تواصلت المشاورات بين عواصم غربية عشية قمة الثماني أو ما يعرف بـquot;مجموعة لندن 11quot; حول ما يمكن تقديمه إلى المعارضة السورية من مساعدات تسليحية، وسط تساؤلت عن جدوى مثل هذا القرار تزامنًا مع غياب إقامة فرض حظر جوي، حيث لمحت الإدارة الأميركية إلى صعوبته وتكاليفه الباهظة.


نصر المجالي: سيكون النزاع السوري محور قمة لقادة دول مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، وبينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إيرلندا الشمالية في الأسبوع المقبل.

ومع تأكيدات البيت الأبيض بأن نظام بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية، ورفض دمشق لهذه التأكيدات، معتبرة أنها quot;مزاعمquot; قالت موسكو إن قرار الولايات المتحدة تسليم المعارضة مساعدة عسكرية يمكن أن يضرّ بالجهود الدولية لإنهاء النزاع.

وأعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس باراك أوباما سيبحث كيفية مساعدة سوريا على إيجاد سبيل لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين خلال مؤتمر قمة الثماني، المقرر عقده في إيرلندا الشمالية خلال الأسبوع المقبل.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي إن البيت الأبيض أعلن الخميس أنه سيقدم المزيد من الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية، التي تقاتل الرئيس بشار الأسد، بعدما توصل إلى أدلة مؤكدة عن استخدام القوات الحكومية أسلحة كيماوية في الحرب.

منطقة الحظر الجوي
قال البيت الأبيض يوم الجمعة إن إقامة منطقة حظر طيران في سوريا ستكون أصعب بكثير وأكثر تكلفة مما كانت عليه الحال في ليبيا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ليست لها مصلحة وطنية في المضي في هذا الخيار. وقال بن رودس نائب مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي quot;نشعر بأن أفضل مسار للعمل هو محاولة تعزيز معارضة معتدلةquot;.

وأضاف إن الولايات المتحدة لا ترغب في إرسال قوات أميركية أو quot;جنود على الأرضquot; في سوريا، وقال إن فرض منطقة حظر طيران على البلاد قد يستلزم تدخلًا عسكريًا أميركيًا مكثفًا غير محدد المدة.

الاتحاد الأوروبي
من جهته، صرح ناطق باسم الاتحاد الأوروبي الجمعة أن إعلان الولايات المتحدة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية يجعل quot;أكثر أهميةquot; إرسال بعثة للتحقق من الأمم المتحدة إلى هذا البلد.

وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون quot;أبلغنا بقلق كبير ببيان الولايات المتحدة (...) هذا التقرير يضاف إلى غيره، ويجعله أكثر أهمية نشر بعثة للأمم المتحدة في سوريا للتحقيق في هذه الإدعاءاتquot;.

وأوضح الناطق quot;في الوقت نفسه مثل هذه التطورات تعزز أهمية حل سياسي للأزمة، ويفترض كما نأمل، أن تسرع جهود الأسرة الدوليةquot; للتوصل إليه. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن بيان واشنطن quot;تمت صياغته بعنايةquot;، ولا يوضح طبيعة الدعم العسكري الذي تنوي الولايات المتحدة تقديمه إلى المقاتلين.

روسيا تحذر
إلى ذلك، رأت روسيا الجمعة أن اتهامات الولايات المتحدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية quot;غير مقنعةquot;، وحذرت واشنطن من تكرار الخطأ الذي ارتكبته بغزوها العراق، بعد اتهامات كاذبة لصدام حسين بامتلاك أسلحة للدمار الشامل.

ورأى المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري أوشاكوف أن قرار الولايات المتحدة تسليم المعارضة مساعدة عسكرية يمكن أن يضرّ بالجهود الدولية لإنهاء النزاع الذي أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى. وقال أوشاكوف إن مسؤولين أميركيين قدموا أخيرًا معلومات لروسيا حول استخدام أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة من قبل نظام الرئيس بشار الأسد.

وتابع أوشاكوف quot;نقول ذلك بوضوح: ما قدمه الأميركيون يبدو لنا غير مقنعquot;، مؤكدًا في الوقت نفسه أن قرارًا أميركيًا بزيادة المساعدة للمسلحين quot;سيعقدquot; جهود السلام. وأضاف إن quot;طبيعة هذه المعلومات لا يمكن أن تكشف بالطبع. لكنني أكرر أن هذا ليس مقنعًاquot;.

دمشق ترفض الاتهامات
وردت دمشق، الجمعة على الاتهام الأميركي لنظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيمياوية في النزاع المستمر منذ أكثر من عاملين، قائلة إنه اتهام quot;حافل بالأكاذيبquot;، ويستند إلى quot;معلومات ملفقةquot;، بحسب ما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

وقال المصدر quot;أصدر البيت الأبيض الأميركي بيانًا حافلًا بالأكاذيب حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وذلك بالاستناد إلى معلومات مفبركة، سعت إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحةquot;، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

وأضاف إن هذا الاتهام يأتي quot;بعد تواتر التقارير التي أكدت امتلاك المجموعات الإرهابية المتطرفة الناشطة في سوريا (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) مواد كيميائية قاتلة والتكنولوجيا اللازمة لإنتاجها وتهريبها من بعض دول الجوارquot;.

وفي الأخير، اعتبر المصدر في الخارجية السورية أن قرار واشنطن quot;يعكس تورطها المباشر في سفك دماء الشعب السوري، ويثير تساؤلات جدية حول صدق نواياها في المساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورياquot;، في إشارة إلى استعدادات دولية تبذلها واشنطن وموسكو للتحضير لمؤتمر دولي سعيًا إلى حل الأزمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.