بحث مجلس الأمن القومي الروسي الجمعة عددًا من القضايا الدولية الملحّة، بما فيها تلك المتعلقة بالتحضير لمؤتمر التسوية السلمية للأزمة السورية quot;جنيف 2quot;، وتزامنًا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا ملتزمة بالترتيب لعقد مؤتمر السلام، لكن دولًا أخرى وجماعات تعقد الأمور بوضع شروط مسبقة.


نصر المجالي: أوضح لافروف أنه عندما طرحت المبادرة الروسية الأميركية، اتفق الطرفان على ألا يسمح للمشاركين بوضع أي شروط مسبقة. ولم يحدد حتى الآن موعد للمؤتمر. وتقول روسيا، التي تعارض التدخل الخارجي في الأزمة، إنها لا تدافع عن الأسد، لكن إسقاطه لا يمكن أن يكون شرطًا مسبقًا لعقد المحادثات.

وصرح لافروف، الذي سيلتقي بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في الأسبوع المقبل، لبحث المؤتمر المزمع عقده، بأن إرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة، الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد quot;يتعارض مع مفهوم المؤتمرquot;.

وقال لافروف عقب محادثات مع وزير الخارجية المغربي quot;أعلنت المعارضة التي يدعمها الغرب ودول أخرى في المنطقة أنها لن تحضر المؤتمر ما دام النظام لا يوافق على الاستسلامquot;. واتفقت روسيا، التي دعمت الأسد بإرسال أسلحة لدمشق وحمايته من صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي، مع واشنطن في مايو/أيار على محاولة جمع الأطراف المتناحرة في مؤتمر للسلام.

لكن المحادثات التمهيدية التي جرت هذا الأسبوع في جنيف بين مسؤولين روس وأميركيين ومسؤولين من الأمم المتحدة لم تحرز تقدمًا.

مجلس الأمن القومي
إلى ذلك، ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة اجتماعًا لمجلس الأمن الروسي، جرى خلاله بحث قضايا السياسة الدولية الملحّة، إضافة إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي في روسيا. وناقش أعضاء المجلس بشكل مفصل الجهود المبذولة في إطار التحضير لمؤتمر جنيف-2 وتسوية النزاع السوريquot;.

وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي إن المجتمعين ناقشوا القضايا الملحّة الآنية في العلاقات الروسية الأميركية، وخاصة في ضوء التحضير للقاءات المرتقبة على أعلى المستويات بين ممثلي الجانبين.

وكانت المشاورات الثلاثية بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة حول التحضير لمؤتمر تسوية الأزمة السورية، التي عقدت في جنيف في 25 حزيران/يونيو، قد انتهت من دون تحديد أي إطار زمني لعقد المؤتمر، إذ أعلنت موسكو على لسان نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف أن المجتمعين اتفقوا على الكثير من النقاط، فيما بقيت نقاط مهمة عالقة، ومنها قوام المشاركين في المؤتمر المرتقب.

وتعتبر مشاركة إيران في مؤتمر جنيف-2 نقطة خلاف جوهرية بين موسكو وواشنطن، ففي حين ترفض الأخيرة مشاركة طهران تصرّ الأولى عليها. إذ اعتبر غاتيلوف أن quot;مشاركة طهران أمر مهم، قد يساهم في تسوية الأزمة السوريةquot;، حسب تعبيره.

مشاركو جنيف 2
وأكد غاتيلوف أن تحديد قوام المشاركين في المؤتمر سيتم في وقت لاحق. وقال إن quot;الحكومة السورية قد أعلنت استعدادها للمشاركة. أما بالنسبة إلى المعارضة فلا تزال هذه العملية مستمرة، وتواصل الولايات المتحدة العمل معهاquot;.

وكشف غاتيلوف أن الجانبين اتفقا على أن يبلغ كل منهما عاصمته بنتائج اللقاء، على أن يتخذ وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري لاحقًا القرارت المناسبة، لافتًا إلى أن لافروف وكيري سيلتقيان في إطار اجتماع روسيا - رابطة دول جنوب شرق آسيا، المقرر عقده في سلطنة بروناي، وأعرب عن أمله في أن quot;تتواصل هناك مناقشة الخطوات اللاحقة الرامية إلى عقد المؤتمر، ونأمل بأن تستمر هذه العمليةquot;.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في تصريحات صحافية: quot;ننتظر من الوزير جون كيري خلال لقائنا على هامش فعاليات قمة شرق آسيا في 1-2 تموز/ يوليو المقبل في بروناي أن يوضح أكثر موقف واشنطن من دعوتنا المشتركة إلى عقد المؤتمر الدولي quot;جنيف ndash; 2quot; حول سورياquot;.

واعتبر لافروف أنه من الصعب في المرحلة الحالية تحديد موعد لعقد مؤتمر quot;جنيف ndash; 2quot;، عازيًا هذا الأمر في المقام الأول إلى quot;كون المعارضة السورية غير مستعدة للمشاركة فيه من دون شروط مسبقةquot;. إلا أن وزير الخارجية الروسي أعرب عن أمله بأن تتمكن الولايات المتحدة الأميركية من إقناعها.

وجدد لافروف موقف بلاده الداعي إلى مشاركة كل اللاعبين الدوليين الكبار المعنيين بالأزمة السورية في هذا المؤتمر، وقال: quot;لا شك في أنه من بين اللاعبين الدوليين، وينبغي أن يدعى جميع جيران سوريا، ويجب كذلك من كل بد دعوة إيران، التي وصفها لافروف بأنها، إلى جانب دول الخليج العربية، تعتبر قوة مؤثرة بشكل واقعي مباشر في الوضع الدائر في سورياquot;.