤساء اميركيين وضيوفهم منذ عهد دوايت آيزنهاور.
وبعد لقاء ثنائي وتصريحات صحافية، سوف يلتقيان حول مائدة عشاء مساء على ان يستأنفا محادثاتهما صباح السبت. وتجري لقاءاتهما في وقت تخيم موجة حر شديد عل المنطقة حيث من المتوقع ان تصل درجة الحرارة في مدينة رانشو ميراج الى 44 درجة في الظل.