عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القدس لإجراء جولة ثانية من المحادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامن نتانياهو، الذي كان حادثه لأربع ساعات مساء أمس. ويلاحظ أن كيري يتحرّك ما بين عمّان والقدس عبر موكب برّي.


نصر المجالي: في خطواته من أجل تكثيف جهوده الدبلوماسية المكوكية في الشرق الأوسط في سبيل إقناع الفلسطينيين باستئناف مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل، التي توقفت بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، التقى كيري في عمّان الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي جولته الخامسة من نوعها، يدرك كيري، الذي يرفض تحديد موعد نهائي، يدرك تمامًا المخاطر التي تترتب على عدم إحراز أي تقدم بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، وخصوصًا إمكانية قيام الرئيس عباس بحشد الرأي العام الدولي ضد إسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان كيري صرح قائلًا: quot;نحن بحاجة، قبل حلول أيلول/ سبتمبر، وبوقت طويل، إلى إظهار نوع من التقدم بطريقة ما، لأنني لا أعتقد أن لدينا متسعًا من الوقتquot;. وأضاف إن quot;الأمر ملحّ، لأن الوقت عدو لعملية السلام، ومرور الوقت قد يسمح لأناس لا يرغبون في تحقيق شيء بملء الفراغquot;.

كما يحاول وزير الخارجية الأميركي تسريع وتيرة العمل لإيجاد الأرضية المشتركة لاستئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ العام 2010، بالرغم من أن كيري يصوّر دوره على أنه مجرد تقويم لشروط الجانبين لتحقيق السلام. وقال كيري لعباس في عمّان مشيرًا إلى محادثاته مساء الخميس مع نتنياهو quot;عقدنا اجتماعًا طويلًا وجيدًا... سنعود إلى هناكquot;.

نزاع المستوطنات
وانهارت المفاوضات المباشرة في أواخر 2010 بسبب نزاع على المستوطنات، التي تشيّدها إسرائيل على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها.

وأصرّ عباس على وقف البناء في المستوطنات، التي تعتبرها القوى العالمية غير مشروعة، كشرط لاستئناف المفاوضات. كما يريد أن تعترف إسرائيل بحدود الضفة الغربية كأساس لحدود دولة فلسطين المستقبلية.

ويطالب عباس بوقف الاستيطان والعودة إلى حدود ما قبل 1967 كأساس للمفاوضات، بينما يدعو نتانياهو إلى العودة إلى المفاوضات المباشرة من دون quot;شروط مسبقةquot;، في إشارة إلى هذه الشروط التي يرفضها، ولكنه قد يقوم quot;ببوادر حسن نيةquot;، مثل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وتجميد الاستيطان، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.

من جانبها، تريد إسرائيل أن تحتفظ بالكتل الاستيطانية في إطار أي اتفاق سلام، ورفضت مطالب عباس، واعتبرتها شروطًا مسبقة. لكنها تباطأت في البدء في بناء‭‭ ‬‬مساكن في المستوطنات.

لا تعليق
لم يعلق مسؤولون فلسطينيون أو أميركيون على الفور على نتائج اجتماعات عباس وكيري. ووضع زئيف إلكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عبء صنع السلام على كاهل عباس.

وردًا على سؤال طرح في راديو إسرائيل عمّا إذا كانت زيارة وزير الخارجية الأميركي - الخامسة - قد تحقق انفراجة، قال إلكين quot;الشخص الوحيد الذي يعرف الإجابة عن هذا السؤال، ليس كيري، ولا نتانياهو... إنه أبومازن (عباس)quot;.

ولم يكشف كيري الكثير عن خططه لإعادة الجانبين إلى مائدة المفاوضات، لكنه كان قد صرّح بأنه لن يعود إلى المنطقة إذا لم تكن لديه القناعة بإمكانية إحراز تقدم.

قبل سبتمبر
كما يحرص كيري على التوصل إلى اتفاق لاستئناف عملية السلام قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، والتي منحت بالفعل الفلسطينيين وضع دولة غير عضو بصفة مراقب.

ويخشى نتانياهو من أن يستغلّ الفلسطينيون في غياب المفاوضات المباشرة اجتماع الجمعية العامة لإطلاق المزيد من خطوات الاعتراف بدولتهم.

ويعتقد مسؤولون في الخارجية الأميركية أن الجانبين سيعودان إلى طاولة التفاوض بمجرد التوصل إلى اتفاق على إجراءات لبناء الثقة، من بينها على سبيل المثال عفو إسرائيلي جزئي عن السجناء الفلسطينيين في قضايا أمنية وصيغة لمحادثات جديدة.

ومن بين الحوافز التي منحت إلى الفلسطينيين للعودة إلى المحادثات خطة اقتصادية بقيمة أربعة مليارات دولار، قادها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وتتضمن الخطة استثمارات في القطاع الخاص لتعزيز فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية.