داعية الكراهية (أبو قتادة) في سجنه الجديد "الحصين"

استطاعت صحيفة بريطانية اختراق اسوار سجن الموقر الأردني الحصين الذي اقتيد له الأحد الماضي عمر محمود عثمان الملقب (أبو قتادة) لكنها لم تلتقيه، ويضم السجن الذي يقع جنوب شرق العاصمة عمّان نحو 1100 نزيل جلهم من الاسلاميين والمحكومين في قضايا ارهاب، وكان أبو قتادة نزيلا قبل ذلك في سجن بيلمارش اللندني.

وكان المدعي العام الأردني طلب إيداع ابوقتادة السجن بعد وصوله إلى مطار ماركا العسكري بعد تسليمه من جانب السلطات البريطانية للأردن لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق.

ويعيد القضاء الاردني محاكمة ابو قتادة (53 عاماً) بتهمة quot;التآمر بقصد القيام باعمال ارهابيةquot; في قضيتين مرتبطتين بالتحضير لاعتداءات مفترضة حوكم عليها غيابيا في المملكة.

ويأتي نشر صحيفة (الصن) البريطانية الشعبية تقريرها المدعوم بالصور عن سجن الموقر الأردني تزامناً مع معلومات قالت إن أبو قتادة رفض الثلاثاء مقابلة أربعة صحافيين بريطانيين قدموا من لندن ممثلين عن وسائل إعلام بريطانية كبيرة وهي صحف الإندبندنت والتلغراف والديلي ميل وذا صن وشقيقتها التايم وذلكللاطلاع على واقع حبسه في سجن الموقر شرق عمان.

وقال مصدر قضائي نقلاً عن أبو قتادة إنه لن يتواصل إلا مع الصحافة الأردنية والعربية، إذا سمح له بالتصريح ورغب هو في ذلك، معتبرا أن الصحافة الغربية هي من أساءت له في الخارج.

وتبين من خلال التقرير الصحافي البريطاني ان ابو قتادة اودع مع 15 سجيناً آخرين في عنبر (جناح) يضم أسرّة من طابقين ويضم العنبر شاشة تلفزيونية مركبة على الحائط.

كما أشار التقرير الى ان سلطات السجن الذي يحمل اسم (الاصلاح والتأهيل) يضم مكتبة للنزلاء الذين يوصف بعضهم بـ(الخطرين) على الأمن القومي الأردني.

وفي العادة يطلق مسؤول سجن الموقر على نزلاء السجن تعبير (الضيوف) كما يسمح لعائلاتهم بزيارتهم لمدة نصف ساعة ثلاث مرات كل أسبوع.

وقال مسؤولون إن عددا من أقارب أبو قتادة زاروه في السجن الذي يسمح لنزلائه ارتداء ملابسهم الخاصة الا في حال مغادرتهم لعنبرهم.

كما يوفر سجن الموقر لنزلائه بعض الاحتياجات الرياضية فهو يضم ملعباً لكرة القدم وآخر للكرة الطائرة، فضلاً عن السماح للنزلاء بممارسة القراءة وزراعة الزهور والخضراوات إذا كانت لديهم مثل هذه الهوايات.

إلى ذلك، كانت صحيفة (ديلي اكسبريس) اللندنية ذكرت قبل أيام أن عائلة رجل الدين الأردني الفلسطيني الأصل عمر محمود عثمان، المعروف بـ laquo;أبو قتادةraquo;، ستغادر بريطانيا إلى الأردن في غضون أسابيع بعد ترحيله إلى هناك.

وأوضحت الصحيفة، أن رحيل زوجة أبو قتادة وأبنائه الخمسة، وهم 3 بنات وصبيان تتراوح أعمارهم بين 10 و23 عاماً، سيوفّر لدافعي الضرائب أكثر من 40 ألف جنيه استرليني في السنة، ويحرر العشرات من رجال الشرطة من مسؤولية حمايتهم.

وأضافت إن عائلة أبو قتادة تقيم حالياً في منزل بحي ستانمور شمال غرب لندن، وتحصل على أكثر من 800 جنيه استرليني في الأسبوع من إعانات السكن وضريبة البلدية وغيرها من المنافع، وستنتقل للعيش في شقة يملكها أحد الأقارب في الأردن.

وكان حكم على أبو قتادة من جانب محكمة أمن الدولة الأردنية بالاعدام عام 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات ارهابية من بينها هجوم على المدرسة الاميركية في عمان لكن تم تخفيف الحكم مباشرة الى السجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة.

كما حكم عليه عام 2000 بالسجن 15 عاما للتخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح اثناء احتفالات الالفية في الاردن.

وجاء ترحيل ابو قتادة من بريطانيا بعد اسابيع على مصادقة عمان ولندن على اتفاق يهدف الى تأكيد عدم استخدام اي ادلة تم الحصول عليها تحت التعذيب ضده خلال اي محاكمة في الاردن.

وختاماً، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن تعليمات إدارة السجون في الأردن لا تسمح لأي شخص بإعطاء دروس دينية للسجناء إلا وفق تعليمات واضحة وبإشراف إدارة السجون.

وقال المومني في رده على سؤال لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية حول الأنباء التي تحدثت عن السماح لأبو قتادة بإعطاء دروس دينية للسجناء، إن كل سجن فيه من الوعاظ والدعاة الذين يقومون بإعطاء الدروس الدينية وتقديم النصح والإرشاد إلى السجناء وفق التعاليم الدينية السمحة البعيدة عن التعصب والغلو.