واشنطن: يبدو أن الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ بدآ العلاقة بينهما على اسس ودية خلال عطلة نهاية الاسبوع التي قضياها معا تحت شمس كاليفورنيا، ولكن لا يزال من غير المؤكد ما اذا كان ذلك مؤشرا على إمكانية سد الثغرات العميقة بين الجانبين.
وفي منتجع quot;صني لاندزquot; قدم اوباما لنظيره الصيني مقعدا من الخشب الاحمر هدية، وقام رئيس الصين التي اصبحت من القوى الصاعدة على الساحة العالمية، ورئيس الدولة القوية اوباما بالسير في حديقة المنتجع لمدة 50 دقيقة لم يرافقهما فيها سوى مترجميهما.
ووصف الجانبان القمة غير الرسمية بانها مقدمة لبداية ايجابية بين الرئيسين بعد ان اصبح شي رئيسا جديدا للصين في اذار/مارس.
ورغم ان الحكومتين حرصتا على وصف القمة بانها ناجحة، قال خبراء ان المحادثات سارت بسلاسة على الاقل، وهو امر جيد بالنظر الى الخلافات العديدة بين الجانبين.
وقال كريس جونسون المحلل السابق لشؤون الصين في وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) quot;هل خرج الرجلان كافضل صديقين؟ من الصعب معرفة ذلك - ولكنني اتوقع ان ذلك لم يحدث. ولكنهما يفهمان بعضهما البعض واعتقد ان ذلك مهمquot;.
واضاف انه quot;يبدو ان الرجلين ارادا ان يوحيا انهما يستطيعان العمل معا، واعتقد ان ذلك امر مهم للغايةquot;.
الا ان الزعيمين لم يستطعا التغلب على الخلافات بينما حول امن المعلوماتية. وانتقد اوباما الصين على عمليات القرصنة المفترضة التي اظهرت دراسة جرت مؤخرا انها تكلف الاقتصاد الاميركي مئات مليارات الدولارات بسبب سرقة الملكية الفكرية.
واتفقت الولايات المتحدة والصين على اجراء محادثات لحل الخلافات حول امن المعلوماتية. وتاتي هذه القضية في وقت حرج بالنسبة لاوباما الذي يتعرض لانتقادات في وطنه بسبب معلومات بان حكومته تراقب الرسائل الالكترونية وتسجل المكالمات الهاتفية لاسباب يقال انها امنية.
وفر ادوارد سنودين الذي اعترف بانه سرب تفاصيل عن مراقبة الانترنت، الى هونغ كونغ. وفي حال طالبت الولايات المتحدة بترحيله، فان ذلك سيكون اول اختبار حول مدى استعداد الرئيس الصيني للعمل مع اوباما.
وفي اول مؤشر على التعاون بين الجانبين، قالت واشنطن وبكين انهما ستعملان معا للتخلص التدريجي من الهيدروكربون المشبع بالفلور، الغازات التي تسبب اكبر ضرر للبيئة وتؤدي الى التغير المناخي والتي توجد بشكل أساسي في الثلاجات واجهزة التكييف المصنوعة في الصين.
ولم يكن البيان جديد كلياً، فقد كانت الصين والولايات المتحدة اتفقتا في نيسان/ابريل على التخلص التدريجي في انتاج تلك الغازات مقابل مساعدات دولية، ولكن هذه المرة جاء البيان ليظهر ان القوتين تستطيعان العمل معا.
واعرب النائب الجمهوري في الكونغرس الاميركي كريس سميث الذي يرأس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول حقوق الانسان في المجلس عن خيبة امله من القمة.
وقال ان اوباما الذي اتى على ذكر حقوق الانسان في بيانه الافتتاحي، كان يجب ان يبدأ علاقته مع الرئيس الصيني بالاصرار على الافراج عن نشطاء سجناء ومن بينهم ليو شياوبو الفائز بجائزة نوبل صاحب الكتابات الجريئة عن الاصلاحات.
وقال سميث لوكالة فرانس برس quot;ان اطلاق التصريحات عن حقوق الانسان ليس فعالا، وهذه هي الطريقة التي تفهمها بها الصينquot;.
وقال مساعدو الرئيس الاميركي انه ونظيره الصيني تحدثا مطولا عن قضايا تسبب في الانقسام بين البلدين ومن بينها كوريا الشمالية والتوتر المتصاعد بين الصين واليابان، حليفة واشطن، في بحر الصين الشرقي.
واثار شي، الذي يعتبر اكثر ثقة من نظيره غير المرن السابق هو جينتاو، فكرته لخلق quot;نوع جديد من العلاقات العظيمة بين القوىquot;.
وينظر الى هذا الشعار رغم غموضه، على انه دعوة للصين والولايات لتجنب النزاع الذي شاب العلاقات بين القوى الناشئة والقوى المتطورة.
وقالت أ.غرير ميسلز من مركز وودرو ويلسون للمفكرين العالميين انه يمكن اعتبار القمة ناجحة لمجرد انها انتهت دون مشاكل ولم تشهد مشاكل شابت العديد من القمم السابقة بين الدولتين.
ورات ميسلز ان المحادثات اظهرت ان الزعيمين quot;ياخذان هذه العلاقة على محمل الجد وربما اصبحا يدركان ان الامور توترت مؤخرا .. ولكن هذه هي مجرد خطوة اولى، واعتقد انه من المبكر معرفة ما اذا كانت القمة ستؤدي الى زخم جديد أو إلى اثار ايجابية اضافيةquot;.
التعليقات