فيما تصاعدت عمليات العنف والاغتيال والاستهداف قبيل ساعات من موعد انتخابات الحكومات المحلية في محافظتي نينوى والأنبار العراقيتين غدًا الخميس، حيث يحق لحوالى مليوني ناخب الإدلاء بأصواتهم فيها، فقد اضطرت القيادات الأمنية فيهما إلى فرض حظر للتجوال على المركبات والدراجات وعربات السحب بأنواعها حتى يوم الجمعة المقبل، فيما منحت الحكومة المواطنين عطلة رسمية لتسهيل إدلائهم بأصواتهم.


أسامة مهدي: قررت قيادة عمليات نينوى الشمالية اليوم فرض حظر التجوال على سير المركبات في أنحاء المحافظة ابتداء من الساعة السادسة من مساء اليوم وحتى السابعة من صباح الجمعة المقبل، بعد الانتهاء من الانتخابات. وأوضحت القيادة في بيان صحافي أن الحظر يشمل المركبات والدراجات وعربات السحب بأنواعها.

عنف وحظر للتجوال
من جانبها أعلنت قيادة عمليات محافظة الأنبار الغربية فرض حظر للتجوال على سير العجلات والدراجات وعربات الدفع من الساعة الخامسة من فجر غد الخميس وحتى الثامنة من مساء غد بعد الانتهاء من عملية الاقتراع.

جاء ذلك إثر تصاعد العنف الذي تشهده المحافظات خلال الساعات الأخيرة، حيث قتل الشيخ أحمد الرماح رئيس كتلة العراق الموحد المؤيدة لرئيس الوزراء نوري المالكي مع أربعة من أبنائه وأشقائه، فيما جرح ستة آخرون بتفجير انتحاري داخل حديقة منزل شقيقه في جنوب الموصل. فقد هاجم انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا منزل الرماح، وفجّر نفسه داخل الحديقة.

وفي ناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد، فقد قتل ستة أشخاص، بينهم مهندس كهرباء في هجوم مزدوج استهدف منزل النائب السابق في البرلمان العراقي وسام سامي البياتي عن جبهة الحوار الوطني بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وسط الناحية.

كما نجا النائب عن جبهة الحوار الوطني فلاح حسن زيدان من محاولة اغتيال في جنوب الموصل إثر انفجار عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور موكب زيدان في ناحية القيارة، ما ألحق أضرارًا مادية بإحدى عجلات الموكب.

على الصعيد نفسه، فقد نجا آمر فوج طوارئ شرطة جنوب الموصل العقيد عبد طويبة من محاولة اغتيال بتفجير استهدف موكبه جنوب الموصل، حيث إن عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق انفجرت مستهدفة موكب آمر الفوج لدى مروره في إحدى القرى، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد حمايته بجروح طفيفة من دون أن يصاب هو بأذى، لكن أضرارًا مادية لحقت بعدد من مركبات الموكب.

مليونا ناخب و1232 مرشحا يتنافسون على 69 مقعدًا
وقد أكدت مفوضية الانتخابات في نينوى والأنبار جاهزيتها لإجراء انتخابات مجلسي المحافظتين غدًا الخميس، حيث يحق لحوالى مليوني مواطن المشاركة فيهما. وقالت إنها هيّأت جميع الأمور لإنجاح العملية الانتخابية وبإشراف القوات الأمنية والعسكرية في عموم المحافظتين.

وقد دخلت المحافظتان في السابعة من صباح اليوم الأربعاء الصمت الإعلامي للحملة الدعائية الخاصة بالمرشحين المشاركين في الانتخابات غدًا الخميس.

وقال رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي إن عدد الائتلافات السياسية المشاركة فيها يبلغ في انتخابات الأنبار 17 ائتلافاً، يمثلها 547 مرشحاً، فيما يبلغ عدد الائتلافات في نينوى 28 ائتلافًا يمثلها 685 مرشحاً. أما عدد الناخبين المسجلين والمشمولين بالاقتراع العام في كلا المحافظتين فبلغ مليونين و200 ألف ناخب.

ففي محافظة الأنبار يتنافس 567 مرشحًا، بينهم 149 امرأة، لشغل 30 مقعدًا في مجلس المحافظة، بزيادة ثلاثة مقاعد عن المجلس الحالي المنتهية ولايته. وقال رئيس مكتب مفوضية الانتخابات في الأنبار خالد الكحلي إن مفوضية الانتخابات أكملت جميع الاستعدادات لعملية التصويت ومحطات الاقتراع، وستتم حماية مراكز الانتخابات والناخبين من قبل القوات الأمنية بشكل كامل.

وبلغ عدد المراقبين للانتخابات من الكيانات السياسية 35782 شخصا لمراقبة الانتخابات وعد وفرز الأصوات.. فيما بلغ عدد ممثلي منظمات المجتمع المدني المسجلين لدى المفوضية المستقلة العليا للانتخابات 8877 مراقبا، سيغطون معظم مراكز ومحطات الاقتراع في المحافظة.

يذكر أن التصويت الخاص لأفراد الأجهزة الأمنية في الأنبار جرى الاثنين الماضي، وبلغت نسبة المشاركة فيه 53 % من مجموع 34586 عنصرا أمنيا يحق لهم المشاركة. ويحق لأكثر من 800 ألف ناخب في الأنبار الإدلاء بأصواتهم يوم غد في مراكز الاقتراع المسجلين فيها في عموم المحافظة الغربية.

أما في نينوى فقد أوضح مدير مكتب المفوضية محمد هاني أن عدد مراكز التسجيل يبلغ 140 مركزًا، وعدد الناخبين في عموم المحافظة يصل إلى نحو مليون و800 ألف ناخب تقريبًا، من بينهم 25 ناخبًا فقط من المهجرين.

وقالت المفوضية إن 685 مرشحا، بينهم 168 امرأة، يتنافسون على 39 مقعدًا لأعضاء مجلس المحافظة، فيما يبلغ عدد الناخبين مليون و800 ألف ناخب من بين سكان المحافظة، البالغ عددهم 3.353.875 نسمة. وهناك ثلاثة مقاعد مخصصة للأقليات الأيزيدية والشبكية والمسيحية. وأوضح أن عدد الكيانات والائتلافات المشاركة في انتخابات المحافظة بلغ 18 ائتلافاً وعشرة كيانات فضلًا عن ستة فردية.

وقبيل الانتخابات بيومين فقد وجّه قادة قوائم انتخابية نداءات إلى الناخبين، حيث حذر رئيس مجلس النواب رئيس قائمة quot;متحدونquot; أسامة النجيفي من انتخاب الداعين إلى عسكرة المدن والباحثين عن مصالحهم الخاصة ورئيس قائمة العراقية الموحدة أياد علاوي من الجهويين والطائفيين وصالح المطلك رئيس قائمة العراقية العربية نائب رئيس الوزراء من أصحاب مشاريع التقسيم.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت إثر اجتماع عقدته أخيرًا موافقتها على مقترح مفوضية الانتخابات بتحديد يوم 20 من الشهر الحالي موعداً لإجراء إنتخابات مجلس محافظتي نينوى والأنبار بدلًا من الرابع من الشهر المقبل، الذي كان مقترحًا من قبلها.

يذكر أن 12 محافظة عراقية قد شهدت في 20 من نيسان (إبريل) الماضي انتخابات حكوماتها المحلية من بين محافظات البلاد الثماني عشرة، حيث شارك فيها 6 ملايين ونصف مليون ناخب من بين 13 مليون ناخب يحق لهم التصويت. وشكلت نسبة المقترعين فيها 51 في المئة، بحسب مفوضية الانتخابات، على الرغم من تأكيد منظمات مراقبة مستقلة أن المشاركة لم تتعدَّ 47 في المئة.

وكانت قيادة عمليات الأنبار قد أعلنت الأربعاء الماضي أن قطعات عسكرية تحركت إلى الحدود العراقية الأردنية السورية لتأمين انتخابات محافظتي الأنبار ونينوى ومنع عمليات التسلل لإفشالها.