واصل جون كيري وزير الخارجية الأميركي السبت مهمته المكوكية كـ quot;من يصارع الأشباحquot; بهدف إحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط برحلات مكوكية بين إسرائيل والأردن لإجراء المزيد من المحادثات مع الفلسطينيين والإسرائيليين إنعاشًا للمفاوضات المتعثرة بين الجانبين.
نصر المجالي: مع الحديث عن احتمال عقد اجتماع ثنائي فلسطيني ndash; إسرائيلي وشيك في عمّان برعاية أردنية وأميركية، لم يتضح إن كان كيري سيتمكن من إعلان استئناف المحادثات قبل مغادرته المنطقة يوم الأحد متوجهًا إلى آسيا، غير أن مسؤولين أميركيين قارنوا بين جهوده الدبلوماسية المكوكية وبين الجهود التي بذلها هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي لإقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط.
اجتماعات مثمرة في إسرائيل
وهذه هي الزيارة الخامسة لوزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط منذ مارس/ آذار الماضي. وبسبب انهماكه في الوصول إلى نتائج مثمرة قبل مغادرته المنطقة الأحد، ألغى كيري رحلته المقررة إلى أبوظبي، وتوجّه من القدس إلى العاصمة الأردنية عمّان للاجتماع مرة أخرى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعاد عصرًا إلى القدس ليتابع محادثاته مع القادة الإسرائيليين.
واستقبل المفاوض الفلسطيني صائب عريقات كيري في مقر إقامة عباس في عمّان السبت، قبل أن ينضم إليهما الرئيس. وكان عباس وكيري قد اجتمعا في عمّان قبل ذلك بأقل من 24 ساعة. وسأل عريقات كيري عن سير اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس شمعون بيريز يوم الجمعة، فأجاب quot;كانت طيبة ومثيرة للاهتمامquot;.
وكان كيري التقى مع نتانياهو بضع ساعات يومي الخميس والجمعة، واجتمع مع بيريز على مأدبة عشاء. وأحجم المسؤولون الإسرائيليون عن الإفصاح عمّا دار في الاجتماعات، فيما التزم الجانب الفلسطيني الصمت إزاء محادثات عباس وكيري. وقال كيري في مستهل اجتماع السبت مع عباس في منزل الرئيس الفلسطيني في عمّان quot;نبذل كل جهدquot;، وذلك ردًا على سؤال صحافي.
إلغاء زيارة الإمارات
حول إلغاء زيارة كيري للإمارات، قالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية quot;لن نتمكن من زيارة أبوظبي نظرًا إلى مواصلة كيري الاجتماعات الخاصة بعملية السلام في القدس وعمّانquot;. وأوضحت أن كيري سيتوجّه الاثنين، كما هو مقرر، إلى بروناي، للمشاركة في منتدى رابطة جنوب شرق آسيا.
وذكر مسؤول إسرائيلي مشارك في المحادثات إن زيارة كيري قد تتمخض عن إعلان عن اجتماع بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني تحت رعاية الولايات المتحدة والأردن.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن فشل كيري في عقد مؤتمر صحافي كان يتم الترتيب له في عمّان يشير إلى استمرار العقبات التي تعوق طريق المفاوضات.
اجتماع وشيك
وذكر مسؤول إسرائيلي يشارك في المحادثات أن زيارة كيري قد تتمخض عن إعلان عن اجتماع بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني تحت رعاية الولايات المتحدة والأردن. وقال المسؤول الإسرائيلي لرويترز quot;ثمة احتمال، لكنه غير مؤكدquot;. وامتنع مسؤول أميركي عن التعقيب.
ويعتقد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن الجانبين سيعودان إلى طاولة التفاوض بمجرد التوصل إلى اتفاق على إجراءات لبناء الثقة، من بينها على سبيل المثال إصدار عفو إسرائيلي جزئي عن السجناء الفلسطينيين في قضايا أمنية وإيجاد صيغة لمحادثات جديدة.
ويعكف كيري على خطة اقتصادية بقيمة أربعة مليارات دولار تحت إشراف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كحافز للعودة إلى المحادثات. وتتضمن الخطة ضخ استثمارات جديدة عبر القطاع الخاص لتعزيز فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي في المناطق الفلسطينية.
وانهارت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في أواخر عام 2010 بسبب خلاف حول البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهما منطقتان يريدهما الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة.
التعليقات