سعاد راشد من بغداد: اتهمت النائب عن القائمة العراقية سهاد العبيدي الأكراد بمحاولات الهيمنة على المناطق المتنازع عليها من خلال رفضهم دخول القوات العراقية إليها واستئثارهم بالملف الأمني في هذه المناطق، التي يسعون إلى إلحاقها بإقليمهم الشمالي.

ووجّهت النائب العبيدي في حديث مع quot;إيلافquot; انتقادات حادة إلى الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد). وقالت إن عليها خلق توازن قومي داخل المؤسسات الأمنية في المحافظة، وليس ترك الأمور مسيطرًا عليها من قبل الأكراد، وخاصة في قضاء طوز خرماتو، الذي تقطنه غالبية تركمانية، وطالبت بتوفير الأمن للتركمان، والحفاظ على هويتهم وهوية المنطقة، ووحدة محافظة صلاح الدين، لأن هذا القضاء يوجد ضمن حدود المحافظة.

بداية لإنشاء الأقاليم
وأشارت إلى أن الدعوات إلى تحويل قضاء طوزخرماتو، الذي يتعرّض لأعمال إرهابية يومية، إلى محافظة تركمانية مع قضاء تلعفر، التابع لمحافظة نينوى، ستكون بداية لإنشاء الأقاليم في العراق، وكما مخطط له من قبل جهات سياسية، في إشارة إلى الأكراد، ودعت الحكومة المركزية إلى توفير الأمن للمكوّن التركماني والحفاظ على هويته.

وشددت على أن الحكومة المحلية في المحافظة قد أهملت أوضاع التركمان، quot;حيث إن هناك جهة سياسية محددة تسيطرعلى غالبية المواقع القيادية في هذه المنطقة، وهي محسوبة ضمن أجندات معينةquot;، في إشارة إلى الأكراد، وذلك عليها خلق نوع من التوازن في قضاء طوز خرماتو، لأن الساكنين فيه هم من ثلاث قوميات من العرب والأكراد والتركمان، لذلك يجب أن يكون هناك توازن داخل المؤسسات الأمنية، وليس ترك الأمور كما هي مسيطر عليها من قبل جهة واحدة.

وأكدت على وجود هيمنة كردية على هذا القضاء وتهميش للعرب والتركمان. وأوضحت أن هناك رفضًا كرديًا لوجود قوات مركزية من الجيش العراقي أو الشرطة الاتحادية، وكذلك هناك رفض لتشكيل وحدات عسكرية من الشرطة المحلية من المكون التركماني.
وقالت إن الأكراد يسعون إلى أن يكون القضاء مباحًا ومخترقًا، حيث إنه من المناطق القوية والمتنازع عليها مع إقليم كردستان، الذي يسعى إلى إعادته إلى محافظة كركوك، quot;لذلك فإن على الحكومة المركزية حماية المواطنين من كل القوميات، خصوصًا القومية التركمانية، لأن هناك استهدافًا سافرًا بحقهاquot;.

موقف حاسم لمنع تمدد الأكراد
وطالبت العبيدي الحكومة المركزية بموقف حاسم لمنع تمدد الأكراد على مناطق العرب والتركمان، بأن تكون لديها سيطرة على هذه المناطق. وحذرت من أن اقتطاع قضاء طوز خرماتو من محافظة صلاح الدين سيكون مقدمة لاقتطاع أجزاء من محافظات أخرى، ويكون هناك تشكيل لمحافظات أخرى.

وانتقدت مواقف القائمة العراقية من الأوضاع في المناطق المتنازع عليها، وقالت إن قادة القائمة يجاملون الأكراد على حساب هذه المناطق، quot;وقد حذرناهم في لقاء سابق بعدم المجاملة بخصوص المناطق المتنازع عليها، وخصوصًا في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى، لذلك يجب أن تكون الوقفة الأولى من القائمة العراقية، لأننا كنواب لها، معظمنا ممثلون لمناطق متنازع عليهاquot;. وحذرت من أن مواقف العراقية هذه ستؤدي إلى خسارتها أصوات كثيرة في الانتخابات العامة، التي ستجري في مطلع العام المقبل، وستخسر الكثير من قاعدتها.

وعمّا إذا كانت تعتقد أن المصالحة الحالية بين الكتل السياسية سوف تفضي إلى حلول لقضية المناطق المتنازع عليها، شددت النائب العبيدي على أن المصالحة هذه حبر على ورق، وهي شكلية. أما في الواقع فهي ليست موجودة، لأنها لو كانت موجودة لما كان قادة الكتل السياسية يعملون على تأجيج الشارع وفقًا لمصالحهم الفئوية والشخصية ويتم تأجيج الشارع العراقي، quot;فالخلل هو في القادة السياسيين، لذلك يجب أن تكون المصالحة بين القادة، وليس بين أبناء الشعب العراقي المتآلفينquot;.