حذّر وزير الخارجية البريطاني من احتمال بقاء جوليان أسانج في سفارة الاكوادور حتى العام 2022، أي حتى سقوط طلب تسليمه بالتقادم الزمني، ما قد يكلف بريطانيا نحو 40 مليون جنيه إسترليني.


حذّر ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، من أن مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، قد يظل مقيمًا بسفارة الإكوادور في بريطانيا حتى العام 2022، حين ينتهي قانون التقادم على طلب تسليمه.
وأشارت صحيفة دايلي ميل البريطانية إلى أن تلك الفرضية تعني أن أسانج، الذي يواجه أيضًا تهمًا متعلقةً بالاغتصاب، قد يُكبِّد البلاد فاتورة تقدر قيمتها بـ 40 مليون جنيهإسترليني لتغطية تكاليف فريق الضباط المنوط بحماية سفارة الإكوادور ليلًا ونهارًا.
ونوّهت الصحيفة بأن تكلفة الحراسة التي توفرها بريطانيا لأسانج قد ألقت بظلالها يوم أمس على المحادثات التي كان يجريها هيغ مع نظيره الإكوادوري ريكاردو بانتينو. وقد اتفقت الحكومتان على إنشاء مجموعة عمل لمناقشة القضية وتداعياتها، لكنّ مسؤولي وايتهول أوضحوا أنه لا يوجد ما يدل على نهاية حالة الجمود التي تسيطر بهذا الشكل على قضية أسانج منذ بدايتها وحتى الآن.
الاكوادور صامدة
قال دبلوماسيون إن الإكوادور لن تتراجع عن موقفها المؤيد لضرورة منح أسانج حرية الذهاب لأميركا الجنوبية. وهو أمر غير مقبول بالنسبة لبريطانيا، حيث ينص القانون على ضرورة أن يتم إرسال أسانج إلى السويد لاستجوابه في تهمة الاغتصاب. وأكد مصدر رفيع المستوى أن المسؤولين محبطون لعدم رغبة الإكوادور في التزحزح من مكانها. وأضاف: quot;يقول أسانج إنه مستعد للبقاء خمسة أعوام، لكن قانون التقادم على طلب التسليم عشرة أعوام، ولذلك سيظل مسؤولو السفارة منوطين باستضافته تسعة أعوام أخرىquot;.
وأكمل هذا المصدر حديثه بالقول: quot;نتبادل وجهات النظر بشكل مستمر، لكنهم لم يأتوا بأي جديد على الطاولة، ولم تغيّر الإكوادور موقفهاquot;.
وأوضح بانتينو من جانبه أنه تحدث مع أسانج حتى الرابعة من صباح يوم أمس، وأنه كان في حالة معنوية رائعة. وتابع: quot;آمل ألا يتقدم السن بأسانج ويموت في سفارتنا، لكننا نعمل من خلال تلك القضية على الدفاع عن حقوق الإنسانquot;.
الحرية والمبادئ
كان أسانج، الذي يخشى أنصاره من أن يتم تسليمه للولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة تسريب البرقيات الدبلوماسية الحساسة، قد دخل السفارة الإكوادورية في لندن في 19 حزيران (يونيو) العام الماضي. وتم نشر طاقم شرطي خارج السفارة بكلفة قدرها 11 ألف إسترليني يوميًا، تحسبًا لاحتمالية هربه، غير أن أسانج لم يُظهر أي إشارات دالة على رغبته في الهرب ومغادرة السفارة.
ونقلت الصحيفة عن أحد زواره أخيرًا: quot;لقد انطفأت شمعته، وبدا هزيلًا ونحيلًا للغاية، وبدا من الواضح كذلك أنه لم يتعرض لضوء الشمس منذ مدة طويلة. وإن سألته عن سر بقائه هناك، سيغمغم لك بكلمات تتعلق بالحرية وبمبادئهquot;.
والتقطت صور لأسانج وهو يصافح بالأيدي وزير الخارجية الإكوادوري من إحدى نوافذ السفارة، ليحيي حشداً من مؤيديه تجمعوا أمام مقر السفارة لمؤازرته. وقال أسانج عقب مقابلته بانتينو: quot;ظروفي صعبة، لكنّ الموظفين بالسفارة يتعاملون معي بطيبة ويساندونني، بغض النظر عن كل ما يدور في الخارج، وقد أكد لي السيد بانتينو استمرار تعهد بلاده بتقديم الدعم اللازم لي وكذلك توفير الحماية التي أحتاجهاquot;.