توفرت لدى (إيلاف) معلومات كشفت أن حظراً جوياً، وكذلك الإعلان عن منطقة عازلة في جنوب سوريا، صار أمراً وشيك القرار لدى العواصم الغربية، خاصة واشنطن ولندن وباريس، وحلفاء عرب هم السعودية والأردن والإمارات.

نصر المجالي من عمّان: وصلت نذر المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى حد لا يمكن ضبط إيقاعه مع تصاعد التوتر ميدانياً في سوريا لتأخذ المواجهة شكلاً علنياً ينذر بـ (حرب حقيقية) على الساحة السورية بتدخل من أطراف دولية فاعلة مع الإعلان عن ظهور أدلة جديدة على تزايد الدعم الأجنبي للمعارضة السورية المسلحة بعد أن قرر أوباما الاسبوع الماضي تسليحها، بينما أعلنت روسيا رفضها لفرض منطقة حظر طيران في سوريا واعتبرت أن مثل هذه المناطق مخالفة للقانون الدولي.

وعلى هامش قمة الثماني التي تختم اجتماعاتها في منتجع لوخ ايرن في إيرلندا الشمالية، تناقضت مواقف الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، وأقرّ اوباما أنه وبوتين لديهما quot;رؤيتان مختلفتانquot;لكنهما متفقان على ضرورة خفض العنف في سوريا.

وكانت محادثات مماثلة مع رئيس الحكومة البريطانية في لندن قبل انعقاد القمة كشفت عن اختلافات كبيرة بين الجانبين وخاصة لجهة تسليح المعارضة السورية.

وهذا تزامن مع معلومات توفرت لدى (إيلاف) كشفت أن حظراً جوياً وكذلك الإعلان عن منطقة عازلة في جنوب سوريا صار أمراً وشيك القرار لدى العواصم الغربية، خاصة واشنطن ولندن وباريس، وحلفاء عرب هم السعودية والأردن والإمارات.

صواريخ بيد المعارضة

والتطور الأبرز، هو ما نقلته وكالة (رويترز) عمن وصفته بمصدر خليجي قوله إن السعودية بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات quot;على نطاق صغيرquot; منذ نحو شهرين.

وقال المصدر إن الصواريخ تطلق من الكتف وتم الحصول على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا. وأشار إلى أن فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى سوريا.

وكانت تلك الصواريخ على رأس قائمة الأسلحة التي طلبها قائد الجيش السوري الحر سليم إدريس.

وطالما توخى الغرب الحذر خشية سقوط تلك الأسلحة في أيدي الارهابيين واستخدامها في اسقاط طائرات مدنية. وتشعر إسرائيل بالقلق بشكل خاص من توزيع مثل تلك الأسلحة في الشرق الأوسط.

وقال المصدر الخليجي إنه تم الحصول على الصواريخ من موردين في فرنسا وبلجيكا وإن فرنسا دفعت تكلفة شحنها إلى المنطقة، وتقول فرنسا إنها لم تقرر حتى الآن تسليح المعارضة لكن الاتحاد الأوروبي اسقط بدءًا من هذا الشهر حظر الأسلحة الذي كان يفرضه على سوريا.

وقالت مصادر بالمعارضة في حلب إن السعودية زودت المعارضين أيضًا بما لا يقل عن 50 صاروخًا مضادًا للدبابات روسي الصنع من طراز كونكورس خلال الأيام القليلة الماضية.

ووصلت الأسلحة إلى المعارضين الذين يقاتلون طابورًا حكوميًا عند بلدة معرة الأرتيق شمالي حلب، والتي شهدت معركة كبرى في الأيام الاخيرة.

وتقول دول غربية إن مساعدة قوات المعارضة في الميدان ضرورية لاعادة التوازن العسكري بعد مكاسب الأسد في الفترة الاخيرة. وكان الغرب يقدم في السابق مساعدات quot;غير مميتةquot;.

إدريس رجل المرحلة

وتشكو المعارضة السورية المسلحة من عدم قدرتها على مواجهة الطيران الحربي السوري، وتسعى للحصول على أسلحة متطورة تمكنها من الصمود أمام هجمات الجيش السوري.

وأوضح المصدر الخليجي أن الصواريخ تصل إلى اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر. ويعتقد المصدر الخليجي أن السعودية ترى في إدريس quot;رجل المرحلةquot; في المعارضة السورية.

وتقود السعودية وقطر مساعي تسليح المعارضة السورية. وتقولان إن هذا التسليح ضروري لتقليل أعداد القتلى المدنيين. وتنتقد الدولتان ، ومعهما الدول الكبرى، صادرات السلاح الروسية للحكومة السورية.

تصريحات أوباما

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش فعاليات قمة مجموعة quot;الثمانيquot; أنه أوكل إدارته باتخاذ الإجراءات للتحضير للمؤتمر الدولي الثاني حول سوريا.

وقال أوباما:quot;في ما يتعلق بالشأن السوري، فلا تزال وجهات النظر مختلفة إلى حد ما، وعلى الرغم من هذا الاختلاف نملك اهتمامًا واحدًا، وهو وضع حد للعنف الموجود في سوريا، كما أننا مهتمان على حد سواء بضمان منع استخدام السلاح الكيميائي في البلادquot;.

وأضاف أوباما :quot;ننوي توكيل الفريقين الروسي والأميركي العمل على تنظيم الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيفquot;.

من جهته صرح بوتين بأن اختلاف وجهات النظر لدى الطرفين إزاء الأزمة السورية لا يزال موجودًا، مشددًا على وجود هدف مشترك وهو وقف العنف في البلاد.

وقال بوتين:quot; اتفقنا على دفع أطراف الأزمة السورية الى الجلوس حول طاولة المفاوضات خلال المؤتمر الدولي في جنيفquot;. وأضاف أنه quot;في بعض الأمور تختلف مواقفنا ولكننا متحدون في السعي الى وقف العنف وحل المشكلة بالطرق السلمية بما فيه عبر المفاوضات ومن ضمنها المؤتمر الدولي حول سوريا quot;.

وأضاف بوتين أن موسكو وواشنطن تتمتعان بإمكانية السير قدمًا في اتجاهات quot;حساسةquot;. وقال: إن البلدين لا يتراجعان عن إمكانية عقد مؤتمر quot;جنيف 2quot;.

ويشار إلى أن اللقاء بين الرئيسين الروسي والأميركي استمر لمدة ساعتين تقريبًا متخطيًا الوقت الذي حدد سابقًا له، والذي قدر بحوالي الساعة.

وشارك في محادثات الرئيسين عن الجانب الروسي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس للشؤون الدولية يوري أوشاكوف، وعن الجانب الأميركي كل من مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي توم دونيلون، ومدير مجلس الأمن القومي ايليس ويلس.

رفض حظر الطيران

على صعيد متصل، قال الكسندر لوكاشفيتش، المتحدث باسم الخارجية الروسية الاثنين quot;كل هذه المناورات بشأن مناطق حظر للطيران وممرات إنسانية نتيجة مباشرة لعدم احترام القانون الدولي.quot; وقال لوكاشيفيتش quot;لن نسمح بهذا السيناريوquot;.

سبقت هذه التصريحات بوتين وأوباما، وأضاف لوكاشيفيتش أن روسيا لا تريد سيناريو في سوريا مشابهًا للأحداث في ليبيا بعد فرض منطقة حظر للطيران مكنت طائرات حلف شمال الأطلسيquot; ناتوquot; من مساعدة مقاتلي المعارضة الذين أطاحوا بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وتتمتع روسيا بحق النقض quot;الفيتوquot; في مجلس الأمن الدولي، ما يجعل تمرير أي قرار دولي بإقامة منطقة حظر طيران في سوريا مستحيلاً دون موافقة موسكو.

مسؤول بريطاني: الغرب مستعد لعزل روسيا

قال مسؤولون بريطانيون الاثنين إن القادة المجتمعين في قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية قد يوقعون اعلاناً حول سوريا في ختام اعمالهم الثلاثاء من دون روسيا بسبب الخلافات العميقة بين موسكو والغرب.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين، حسب وكالة الأنباء الفرنسية،إن البيان سيتناول خمس نقاط: ايصال المساعدات الانسانية داخل سوريا، مكافحة التطرف، رفض استخدام الاسلحة الكيميائية، مرحلة انتقالية ديمقراطية وفق المثال الليبي، واقامة سلطة تنفيذية.

واضاف أحد المسؤولين أن الاعلان quot;سيتيح فهم مدى استعداد روسيا الى الالتزام داخل منظمة دولية (مثل مجموعة الثماني) حول سورياquot;.

وعليه، فقد لا يحمل البيان سوى توقيع ستة من رؤساء دول وحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وايطاليا وكندا.

وابرزت مناقشات اليوم الاول من القمة الخلافات العميقة بين هذه الدول وروسيا بقيادة فلاديمير بوتين والحليف الرئيسي لنظام بشار الاسد.