بدأت الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي مرحلة جديدة من حياتها التعليمية في بريطانيا التي وصلتها للعلاج بعدما تعرضت لاعتداء من حركة طالبان بسبب دفاعها عن حق الفتيات في التعليم.

بيروت: الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي تعرضت لاعتداء من حركة طالبان، بسبب مطالبتها بحق التعليم، عادت إلى المدرسة في المملكة المتحدة بعد أسابيع من خروجها من المستشفى.
وصفت ملالا (15 سنة) يوم عودتها إلى المدرسة في مدينة برمنغهام البريطانية بأنه quot;أهم يوم في حياتهاquot;، بعد أن حرمت من المدرسة بسبب مكوثها في المستشفى فترة طويلة.
وكانت حركة طالبان باكستان قد استهدفت الطفلة ملالا برصاصة في الرأس لأنها دافعت عن حق الفتيات في التعليم وquot;روجت للعلمانية والفكر الغربيquot; على حد اتهام متطرفي طالبان في وادي سوات شمال غرب باكستان.
وقالت ملالا المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام إنها سعيدة بتحقيق حلمها بالعودة إلى المدرسة، وتريد لكل الفتيات في العالم أن يحظين بهذه الفرصة الأساسية.
رافق والد ملالا ابنته إلى المدرسة حيث انضمت لبقية التلاميذ في مدرسة إيدجباستون العليا للبنات القريبة من المستشفى الذي تلقت فيه العلاج وخضعت فيه للعمليات الجراحية التي أعادت بناء جمجمتها الشهر الماضي بعد أن أصيبت برصاصة كادت تخترق دماغها وتودي بحياتها.
وكانت ملالا قد نقلت جوًا إلى المملكة المتحدة بعد وقت قصير من الهجوم القاتل، حيث عمل الاطباء لانقاذ حياتها. وتم تعيين والدها ملحق التعليم في القنصلية الباكستانية في المدينة.
انضمت ملالا إلى زملائها في المدرسة حيث ستتابع تعليمها بشكل كامل إلى أن تتخرج وتتخصص في تعلم التاريخ الاغريقي القديم الذي يثير اهتمامها.
وكانت ملالا في غاية السعادة وهي ترتدي الزي المدرسي باللون الأخضر وتضع على رأسها حجاباً أسود، حاملة حقيبة وردية مزينة بالزهور. وتجولت ملالا مع والدها في المدرسة، وهو بدوره تجول في جميع أنحاء المبنى ويتحدث مع مدير المدرسة.
عودة ملالا إلى متابعة دراستها هي دليل واضح على جرأتها وتحديها محاولات طالبان الذين أرادوا إسكاتها بعد أن طالبت بحق تعليم الفتيات في بلادها.
منذ الهجوم، لا تكتفي ملالا بالتركيز على شفائها فقط، بل عملت على وضع صندوق مساعدة لدعم الفتيات في جميع أنحاء العالم للحصول على التعليم. ووصف أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، الفتاة الباكستانية بأنها quot;رمز عالمي لكل فتاة تسعى للحصول على حقها في التعليمquot;.
وقالت ملالا إنها متحمسة جداً لأنها حققت حلمها في العودة إلى المدرسة، مضيفة: quot;أريد أن تتوفر لجميع الفتيات في العالم الفرصة التي أتيحت لي. افتقد زملائي من باكستان للغاية، وأتطلع قدماً للتعلم مع أساتذتي وأنشئ صداقات جديدة هنا في برمنغهامquot;.
وعلى الرغم من المخاوف من أن الرصاصة التي اخترقت دماغها كانت ستقتلها، او تتسبب في شللها، يقول الأطباء اليوم إنهم يشعرون بالسرور بالتقدم الذي أحرزته.
وخضعت ملالا لعمليات عدة في مستشفى الملكة اليزابيث في برمنغهام، وخرجت بعد العلاجات الترميمية للجمجمة التي اجرتها الشهر الماضي.
وتقول ملالا: quot;أنا أتحسن يوماً بعد يوم. أشكر الله على هذه الحياة الجديدةquot;.