ستكتب الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي ضحية حركة quot;طالبانquot; الإسلامية المتشددة، والتي كانت واجهت خطر الموت بسبب دفاعها عن تعليم الفتيات، ستكتب مذكراتها، عازمة استكمال مسيرتها، التي جعلت منها رمزًا ملهمًا لجيلها.


نصر المجالي: احتفلت ملالا يوسف زاي، بعيد ميلادها الـ 16، من خلال مناقشة عريضة تتعلق بتعليم الأطفال في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة، حيث ألقت خطابًا.

وملالا، التي تحدت حركة طالبان، قررت كتابة مذكراتها في كتاب يحمل عنوان quot;أنا ملالاquot;، تأمل بوساطته إلهام الكثير من الفتيات اللائي يكافحن من أجل الحصول على حقهن في التعليم.

رسالة إلى الشباب
وأعلنت دار النشر quot;ويدنفلد ونيكلسونquot; أنها ستصدر الكتاب في بريطانيا في الخريف المقبل. كما تعتزم دار النشر quot;ليتل براونquot; نشره في الولايات المتحدة. وكانت ملالا قالت في بيان الأربعاء إنها تأمل في أن تكون قصتها quot;جزءًا من حملة لإعطاء كل فتى وفتاة الحق في الالتحاق بالمدارسquot;.

وكان مسلح من طالبان قد أطلق النار على ملالا يوم التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول، بينما كانت في طريق عودتها من مدرسة في شمال غرب باكستان. وقالت الجماعة المتشددة إنها استهدفتها لأنها تروّج quot;للفكر الغربيquot; وتنتقد سلوك طالبان.

وأمضت ملالا أشهرًا عدة في مستشفى بريطاني، وخرجت منه في الشهر الماضي، لتعود إلى صفوف الدراسة، ولكن في بريطانيا.

فرص للأطفال
وتسعى ملالا، التي تتعافى من إصابتها الخطيرة التي هددت حياتها، إلى حثّ العالم على منح كل طفل فرصة التعلم. وناقشت ملالا في العريضة، التي تحمل توقيع أكثر من 3 ملايين شخص، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

اجتذب ظهور ملالا العلني وخطابها المباشر الأول أشخاصًا من 80 بلدًا حول العالم قصدوا نيويورك لحضورها. وقالت ملالا: quot;أشكر كل من صلى وتمنى لي الشفاء العاجل من إصابتيquot;.

قبل إلقاء هذا الخطاب، قالت ملالا quot;هذه فرصة لكل شاب وشابة على الكوكب للوقوف معًا، كي نقول للعالم إننا سنحصل على تعليمنا، سواء كان ذلك في المنزل أو في المدرسة أو في أي مكانquot;.

من لا صوت لهن
وأشارت ملالا في ظهورها الأول على منبر دولي منذ الاعتداء الذي تعرّضت له إلى أنها quot;مجرد فتاة من بين عديدات، تكلمت باسم اللواتي لا صوت لهن. هؤلاء اللواتي حاربن من أجل حقهن في العيش بسلام، وحقهن في المعاملة الكريمة، وحقهن في المساواة والتعليمquot;.

وأكدت الشابة أن التهديدات الإرهابية لن تؤدي إلى إسكاتها. وقالت: quot;لقد ظنوا أن الرصاص سيؤدي إلى إسكاتنا، لكنهم مخطئونquot;.
وأضافت quot;لقد ظنّ الإرهابيون أنهم سيغيّرون أهدافي، وأنهم سيوقفون طموحاتي، لكن لم يتغير شيء في حياتي، باستثناء أن الضعف والخوف وانعدام الأمل قد زال. وقد ولدت القوة والشجاعة والعزيمةquot;. وصفق الحاضرون مطوّلًا للشابة الباكستانية ووقفوا تحية لها.

مشاركة عالمية
جاءت كلمة ملالا أمام أكثر من 500 طالب وطالبة من أنحاء العالم، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال اجتماع quot;الجمعية العامة للأمم المتحدة للشبابquot;، بدعم من مبادرة الأمين العام الأولى للتعليم العالمي.

ومن المقرر أن يصدر من المؤتمر بيان يحثّ الحكومات والسلطات المعنية على اتخاذ إجراءات لتأمين التعليم لجميع الأطفال. وتقدم ملالا أيضًا عريضة إلى الأمين العام، تدعو إلى المساعدة على إيصال جميع الأطفال في العالم، خاصة الفتيات، إلى المدارس بحلول عام 2015.

وباتت ملالا شخصية عامة بعد هجوم مسلحين من طالبان عليها، وهي في طريقها إلى المدرسة في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2012، وذلك ردًا على حملتها لمنح الفتيات حق التعليم. ونقلت ملالا بعد ذلك إلى مستشفى في بريطانيا، وكانت في حالة حرجة، إلاّ أنها تعافت بعد فترة، وعادت إلى باكستان، ثم عادت إلى بريطانيا، حيث تعيش مع أسرتها حاليًا في مدينة برمينغهام. يشار إلى أن هناك 57 مليون طفل خارج المدرسة في العالم بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وبمناسبة عيد ميلادها، تحتفل باكستان اليوم بـquot;يوم ملالاquot; عبر فعاليات في كبرى المدن الباكستانية. وتشهد إسلام آباد وكراتشي ولاهور وبيشاور فعاليات تتضمن ندوات ومؤتمرات ينظمها المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها من المؤسسات بمشاركة أكاديميين ومحللين وناشطين، لتكريم الناشطة، التي ناضلت من أجل حق الفتيات في التعليم في مدينة سوات في مواجهة طالبان.