موسكو: افادت وكالات الانباء الروسية الاحد نقلا عن مصدر في شركة الطيران ايروفلوت ان المستشار السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن الذي غادر هونغ كونغ إلى موسكو، سينتقل من العاصمة الروسية إلى كراكاس عن طريق هافانا.

وقال المصدر بحسب وكالة ايتار تاس ان quot;راكبا يحمل هذا الاسم سيصل اليوم إلى موسكو عبر الرحلة اس يو 213 اتيا من هونغ كونغ، وغدا في 24 حزيران (يونيو) سيسافر على متن الرحلة اس يو 150 إلى هافانا وفي اليوم نفسه سيغادر هافانا إلى كراكاس عبر رحلة محليةquot;.

وكان سنودن اكد في وثائق كشفها لصحيفة الغارديان ان اجهزة الاستخبارات البريطانية تستطيع الدخول إلى كابلات للالياف البصرية مما يجعلها من الجهات الفاعلة في مراقبة الاتصالات العالمية، في معلومات اثارت استياء المدافعين عن الحريات الفردية.

وقال المستشار السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) المتهم بتسريب معلومات عن برامج مراقبة اميركية على الاتصالات، ان هذه الظاهرة quot;ليست مشكلة اميركية فحسبquot;. واضاف ان quot;بريطانيا تلعب دورا اساسياquot;، موضحا ان البريطانيين quot;اسوأ من الاميركيينquot;، في اشارة إلى مركز الاتصالات التابع للحكومة البريطانية وهو جهاز التنصت البريطاني.

لكن مركز الاتصالات البريطاني اكد انه يحترم القانون quot;بدقةquot;. وقالت ناطقة باسم هذه الهيئة المتمركزة في شيلتنهام وسط بريطانيا quot;لا نعلق على القضايا التي تطال الاستخبارات. وكالات الاستخبارات تواصل التحرك محترمة اطارا قانونيا صارماquot;.

وقالت وزيرة العدل الالمانية سابين لويتهويسر شنارنبرغر انه اذا كانت الاتهامات بالتجسس الموجهة لبريطانيا صحيحة، فان ذلك سيكون quot;كارثةquot;. ووصفت الوضع بانه quot;كابوس على طريقة هوليوودquot;. وتابعت ان quot;المؤسسات الاوروبية يجب ان تلقي الضوء على هذه القضية فوراquot;.

وقالت الصحيفة البريطانية ان مركز الاتصالات البريطاني حصل على امكانية متابعة كابلات الالياف البصرية العابرة للاطلسي التي تسمح بمرور الانترنت والاتصالات الهاتفية quot;عبر اتفاقات سريةquot; مع شركات خاصة وتقاسم المعطيات التي تجمعها وكالة الامن القومي الاميركية.

وتابعت ان المعطيات التي تجمع يمكن ان تخزن ثلاثين يوما بهدف تحليلها من قبل الهيئة في اطار عملية تحمل اسم quot;تمبوراquot; بدأت قبل 18 شهرا. وقال مدير اللجنة البرلمانية المكلفة الامن والاستخبارات مالكولم ريفكيند انه ينتظر الحصول على رد من جانب مركز الاتصالات بشأن هذه القضية في الايام المقبلة.

وقال للبي بي سي ان quot;المسألة الاساسية ليست معرفة كمية المعطيات التي يمكن جمعها بل بما يمكنه الحصول عليه وما اذا كان ذلك تدخلا في الحياة الخاصة للمواطنينquot;. وتابع ان اللجنة يمكن ان تطلب بناء على هذا الرد الاستماع لمدير المركز مباشرة وتدرس quot;كل وثيقة يمكنها كشف الوضع بشكل واضحquot;.

ورأت المعارضة العمالية ان معلومات الصحيفة تؤكد quot;ضرورة العمل على هذه القضية المرتبطة بالامن والاستخبار بسرعةquot;. من جهتهم، عبر ناشطون مدافعون عن حماية الحياة الخاصة عن قلقهم من هذه المعلومات.

وقال مدير جمعية بينغ براذر ووتش نيك بايكس quot;اذا كان مركز الاتصالات البريطاني اعترض عددا كبيرا من اتصالات اشخاص ابرياء في اطار عملية واسعة، فلا اعتقد ان ذلك ينطبق على الاجراءات التي تنص على الحصول على تصريح (حكومي) لاعتراض اي اتصال فرديquot;.

واضاف quot;يجب معالجة هذه المشكلة بسرعةquot;. وقالت شامي شاكرابرتي مديرة ليبرتي وهي منظمة اخرى للدفاع عن الحريات الفردية انها quot;صدمت لكنها لم تفاجأquot; بمعولمات الغادريان، متهمة مركز الاتصالات البريطاني quot;بتفسير ملتو للقانونquot;.

واضافت في تصريحات للبي بي سي quot;انهم يستغلون حقيقة ان الانترنت دولية بطبيعتهاquot;. وقالت الصحيفة ان المعطيات التي جمعها مركز الاتصالات البريطاني تشمل تسجيلات اتصالات هاتفية ومضامين رسائل الكترونية ورسائل على فيسبوك وتاريخ نشاطات مستخدمين للانترنت على الشبكة.

وكشفت الوثائق التي اطلعت عليها الغارديان ان الوكالة البريطانية اخترقت في 2012 اكثر من مئتي كابل وكانت قادرة على معالجة عدد قد يصل إلى 600 مليون من الاتصالات الهاتفية يوميا.

واوضحت الصحيفة ان الجزأين الاساسيين من برنامج المراقبة الذي يطبقه المركز البريطاني هما quot;التحكم بالانترنتquot; (ماستيرينغ ذي انترنت) وquot;استغلال الاتصالات العالميةquot; (غلوبال تيليكوم اكسبلوتيشن) ويجريان حسب الغارديان quot;بدون ان يكون للجمهور اي علم بهما او ان يجري اي نقاش بشأنهماquot;.